انطلقت اليوم بالدوحة، أعمال مؤتمر حول تطبيق الذكاء الاصطناعي في القطاع الرقابي والمالي بدولة قطر، يستهدف تنظيمه نشر التوعية بالذكاء الاصطناعي وكيفية توظيفه في مجالات عمل ديوان المحاسبة وإدارات التدقيق الداخلي بالجهات الخاضعة لرقابته، وذلك بحضور عدد من مساعدي رئيس ديوان المحاسبة، وممثلي هيئة مكافحة الفساد بجمهورية أوزبكستان، وممثلي الجهات الخاضعة للرقابة.
كما يتناول المؤتمر من خلال عروض وجلسات، عددا من المحاور، أبرزها، "مستقبل العمل: التكيف مع التشغيل الآلي والذكاء الاصطناعي في التدقيق"، و"لمحة من المستقبل: العمل الرقابي في ظل الذكاء الاصطناعي"، و"الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في دولة قطر"، و"مقدمة في برمجة اللغات العميقة Gen Ai وتطبيقها في مجال التدقيق"، و"مستقبل مهنة التدقيق وسبل تنمية مواهب المدققين"، إضافة إلى جلسة نقاشية مفتوحة حول الذكاء الاصطناعي، آفاقه، مخاطره، معايير وأخلاقيات العمل وكيفية الاستفادة منه في العمل الرقابي.
وقال السيد جاسم عبدالعزيز المناعي مساعد رئيس ديوان المحاسبة لرقابة الأداء والالتزام، في كلمة ضمن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إنه في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في مختلف المجالات، وازدياد تعقيد العمليات المالية والحكومية أصبح من الضروري مواكبة هذه التطورات بالاستفادة من التقنيات الحديثة لتعزيز كفاءة وفعالية العمل الرقابي، مشيرا إلى أن تنظيم هذا المؤتمر بمبادرة من الإدارة العليا بديوان المحاسبة، يبرز إدراكها العميق بأنه مساهمة فعالة في تحقيق رؤية قطر 2030، من خلال تعزيز الشفافية والمساءلة، وتحسين كفاءة وفعالية تقييم الأداء الحكومي، والحفاظ على المال العام.
وأوضح المناعي أن ديوان المحاسبة إدراكا منه لأهمية هذا الموضوع، سعى إلى أن يكون سباقا في تبني أفضل الممارسات الدولية في مجال تكنولوجيا المعلومات، وفي إعداد البيئة المناسبة، واستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث أولت الإدارة العليا للديوان هذا الموضوع الأولوية في مشاريعها التطويرية، وذلك من خلال تبني الأتمة الشاملة لجميع أعمال ديوان المحاسبة الرقابية وغير الرقابية. بالإضافة إلى توفير البنية التحتية المتكاملة لتكنولوجيا المعلومات، وكذلك إعداد وتدريب كوادر الديوان على استخدام هذه التقنيات بشكل يومي في إنجاز مهامها.
وبين أن العديد من الإنجازات تحققت في هذا المجال، من أهمها إطلاق نظام "أرتشر" في جميع الإدارات الرقابية، وهو نظام متكامل لإدارة وتوثيق جميع مراحل مهام التدقيق، وتطوير مجموعة من البرمجيات المساعدة والمساندة للأعمال الرقابية ورفع كفاءة وفاعلية عملية التدقيق من خلال استخدام برمجيات تحليل البيانات.
وأكد أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، سيحدث ثورة حقيقية في مجال العمل الرقابي، بما يتيحه إمكانيات هائلة تؤدي إلى تحسين كفاءة وفاعلية المهام الرقابية، والرفع من القيمة المضافة، وذلك من خلال تحسين كفاءة عملية التدقيق، حيث يمكن من تحليل البيانات الضخمة وتحديد الأخطاء بشكل سريع ودقيق. كما يمكن من المساعدة على تحديد وتقييم المخاطر بأكثر دقة وشمولية، فضلا عن المساعدة في صياغة الملاحظات واقتراح توصيات عملية تساهم في الرفع من القيمة المضافة للتقارير الرقابية.
من جهتها، قالت السيدة رنا ماضي الهاجري مدير مركز التميز للتدريب والتطوير بديوان المحاسبة، في كلمة مماثلة، "نجتمع اليوم على أعتاب تحد كبير يفرضه الذكاء الاصطناعي، حيث يحمل في طياته فرصا وتحديات جمة. ويعد هذا المؤتمر خطوة أولى في رحلة تعلم وتحول نهدف من خلالها إلى فهم أعمق واستغلال أفضل إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الكفاءات والفاعلية في عملياتنا الرقابية والمالية".
وأعربت الهاجري عن أملها في أن يخرج مؤتمر الذكاء الاصطناعي في القطاع الرقابي والمالي بنتائج مهمة تكون بمثابة خريطة طريق لديوان المحاسبة، بما يعزز استخدام هذه التقنيات في مجال الرقابة المالية والحكومية ويرفع مستوى الشفافية والمساءلة في قطر، مبينة أن المؤتمر هو خطوة أولى ضمن خطة تتكون من أربع مراحل، هي خريطة طريق لديوان المحاسبة تعتمد على الوعي، وتحديد الاحتياجات والتحليل ثم التنفيذ والتطبيق، فالتقييم.
يشار إلى أن التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته نقلت العالم إلى عصر جديد من التحول الرقمي شمل جميع القطاعات، وخاصة القطاع الرقابي والمالي، الأمر الذي جعل تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذه القطاعات ضرورة قصوى وحاسمة في رحلتها نحو مستقبل متقدم ومستدام.
قنا/