مرأة ومجتمع نُشر

الوضع السياسي والإقتصادي يطفىء أنوار الأفراح المصرية

يقول محمد رضوان (35 عاما) أجلت زواجي لأجل غير مسمى بسبب الظروف التي تمر بها مصر، والاحتجاجات التي شلت الحياة بكافة قطاعها، حيث كان من المقرر زواجي يوم جمعة الرحيل، ولكن حظر التجول حال دون ذلك «.

» واضاف «اتصلت بكل من دعوتهم لحفل زواجي لاعتذر لهم عن اقامة الحفل، فبدلا من تلقي التهاني ابادر بالاعتذار.

» واشار إلى ان المشكلة الكبرى هي «انني وزوجتي نعمل في شركة سياحية، والاحداث الاخيرة اصابت قطاع السياحة في مصر بالشلل التام، وهو ما يعني استمرار الاوضاع لفترة طويلة وربما تستغنى الشركة عن خدماتنا وبالتالي لا يمكن استكمال مشروع الزواج.

» وتقول دعاء (مدرسة) «اقمت حفل زواجي يوم الثلاثاء الغاضب رغم الظروف الحالية ولكن اضطريت لاقامته في الصباح بدلا من المساء لاتجنب حظر التجول في القاهرة، خاصة ان اجازة نصف العام الدراسي بدأت وتأجيل الزواج سيضطرني لاقامته في نهاية العام الدراسي.

وتعاني مصر من ارتفاع سن الزواج، حيث اكد تقرير منتدى الشباب العربي بمكتبة الاسكندرية ان سن الزواج يتراوح بين 29 سنة إلى 33 سنة بالنسبة للذكور وبين 24 سنة إلى 30 سنة للإناث، وان فرص الزواج تتضاءل امام الشباب في مصر مما ينذر بكارثة اجتماعية واخلاقية.

وارجع التقرير اسباب تأخر سن الزواج إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة التي تعيشها مصر، بالاضافة إلى زيادة نسبة التعليم بين الفتيات ودخولهن مجال العمل في مقابل ندرة فرص العمل أمام الشباب وغلاء المعيشة.

» ويؤكد ماهر عبد الله (صاحب قاعة افراح) ان «الحياة تبدلت في مصر فهذه الايام موسم عمل بالنسبة لنا بسبب اجازة نصف العام الدراسي التي كانت تزدحم بها حفلات الزواج الشتوية.

» وتوقع عبد الله ان «يستمر الركود لفترة طويلة، وتعرضه لملاحقات قانونية خلال الفترة القادمة خاصة انه رفض رد مقدم حجز القاعة إلى الأزواج، وطالبهم باعتباره قائم لحين استقرار الاوضاع وهو ما رفضه الكثير منهم.

» وتقول نرمين السعيد «قبلت فكرة عمل فرحي في الصباح رغم انها مكلفة جدا وكان في الماضي لا يقدر عليها سوى الاغنياء حيث تستلزم ترتيبات اخرى منها أنواع مختلفة من الاطعمة والملابس والديكورات، ولكن الظروف الحالية جعلت حفلي صامت لكنه افضل من إلغائه.

» وناشد الشيخ محمد عبد الشافي (امام مسجد عمر الخطاب) الاباء بعدم تأجيل زواج اولادهم بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، وطالبهم بعدم المغالاة في المظاهر الاحتفالية لان الاساس هو الزواج وليس الاحتفال.

«وقال انه » يمكن اقامة الاحتفالات عقب صلاة الظهر داخل المساجد بدلاَ من اقامتها عقب صلاة العشاء كما جرت العادة في الافراح الاسلامية «. مؤكداَ على اصحاب الفرح مراعاة تزامن إقامة صلوات الجنازة في المساجد في هذا التوقيت، لذا عليهم تأجيل الاحتفال بأفراحهم حتى خروج الجنازة من المسجد.

واكد تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء تراجع معدلات الزواج خلال العام الماضي مسجلة أدنى مستوى لها خلال الخمسة أعوام الماضية، كما ان عدد الذين بلغوا سن 33 عاماً ولم يتسن لهم الزواج وصل إلى ثمانية ملايين و963 ألفاً منهم نحو أربعة ملايين امرأة.

واوضح ان إجمالي عدد الفتيات اللاتي لم تتزوجن يقدرن بــ13 مليون فتاة، منهن 6.2 ملايين تتراوح أعمارهن بين 18 و25 عاما، و6.2 ملايين من سن 25 إلى 35 عاما.

» واضاف التقرير «ان 55% من الفتيات اللاتي لم تتزوجن حاصلات على ماجستير ودكتوراه، وأن عام 2006 شهد زواج 532 فتاة حاصلة على الماجستير والدكتوراه من رجال أميين.
المصدر: ميدل إست أونلاين

 

مواضيع ذات صلة :