بترول ومعادن نُشر

سوق النفط الإفريقية تؤكد حجم النفوذ الآسيوي

تبرز سوق النفط الخام في غرب افريقيا بوضوح مدى تحول موازين القوة في عالم النفط اذ يعصف بها انخفاض في الطلب الاسيوي المهم.

وتسبب هذا في اضعاف كل أسعار خامات غرب افريقيا على مدار الشهر الاخير مما يسلط الضوء على تعاظم نفوذ المشترين الاسيويين في سوق كان تركيزها ينصب من قبل على امداد مصافي التكرير الامريكية.

وكان سعر خامات النفط الثقيلة المنتجة في خليج غينيا والتي يقبل عليها المشترون الصينيون هو الاكثر معاناة في الاسابيع الاخيرة لكن أسعار الخام الخفيف التي غالبا ما تمليها التغيرات في الطلب الامريكي تراجعت هي الاخرى.

وقال متعامل في نفط غرب افريقيا "الخامات الخفيفة التي لا يقبل الصينيون على شرائها حل بها الضعف وهو ما يظهر الاثر النفسي الذي قد يكون للطلب الاسيوي حتى عندما يكون الطلب الامريكي ضعيفا لكن مستقرا."

وقال تجار ان تكلفة خام داليا الانجولي الثقيل التي تحسب قياسا الى عقود برنت تراجعت نحو 50 في المئة مع هبوط الطلب الصيني بسبب انخفاض هوامش أرباح التكرير.

وساهم هذا في تراجع سعر خام كواي ايبو النيجيري الخفيف الذي عادة ما يكون أكثر تأثرا بقوة الطلب الامريكي على البنزين.

وفي ظل تراجع امدادات الخام الثقيل وانخفاض أسعار الخامات الخفيفة لغرب افريقيا بمقدار النصف على مدى العامين الاخيرين زاد الاهتمام الاسيوي بكل أنواع الخام التي تنتجها أنجولا ونيجيريا وغينيا الاستوائية وجمهورية الكونجو وهو ما أسفر عن تقلبات في الاسعار.

ويقول لورانس ايجلز محلل النفط في جيه.بي مورجان "حدث بلا ريب تحول في قوة تحديد السعر باتجاه الشرق.

"التغير الثاني بالنسبة لغرب افريقيا هو أن أوبك خفضت الانتاج. يعني هذا توافر كميات أقل من الخامات الثقيلة عالية الكبريت مما يعني لجوء شركات التكرير الى الخامات الخفيفة منخفضة الكبريت."

كانت تخفيضات المعروض التي طبقتها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والتي تركزت غالبا في الخامات الثقيلة لا الخفيفة قد ساعدت على تقليص الفجوة بين مختلف خامات غرب افريقيا مما عزز الاقبال الاسيوي.

واشترت الهند كميات أكبر من نفط غرب افريقيا الخفيف منذ تفجر الازمة الاقتصادية حيث يطرح المنتجون في نيجيريا وأنجولا مزيدا من الخام بأسعار مغرية في ظل ضعف الطلب من جانب المستهلكين الغربيين.

وقالت هولي باتندن مديرة تحليل النفط لدى بيزنس مونيتور انترناشونال في لندن "يقوم المنتجون الافارقة باعادة توجيه انتاجهم صوب اسيا ونلحظ أن مزيدا من منتجي النفط يتطلعون الى الشرق بدلا من الغرب."

ومع تعافي الاقتصادات المتقدمة سيتحسن الطلب على الوقود ومن المرجح أن تتأثر أسعار خامات غرب افريقيا بدرجة أكبر بالولايات المتحدة وسائر المشترين الغربيين.

لكن كلا من وكالة الطاقة الدولية وأوبك تقول ان الطلب في الدول المتقدمة لن يعود الى مستويات ما قبل الازمة مما ينبيء بتنامي النفوذ الاسيوي.

مواضيع ذات صلة :