اقتصاد يمني نُشر

عرض الفواكه اليمنية عند أعلى مستوياتها في السوق والأسعار تنخفض

ترتبط زراعة الفواكه بالمواسم الزراعية في أغلب بلدان العالم وذلك لطبيعة كل فاكهة وما تحتاج إليه من مناخ وبيئة مناسبة لزراعتها ومساعدتها على النمو، وتختلف هذه المواسم في اليمن حيث نرى العديد من الفواكه تظهر على مدار السنة على خلاف بقية البلدان التي تظهر فيها الفواكه موسمياً فقط، وقد ساعد هذا الكثير من المزارعين على الاكتفاء ببعض الأنواع من الفواكه والتي تدر دخلاً عليهم سنوياً، وقد لوحظ هذه السنة زيادة في معروض الفواكه نتيجة توقف التصدير جراء الحصار الاقتصادي المفروض على اليمن من قبل دول العدوان، الأمر الذي جعل الأسواق المحلية والشعبية تعج بكميات كبيرة منها مما أثر في انخفاض الأسعار بشكل يتناسب مع أصحاب الدخل المحدود وشريحة الفقراء .
الثورة استطلعت بعض الأسواق وأخذت آراء حول رواج الفواكه وعملية الإقبال من قبل المواطنين عليها . فإلى التفاصيل :


كعادته السنوية وفي المواسم الزراعية يجني الحاج علي النواري الكثير من الأموال وذلك من تجارته التي يعمل عليها منذ فترة كبيرة في مجال بيع الفواكه بشتى أنواعها وتصديرها إلى الخارج وبالذات الدول المجاورة وأيضاً العمل كوسيط بين المزارع والباعة في الأسواق داخل العاصمة صنعاء ويعمل في التوزيع على بعض الباعة الذين يتعامل معهم موسمياً بحسب موسم الفواكه، ولكن واقعة اليوم غير ذلك فقد وجد نفسه في موقف مأزوم وحرج وذلك نتيجة العدوان على اليمن من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية والحصار الذي يفرضه منذ بداية العدوان، الأمر الذي قلص عمل الحاج علي وغيره من تجار بيع الفواكه في تصدير الفواكه إلى الخارج وخلق باب التنافس لدى التجار. ويرى الحاج علي أنه لجأ إلى تصدير الفواكه إلى الأسواق المحلية بدلاً من تصديرها إلى الخارج والذي كان يجد فيه أرباحاً أكثر .


ركود اقتصادي
ويضيف الحاج علي أن الأسواق الشعبية تعج بالفواكه بمختلف أنواعها بسبب الحصار المفروض من قبل العدوان وعدم السماح لهم بتصدير الفواكه إلى الخارج ويعلل ذلك بأن العدوان يستهدف البنية الاقتصادية ويحاول أن يدمرها وذلك من خلال منع التصدير والاستيراد إلى داخل البلاد، وهذا بدوره أدى إلى ركود اقتصادي - بحسب قوله - وساهم في انخفاض رؤوس الأموال لدى التجار ورجال الأعمال .


ضعف القدرة الشرائية
بائعو الفواكه في الأسواق والمحلات هم الآخرون يشتكون من ضعف السوق والقدرة الشرائية لدى المواطنين بسبب الأوضاع المالية الصعبة نتيجة العدوان الذي فاقم من معاناة المواطنين وزاد من شريحة البطالة بينهم مما قلص القدرة الشرائية لدى المواطنين على شراء الفواكه وتزامن ذلك مع مرور شهر رمضان الكريم وكذلك عيد الفطر وحاجة الناس الملحة للفواكه على مائدة الأكل.


رواج وتكدس
وكما يشير عبد الله مصلح بائع فواكه في أحد الأسواق الشعبية أن الأسواق ممتلئة بالفواكه بمختلف أنواعها وأن نسبة الإقبال على الشراء من قبل المواطنين منخفض بسبب الوضع المالي الصعب لديهم. ويضيف عبدالله أن ذلك أدى إلى رواج الفواكه وتكدسها في الأسواق والمحلات بكثرة وخاصة وأنه لا توجد بدائل أخرى للاستفادة من الفواكه وتخزينها لوقت انعدام موسمها واستهلاكها في مواسم أخرى وبالذات مع انعدام الكهرباء بشكل مستمر وكذلك انعدام المشتقات النفطية واللذان لهما الدور الفعّال في ترويج الفواكه وتخزينها .


انخفاض الأسعار
يتهافت الكثير من المواطنين على الأسواق الشعبية كونها تحتوي على العديد من الأنواع المختلفة من الفواكه والمتواجدة بكثرة في الأسواق الشعبية والتي يقبل عليها المواطنون نظراً لانخفاض أسعارها وتواجد العديد من الأنواع من صنف واحد لكل نوع من الفواكه، وهذا ما جعل التنافس محموماً ومكثفاً للباعة في الأسواق الشعبية، حيث يرى الأخ عبدالسلام وهاس أن الأسواق الشعبية تمتلئ على مدار السنة بالكثير من الأنواع المختلفة للفواكه على عكس الكثير من البلدان والتي تأتي الفواكه فيها موسمياً ولأشهر محددة فقط، ويعلل ذلك بسبب البيئة المناخية المناسبة والتربة الخصبة التي تتميز بها اليمن عن سائر البلدان في العالم وهذا ما جعلها بيئة خصبة لزراعة العديد من أنواع الفواكه والخضروات التي تقطف على مدار السنة دون انقطاع .
ويضيف عبد السلام أنه يركز بشكل أساسي على شراء الفواكه وبالذات هذه الأيام وذلك لكثرة تواجدها في الأسواق وبأسعار رخيصة جداً وهذا ما فتح المجال للمواطنين وبالذات أصحاب الدخل المحدود وشريحة الفقراء أن يتلذذون من خيرات بلادهم ويشترون الفواكه بشكل شبه يومي .


عائدات بالمليارات    
وهناك بعض أنواع الفواكه التي تتواجد بكثرة هذه الأيام في الأسواق الشعبية وهي الموز والرمان والعنب والتي تحتل على التوالي حجم الصادرات السنوية إلى دول الخليج والشام حيث يُقبل على شرائها مواطنو هذه البلدان بشكل كبير، ولكن مع استمرار العدوان السعودي الامريكي الغاشم على البلاد وحصاره المفروض على المنافذ البحرية والجوية والبرية لم تصدر هذه الفواكه وذلك في إطار الحصار الاقتصادي الذي ينتهجه العدوان على البلاد منذ بدايته .
ويذكر احد المزارعين بمنطقة بني حشيش يحيى صلاح أن العائدات السنوية لصادرات الفواكه يستفيد منها الكثير من الأشخاص وحتى الحكومة، وذلك من خلال تشغيل أيادي عاملة كثيرة أثناء قطف الثمار وتجهيزها للتصدير وعند تصديرها للخارج، ويشير صلاح إلى أن العائدات السنوية للفواكه تقدر بالمليارات وتختلف من سنة إلى أخرى حسب كمية الإنتاج من الفواكه وحسب كمية الصادرات إلى الخارج .

 

الثورة

مواضيع ذات صلة :