دين نُشر

القذافي ضيفاً فوق العادة في العاصمة الإيطالية

Imageيحل الزعيم الليبي ورئيس الاتحاد الافريقي معمر القذافي انطلاقا من الاربعاء وعلى مدار ثلاثة أيام ضيفا فوق العادة في العاصمة الايطالية روما بعد نحو اربعين عاما من الجفاء بين ليبيا ومستعمرها السابق.
وأتاحت المعاهدة التاريخية الموقعة بين البلدين في آب/أغسطس الماضي في طرابلس بمحو آثار ثلاثين عاما من الاستعمار الايطالي لليبيا "1911-1942"
وتعتبر هذه الزيارة بالنسبة الى روما "تاريخية من جوانب عدة"، بحسب الناطق باسم وزارة الخارجية الايطالية موريتسيو ماساري.
واعتبر رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني ان معاهدة "الصداقة والتحالف" التي وقعها والتي اعتبرتها طرابلس "تاريخية" ستسمح لليبيا بالحصول على اعتذارات وتعويضات للفترة الاستعمارية، ولروما "بالحد من الهجرة غير الشرعية والحصول على قدر اكبر من الغاز والنفط الليبي".
اما ليبيا فقد أبدت تعاونا وثيقا مع ايطاليا في مكافحة الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط ووافقت على تسيير دوريات مشتركة في مياهها الاقليمية واصبحت تستقبل المهاجرين غير الشرعيين المحاصرين في البحر الابيض المتوسط.
وكان القذافي قد تعهد في مارس/ آذار الماضي عند التصديق على اتفاقية الصداقة لبرلسكوني بأن ليبيا ستسمح للايطاليين اللذين كانوا يقيمون في ليبيا بالعودة اليها والعمل والاستثمار فيها واكد ان الشركات الايطالية ستحظى بالأولوية في الفوز بعقود الاستثمار، ما يعني تجاوز العوائق الادارية والبيروقراطية المعقدة التي كانت تحول في السابق دون تمكين هذه الشركات من الاستثمار فوق الأراضي الليبية.
وقال مصدر ليبي ان ايطاليا تعتبر في مقدمة المستوردين والمصدرين لليبيا رغم "جميع العقبات الادارية التي تعترض طريق الشركات الايطالية".
ورأى رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة الليبية جمعة الاسطة ان الشركات الايطالية في ليبيا والبالغ عددها 52 شركة هي الاكثر انتشارا بين الشركات الاجنبية. واضاف الاسطة "نتطلع الى استثمارات ايطالية اوسع". وتابع "نريد ان يكونوا"الايطاليون" شركاءنا في افريقيا وسنكون شركاءهم في اوروبا".
وبفضل مواردها النفطية، تتمتع ليبيا بحضور في شركات ايطالية كبرى عدة كشركة ايني النفطية او المصرف يوني كريديت.
وسيتابع قطاع الاعمال الايطالي الزيارة عن كثب ليرى ما اذا كانت ستدعم حصيلة ليبيا المتزايدة من الاستثمارات الايطالية في حين ينظر صندوق الثروة السيادية الليبي البالغ حجمه 65 مليار دولار في شراء حصة في شركة اينل الايطالية لانتاج الطاقة.
ويقول محللون ان المسعى الاستثماري لليبيا في ايطاليا بدأ لتوه ويمكن للشركات الايطالية ان تأمل ايضا في عقود مغرية داخل ليبيا بعد رفع العقوبات عنها وضمن ثمار تحسن العلاقات السياسية.
وكان للزيارة التي اداها بيرلسكوني الى طرابلس في مارس/آذار أثناء احتفال ليبيا بذكرى تأسيس سلطة الشعب وقعا ايجابيا في الدفع بعلاقات البلدين الى الأمام. وتبادل رئيس الوزراء الايطالي أثناء تلك الزيارة احدى اكثر اللحظات صدقا مع الفعاليات الشعبية الليبية في قاعة المؤتمرات بمجمع واغادوغو بمدينة سرت، عندما وقف طالبا الصفح بوضوح عن الجرائم التي ارتكبتها ايطاليا أيام استعمارها لليبيا بين سنتي 1911 و1945 واستعداد بلاده للالتزام بالتعويض المعنوي والمادي.
 وحسب بنود الاتفاقية الموقعة تلتزم ايطاليا بتقديم تعويض مالي لليبيا بما يناهز ربع مليار دولار سنويا على مدى عشرين عاما اضافة الى التزامها ببناء مساكن ومشاريع في البنية التحتية ومستشفيات لعلاج المرضى الذين تأذوا من مخلفات الاستعمار وتحديدا الألغام وسيكون من اختصاص تلك المستشفيات أيضا زراعة الأعضاء لهؤلاء المرضى.
 على ان تلتزم ايطاليا أيضا بالتعاون في الكشف عن حقول الألغام ومصير الليبيين في المنفى الايطالي. ومن البنود الأخرى كذلك ان ايطاليا ستعمل على اعادة المخطوطات والقطع الأثرية والكتب القيمة وغيرها من الآثار التي وقع تهريبها الى ايطاليا أيام الاستعمار الفاشي.
كما ستمنح روما سنويا منحا جامعية لعدد من الطلاب اللييبين الذين ينوون مواصلة دراساتهم في اطاليا وسيقع اعادة مرتبات التقاعد الى الجنود الليبيين الذين حاربوا من اجل ايطاليا. وخلال هذه الزيارة من المتوقع ان يلتقي الزعيم الليبي رئيس الحكومة برلوسكوني ورئيس الدولة جورجيو نابوليتانو ورئيسي مجلس الشيوخ والبرلمان.
كما سيلتقي في ختام زيارته الجمعة "رئيسة اصحاب العمل" ايما مارسيغاغليا ورؤساء شركات بالاضافة الى سيدات من عالم الصناعة والسياسة والثقافة. كما طلب القذافي لقاء ممثلين للجالية اليهودية التي طردت من بلاده عقب الصراع الفلسطيني الاسرائيلي العام 1967. وسيرافق الزعيم الليبي في رحلته الى روما وفد ضخم يضم ما بين 200 و300 شخص بحسب مصدر ايطالي في طرابلس. واضاف المصدر ان "ذلك مكلف جدا بالنسبة الى ايطاليا ولكن كما يعلم الجميع فإن ليبيا تعني الكثير لروما".
وكانت ليبيا قد حددت يوم الثلاثين من شهر أغسطس/ آب من كل موسم مناسبة للاحتفال بـ"يوم الصداقة" الليبية الايطالية. وينتظر أن يشارك بيرلسكوني الليبيين الاحتفال بالمناسبة اضافة الى مشاركته في احتفالات الذكرى الأربعين لثورة الفاتح من سبتمبر.

المصدر : العرب أون لاين

مواضيع ذات صلة :