بدأت نتائج الفرز الأولية تظهر في الانتخابات اللبنانية، بعد ساعات على إقفال صناديق الانتخاب، خاصة في المناطق
ذات الاتجاه السياسي الواضح، كما في الجنوب، حيث تتمتع المعارضة، بقيادة
حزب الله وحركة أمل، بحضور قوي، وكذلك في مناطق من بيروت والجبل والشمال،
حيث للغالبية الحالية نفوذ قوي.
على أن البارز هو إظهار النتائج لتقارب كبيرة في الدوائر التي كان الخبراء قد حصروا المعركة فيها، وخاصة في المناطق المسيحية من جبل لبنان والبقاع، حيث يصدر عن كل فريق أرقام متضاربة، بحسب النتائج الأولية التي ينقلها المندوبون التابعون له.
وسيكون من شأن هذه المقاعد، التي يفوق عددها 40 مقعداً من أصل 128، حسم هوية الغالبية النيابية ما بين قوى "14 آذار،" المقربة مما يعرف بـ"دول الاعتدال" العربية، وبعض العواصم الغربية، وقوى "8 آذار" المعارضة، التي تحظى بدعم من دمشق وطهران.
وأعلن وزير الداخلية اللبناني، زياد بارود، في مؤتمر صحفي عقده بعد إغلاق الصناديق، أن نسبة التصويت في هذه الدورة كانت قياسية، حيث بلغت 54.8 في المائة في كل لبنان، وهي نسبة كبيرة إذا جرى الأخذ بعين الاعتبار نسبة المغتربين العالية في لبنان.
وكما هو متوقع، فقد كانت نسبة التصويت الأعلى في منطقة "جبل لبنان" التي تضم معظم المناطق التي تشهد معارك انتخابية فعلية.
وعلى المستوى الأمني، ما يزال الوضع مستقراً في مختلف المناطق، باستثناء ما أوردته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن الوطنية للإعلام، عن حصول إشكال كبير في منطقة عين الرمانة - الشياح، التي يقطنها خليط من شيعي ومسيحي، وقد تخلل الإشكال حصول إطلاق نار في الهواء، أعقبه تدخل الجيش.
ويأتي ذلك بعدما قال مصدر بتلفزيون المستقبل، طلب للإعلام الاكتفاء بتقديمه على أنه من "أسرة التحرير"، إن الجيش تدخل لوضع حد لعمليات إطلاق نار كانت تجري بمحيط التلفزيون، نافياً تعرض المبنى نفسه للرصاص، علماً بأن التلفزيون يتبع لتيار المستقبل، بقيادة النائب سعد الدين الحريري، الذي يعتبر القوة الأبرز ضمن "14 آذار."
ورفض المصدر اتهام جهة معينة بالوقوف وراء الحادث، الذي لا يعتبر الأول من نوعه بالنسبة لهذه الوسيلة الإعلامية، إذ سبق أن تعرضت لقصف بالصواريخ عام 2003 من قبل جهة مجهولة، كما جرى إغلاق التلفزيون كلياً لأكثر من أسبوع من قبل عناصر تابعة لحزب الله وحركة أمل، خلال معارك السابع من مايو/ أيار الماضي.
وكانت مراكز الاقتراع قد أغلقت أبوابها في السابعة بتوقيت بيروت، حيث بدأت عملية فرز الأصوات، وسط توقعات بأن النتائج الرسمية لن تظهر قبل مساء الاثنين.
وتتم عمليات الفرز في لبنان على مرحلتين، تتم في الأولى فرز الأصوات داخل مكاتب الاقتراع نفسها، حيث من المفترض أن يتم تحرير محضر بنتائج الفرز، على أن يُرسل لاحقاً إلى وزراة الداخلية، كما ستُوزع نسخ منه على مندوبي المرشحين في كل دائرة.
وبالنسبة للمرحلة الثانية، سيتم نقل الصناديق إلى مركز القضاء أو المحافظة التي جرى فيها التصويت لجمع الأصوات قبل الإعلان عن النتائج الرسمية من قبل وزارة الداخلية.
ورغم سخونة الانتخابات، ومزاعم كل فئة من الفريقين المتنافسين الأساسيين، أي قوى "14 آذار" و"8 آذار"، أن مرشحيها هم الذين سيفوزون، إلا أن المراقبين رأوا أنه مهما كان الفائز بأغلبية المقاعد النيابية، فإن الفارق بينه وبين خصمه سيكون ضئيلاً، بحيث لن يتجاوز فارق عدد النواب الذين سيرجحون كفة هذا التحالف أو ذاك، عدد أصابع اليد الواحدة، بحسب قولهم.
وكانت القوى السياسية اللبنانية قد استبقت إغلاق الصناديق بالعمل على خطين متوازيين، الأول يعتمد على إشاعة أجواء تشير إلى "تأكدها من الفوز"، في حين يرتكز الخط الثاني على توجيه تهم إلى الأطراف الأخرى بممارسة تجاوزات قانونية.
ففي حين أعرب النائب مصطفى علوش، الذي ينتمي لقوى الغالبية النيابية "14 آذار" عن ثقته بفوز التحالف الذي ينشط من خلاله بأكثر من 55 في المائة من مقاعد البرلمان، اعتبر رئيس مجلس النواب، نبيه بري، أحد قادة قوى المعارضة "8 آذار" أن الانتخابات هي "استفتاء حول خط المقاومة وخط الوحدة الوطنية والتحرير"، وذلك بعد الإدلاء بصوته.




