أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي - الأوروبي ومقرّه باريس توقعات بأن تكون ليبيا عراق جديد وبرأي 58.7 في المئة ممن شملهم الاستطلاع غير متفائلين بمستقبل ليبيا بعد سقوط نظام القذافي .
وتوقعوا ان تكون ليبيا عراق جديد وقد تدفع بأنصار القذافي الى خيار المقاومة لأنهم يتذرعون بأن ما حصل في ليبيا ليس ثورة شعبية بل هو انقلاب من تدبير الغرب لمصالح استراتيجية سياسية واقتصادية . ورأوا ان تورط قوات الناتو ينذر بخضوع مناطق ليبية استراتيجية تحت هيمنة امريكا .في حين 33.4 في المئة رأوا ان تحرر ليبيا من القذافي كان أكبر أنجاز في تاريخ ليبيا الحديث .
ورأوا ان الوضع في ليبيا يحتاج الى الكثير من العمل لاعادة بناء مؤسسات الدولة والمجتمع المحلي وهذا ليس صعب ولكن يحتاج الى خبراء والى دعم دولي مكثف خاصة من المؤسسات الدولية التي تعمل على بناء قدرات المجتمعات المهمشه وتأهيلها لادارة شؤونها بالشكل الصحيح. اما 7.9 في المئة يرون ان نظام القذافي كان عامل استقرار في ليبيا وان الليبيين سوف يكتشفون مستقبلا ان ما حصل في ليبيا ليس ثورة .
وخلص المركز الى نتيجة مفادها :من السابق لأوانه الحكم على الثورة الليبية ومدى قدرتها على الإمساك بزمام الأمور في البلاد دون ان تتحول ليبيا الى عراق أخر او على الأقل الى شبه ما حدث في مصر حيث الثورة تراوح مكانها او في تونس حيث تم تغيير الرئيس زين العابدين بن علي ولكن لم يتغير أي شيء في بنية النظام .
والسبب الذي يدفع الى عدم الإستعجال في الحكم هو وجود عدة عوامل اهمها : برز خلاف في حضن المجلس الوطني الإنتقالي وقد يزداد حجماً عندما تتحرر كامل الأراضي الليبية حيث ستطفو على السطح المطامح الشخصية لبعض القيادات . لا يمت ثوار مصراتة بأي صلة لثوار المجلس الوطني الإنتقالي .
الجماعات التي عملت على تحرير طرابلس لديها قيادتها الخاصة بها التي تدين بالولاء للقائد عبد الحكيم بلحاج المعروف انه من قيادات تنظيم القاعدة سابقاً .
قبائل كثيرة ذات واقع اجتماعي هام في ليبيا لا تدين بالولاء للثورة ولا تعترف برموزها . القبائل المحسوبة على معمر القذافي لا تزال قوية ومحصنة ومسلحة .
يضاف الى ماتقدم استحقاق اعادة الأعمار للمناطق التي تهدمت بفعل الحرب التي لا زالت دائرة .
وخلال الحرب الليبية برزت اطماع غربية بالنفط الليبي عبر عنها اكثر من مسؤول غربي وعلى رأسهم وزير خارجية فرنسا الان جوبيه الذي قال ان تدخل فرنسا في ليبيا افضل استثمار للمستقبل مما يعني ان الغرب لا يتطلع الى ما ستحققه ليبيا على مستوى التحول الديمقراطي بل الى ما سيحققه هو من فوائد وعائدات وأرباح ، وهذا ما يبشر بإحتمال تحول ليبيا الى موقع لصراع المصالح الغربية حيث ان كل دولة ستحتاج الى طرف داخلي تستند اليه لتحقيق مأربها مما يعني ان ليبيا ستخرج من حكم القذافي لتدخل عصر الوصاية الغربية بأشكال متعددة ابرزها العنصر الإقتصادي .




