قال «نورييل روبيني» أستاذ الإقتصاد في جامعة نيويورك والذي توقع الأزمة المالية العالمية للصحفيين في دبي اليوم الثلاثاء ان زيادة أسعار النفط إلى 140 دولار للبرميل تعني إنزلاق بعض الإقتصادات المتقدمة إلى هاوية الركود.
«وأشار » روبيني « إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد يرتكب خطأً برفع أسعار الفائدة في » القريب العاجل حيث أن الدول المثقلة بالديون في منطقة اليورو تحاول إستعادة قدرتها التنافسية في مجال الصادرات.
ويرى ان المركزي الأوروبي يثير القلق كثيرا بالحديث عن التضخم، حيث أنه من السابق لأوانه الحديث عن رفع أسعار الفائدة من قبل صانعي السياسة النقدية، والتي قد تضع مزيدا من الضغوط على بنك إنجلترا كي يحذو حذوها.
«وكان » جان كلود تريشيه قد صرح في الثالث من مارس/آذار الماضي بإن واضعي السياسات في المركزي الأوروبي قد يسعون إلى رفع تكاليف الإقراض في شهر أبريل/نيسان المقبل من أجل مكافحة الضعوط التضخمية التي ارتفعت بنسبة 2.4% خلال شهر فبراير/شباط الماضي وهو المعدل الأسرع منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2008.
«وأكد » روبيني « على أن أسعار النفط من خلال مستوياتها الحالية لن تقود الدول المتقدمة نحو تسارع » كبير « في معدلات التضخم بها لأنها تتعافى من » ركود حاد ولا تزال تواجه مستويات مرتفعة من معدلات البطالة.
فإذا ارتفعت أسعار النفط إلى ما كانت عليه في صيف عام 2008 عند 140 دولار، فإن بعض الدول المتقدمة ستدخل في ركود مزدوج، بينما في الولايات المتحدة لن يؤدي ارتفاع النفط بنسبة 15% أو 20% إلى دخول إقتصادها في ركود مزدوج لكن سيتوقف النمو مرة أخرى.
وكانت معدلات البطالة قد تراجعت على غير المتوقع بالولايات المتحدة إلى 8.9% خلال فبراير/شباط الماضي وذلك وفقا لتقرير وزارة العمل الأمريكية الصادر يوم الرابع من مارس/آذار الماضي، وهو الإنخفاض الشهري الثالث على التوالي نحو أدنى مستوى لها في عامين تقريبا، في حين أنه تم إضافة 192 ألف وظيفة للقطاع الحكومي غير الزراعي في فبراير/شباط أيضا مما يعكس تزايد الثقة في الإقتصاد الأمريكي.
«لكن » روبيني « رغم ذلك يرى أن فرص خلق المزيد من الوظائف في الولايات المتحدة التي تعد أكبر اقتصاد عالمي ستكفي » بالكاد لتلبية الزيادة من المعروض في سوق العمالة.
«وكانت الثورات الشعبية والإحتجاجات التي عمت منطقة الشرق الأوسط الذي يعد موطنا لأكثر من نصف الإحتياطيات العالمية المؤكدة، والتي دفعت خام برنت قرب 120 دولار في الرابع والعشرين من فبراير/شباط الماضي، والتي دفعت بنك » جولدمان ساكس إلى رفع توقعاته لسعر البرميل من هذا الخام إلى 105 دولار خلال الربع الثاني من العام الحالي تزامنا مع الصراع الدموي الدائر على الأرض الليبية بين قوات القذافي والثوار المعارضين لحكمه.
