اقتصاد يمني نُشر

صادرات العسل اليمني تتراجع والطلب محليا في انخفاض

سبب الحصار والعدوان الاقتصادي على اليمن مشكلة لم تكن في الحسبان على منتجي العسل اليمني في المحافظات الرئيسية والفرعية ويقدر اتحاد النحالين اليمنيين أن هذا القطاع الزراعي الهام قد خسر نحو 600 مليون ريال على الأقل في هذا الموسم نظرا لتوقف تصديره لدول الجوار جراء الحصار الاقتصادي البري والجوي وهما المنفذان الرئيسيان المتاحان لتصديره اقتصاديا.
ففي ندوة الآثار والتحديات التي يواجهها الاقتصاد اليمني والتي نظمت قبل أسبوعين قال الدكتور عبد الله ناشر ثابت رئيس الاتحاد إن العسل اليمني يواجه مشكلتين الآن الأولى إغلاق منافذ التصدير للدول المجاورة نتيجة الحصار البري والجوي والثاني نقص المراعي في مختلف محافظات الجمهورية نظرا لانحسار مساحات النبات في المراعي الطبيعية المنتجة للغذاء في مناطق إنتاج العسل.
 ويشير الدكتور ناشر إلى أرقام تحمل مؤشرات خطيرة على هذا القطاع كالآثار التي سببها الحصار على فقدان أسواق العسل اليمني في عدة دول مما سبب تراجعا في قيمة الإنتاج للمنتجين المحليين وفقدان سوقهم لصالح منتجات أخرى من دول منافسة كما يتم الآن في بعض دول الخليج .
 ويؤكد رئيس جمعية وادي دوعن المهندس فهمي بن زاهر إن النحالين في حضرموت تأثروا بشدة بمسألة الحصار الذي فرضته دول التحالف على الصادرات اليمنية حيث يتطلب الأمر إجراءات قاسية لتصدير أي كميات واخذ أوقات تصل إلى الشهر للتصدير وهو ما يقلل من الكميات المصدرة من جانب ويضاعف الأعباء على المنتج من جهة أخرى .
ويلفت رئيس الاتحاد إلى مشكلة أخرى تواجه العسل اليمني حاليا وبدأت تلوح في الأفق ألا وهي تعرض العسل الطبيعي اليمني لسرقة علامته التجارية والعلمية من قبل شركات خليجية تنتج عسلا في بلدانها وتقوم بتزييف علامته التجارية ناسبة اياه لليمن ليباع في الأسواق على انه عسل يمني طبيعي مائة في المائة.
ولفت إلى أن الاتحاد كان قد بدأ تسهيل خدمات فحص العسل وتنسيق وترتيب الأعمال بين المنظمات والمانحين والجمعيات والمؤسسات الأخرى،والمساهمة في تنفيذ أنشطة الإرشاد وإيجاد قنوات تسويق للمنتجات وعمل خارطة نحلية لمراعي النحل مع تشجيع الدراسات والبحوث في مجال العسل لكن الظروف التي يمر بها اليمن حاليا حالت دون استكمال تلك المشروعات.
الطلب المحلي
من ضمن المشكلات التي تواجه إنتاج العسل ومنتجيه تراجع الطلب المحلي بفعل تراجع مستوى الطبقة المتوسطة الاقتصادي فنظرا لتدهور المعيشة لقطاعات عريضة من الناس بفعل الأزمات والمشاكل الداخلية والحصار والعدوان الآن أصبحت الكثير من الأسر اليمنية التي كانت تعتمد على العسل اليمني في وجباتها او تفضل اقتناءه بعيدة كل البعد في الوقت الراهن عن شرائه نظرا لانشغالها بتوفير متطلبات أهم منه هي القوت الضروري كما يقول أستاذ الاقتصاد الزراعي عبد الله حميد.
ويشير تاجرو العسل إلى أن الطلب المحلي تراجع خلال الشهور الستة بمقدار 40-60% على الأقل فيما يعد خسارة على قطاع الإنتاج بشكل كبير، ويقولون : إن تراجع الإنتاج حدا بالأسعار للتراجع إذ وجد الآن عسل بسعر 3000 ريال للكيلوجرام فيما لم يكن هناك أي عسل بهذه السعر،كما تراجع السدر من 12000 ريال إلى 8000 ريال والدوعني من 16000 ريال إلى 9000 ريال وهناك تخفيضات ترافق بيع العسل المراعي الطبيعية والمرية والإزهار بنسبة 30%.
الجودة مقياس العسل اليمني
كدليل على جودة وفائدة العسل اليمني توصل بحث علمي للباحث سعيد عمر فرج، من قسم وقاية النبات بجامعة عدن، إلى أن العسل اليمني وخاصة منه العسل ذات المصدر الزهري، له تأثير ايجابي على وظائف الكبد حيث يساعد على تحسين الصورة الليبيدية في الدم، ويرجع السبب في ذلك آن  العسل اليمني يحمل أعلى المواصفات والمقاييس العالمية الخاصة  بجودة العسل .
الإنتاج
شهدت تربية النحل في اليمن خلال الخمس عشرة سنة الماضية توسعًا كبيرًا وأصبحت اليوم تمثل ركيزة مهمة في الإنتاج الزراعي الاستثماري المدر للربحية، وبحسب إحصائية زراعية وصل عدد طوائف النحل في بلادنا إلى أكثر من مليون طائفة فيما وصل عدد النحالين إلى 16.500 نحال  وفي الوقت ذاته اعتبر قرار مجلس الوزراء رقم (77) لسنة 2003م العسل ضمن المحاصيل الاستراتيجية الخمسة، وحثت على الاهتمام بتنميته وتطويره.
وتقول وزارة الزراعة : إن إنتاج بلادنا من العسل اليمني قد ارتفع من 2439 طنا في عام 2011م إلى 2600 طن في 2012م، كما شهدت قيمة الإنتاج ارتفاعا جيدا حيث ارتفعت من 8 مليارات و780 مليون ريال في 2008م إلى 11 مليارا و898 مليون ريال ووصلت إلى 13 مليار ريال في 2012م .
تصنيف
وفقا لتصنيف علمي للعسل اليمني يأتي عسل السدر أو ما يعرف باليمن بـالعلب في المرتبة الأولى من حيث الشهرة والجودة العالمية حيث يستخرجه النحل من زهور أشجار السدر ويمتاز بمذاقه اللذيذ ونكهته الطيبة، وهو لزج.
كما يتميز عسل السدر الخالص انه لا يتجمد أو يتبلور وتزهر أشجار السدر في موسمين، الموسم الرئيسي في شهر (أكتوبر) من السنة، ويكون قيمه عسل السدر خالصاً غاليا جدا، حيث لا يختلط به أي نوع من الأزهار ويمتاز بجودته العالية جدا، أما الموسم الثاني فهو في شهر يوليو من كل عام ويكون عسل السدر في عمد ووادي بن علي وكذلك في منطقة شبوة مثل وادي جردان وبيحان وفي مارب في منطقة حريب وفي العصيمات في منطقة حرف سفيان والعشر والقفلة في منطقة حجة بني قيس والخميس وسارع ويتواجد في مناطق كثيرة من جبال ووديان، كما يستخدم عسل السدر في علاج عدد من الأمراض أهمها القرحة، والربو، والالتهابات، والسرطان، والضعف الجنسي.
ويعد عسل السمر أو ما يعرف شعبياً بـ (الطلح) والذي يستخرجه النحل من زهور أشجار السمر وهي أشجار شوكيه تنتشر بشكل كبير في حضرموت وبعض المناطق الجبلية مثل (صنعاء، وإب) في المرتبة الثانية، ويمتاز عسله بمذاقه الحار ولزوجته المتوسطة وهو ذو لون احمر يميل إلى السواد وتزهر أشجاره في شهر ابريل من كل عام، ويستخدم في علاج أمراض الكبد، وأمراض البرد، وفقر الدم، والملا ريا، والتيفود، والسكر.
 ويقول الدكتور مدحت فضل عبد الله محمد العبدلي الحاصل على الدكتوراه حول تربية النحل : إن اليمن تنتج من العسل نحو 2500 طن  سنويا بقيمة تزيد عن 13 مليار ريال فيما يمكن إنتاج ضعف هذا الرقم أن تم لفت الاستثمارات إلى هذا الجانب بفاعلية .
ويضيف : لدينا في اليمن خبرة تزيد عن ألفي سنة في تربية النحل وإنتاج العسل في اليمن،حددها رواة تاريخيون بأنها من أقدم المهن والأعمال التي فضلها اليمنيون - آنذاك - حيث ذاعت شهرة العسل اليمني وبلغ صيته أرجاء المعمورة.
ونظراً للتنوع المناخي في اليمن وتفردها بغطاء نباتي فريد كان الحكماء والأطباء في الأزمنة القديمة يرشدون مرضاهم بالاستطباب بالعسل اليمني لما له من أهمية غذائية وصحية عالية، الأمر الذي دفعهم لأن يضعوه في مقدمة الأدوية مؤكدا على أهمية تطوير الإنتاج لدعم الاقتصاد الوطني.
في نفس الوقت الذي كشف الأمين العام المساعد لإتحاد النحالين العرب أن هناك 100 ألف نحال في اليمن، وهم في تزايد وهناك خطط محلية ودولية لدعم اليمن في هذا الجانب من خلال عمل منظم وبرنامج يستهدف تطوير إنتاجية اليمن من عسل النحل من خلال تزويد النحالين والمهتمين بتربية النحل بالمعلومات والممارسات المثلى بما من شأنه خدمة وتنمية القطاع الزراعي.
وهناك رأي آخر يدعم جودة العسل اليمني, حيث يقول الأمين العام المساعد لاتحاد النحالين العرب الدكتور محمد سعيد خنبش : إن تربية النحل في اليمن تشهد تطوراً مستمراً, وأن مساهمة هذا المنتج في الاقتصاد الوطني يزداد عاما بعد آخر حيث وصل عدد النحالين والمهتمين بهذا المجال إلى قرابة 100 ألف شخص.

 

الثورة نيوز

مواضيع ذات صلة :