أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي- الأوروبي ومقرّه باريس، ان نجاح الاتحاد الخليجي قد تكون نواة لتجمع عربي وحدوي شامل وبرأي 60.3 في المئة ممن شملهم الاستطلاع ان مبادرة العاهل السعودي الداعية الى اقامة إتحاد خليجي جاءت متوافقة مع الواقع الراهن وخاصة مع استحقاقات المرحلة. وبرأيهم انه اذا ما تم تبني اتحاد دول الخليج عن قناعة وأهداف مشتركة واعية ومرتبطة بخطة محكمة ورؤية نابعة من مصلحة الجميع، فسوف يؤدي ذلك الى ايجاد تجمع عربي قوي يمكن أن يكون عاملا أساسيا في تطوير دول الخليج وتحقيق منعتها أمام الضغوط المعادية أيا كان مصدرها ، وايضا سوف يكون قوة وعزة للعرب الخليجيين بخاصة والعرب عامة، وأن هذه الوحدة قد تكون نواة لتجمع عربي وحدوي شامل ووحدة حقيقية تستطيع فرض ما تريده الامة العربية من استرداد حقوقها وأراضيها المسلوبة والمحتلة.في حين 30.9 في المئة لا يرون ان مبادرة العاهل السعودي الداعية الى اقامة إتحاد خليجي سوف ترى النور على ارض الواقع . اما 8.8 في المئة يرون ان الهدف من الاعلان عن اتحاد خليجي هو اعلان غامض وغير واضح المعالم.وخلص المركز الى نتيجة مفادها : دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز دول مجلس التعاون الخليجي الى تجاوز مرحلة التعاون الى الاتحاد في «كيان واحد» مشيرا الى انها مستهدفة في «امنها واستقرارها» .واضاف خلال افتتاح القمة العادية الثانية والثلاثون للمجلس يوم 19/12/2011 «لقد علمنا التاريخ والتجارب ان لا نقف عند واقعنا ونقول اكتفينا ومن يفعل ذلك سيجد نفسه في اخر القافلة ويواجه الضياع وهذا امر لا نقبله جميعا لأوطاننا واستقرارنا وامننا، لذلك اطلب منكم ان نتجاوز مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد في كيان واحد» .وبقراءة لأبعاد الصرخة التي اطلقها العاهل السعودي يتبين :
- انه يتخوف على الأمن والإستقرار في منطقة الخليج الذي لا يمكن ان يتأمن دون تضافر جهود دول المجلس مجتمعة .
- انه يتخوف من تطورات اقليمية قد تكون ايران مصدرها في ظل تنامي قدراتها العسكرية .
- يتخوف من اسرائيل وأطماعها خاصة وأن تصرفاتها تؤكد انها ضد السلام .
- يتخوف من ان تضيع مساعي عمرها 30 سنة وأن تكون النهاية انفلات مجلس التعاون من أي روابط خاصة وان ما تحقق ليس على مستوى الطموحات .
- يتخوف من انفلات الوضع العربي ومن احتمال عدم قدرة دول الخليج على صيانة امنها وأمانها في حال كانت متفرقة ومتباعدة .
- يتخوف من تصاعد حدة الصراعات والنزاعات الدولية ومن عودة اجواء حرب باردة جديدة بعد ان تبين ان الولايات المتحدة الأميركية لم تعد القوة القادرة على ادارة نظام دولي احادي الجانب حيث تبرز مطامح وتطلعات لقوى أخرى مثل روسيا وريثة الأتحاد السوفياتي ، والصين التي استيقظ فيها التنين الذي كان نائماً ، وهناك ايضاً قوى ناشئة مثل الهند والبرازيل وغيرها . والأتحاد لا يعني على الأطلاق ان تخسر أي دولة خليجية هويتها الوطنية وتراثها وتاريخها ، ولا ان تتنازل لأحد عن طاقاتها وإمكانياتها وثرواتها ، ولا ان تفقد استقلاليتها وسيادتها ، بل الأتحاد هو ارقى انواع التعاون الذي يكفل بتأطير جهود كامل الأعضاء في بوتقة وأحدة فيجعل من ست دول خليجية قوة اقتصادية وإجتماعية وسياسية وعسكرية متضامنة ومتعاونة . والأمل كل الأمل ان تلقى صرخة العاهل السعودي اصداءها التي تستحقها وأن تنتقل دول المجلس من ذهنية مجلسية الى ذهنية اتحادية .




