دين نُشر

فرنسا تمد يدها للصومال بعد خمسة عشر عاماً من القطيعة

Imageبعد انقطاع استمر 15 عاماً، استأنفت فرنسا قبل اقل من خمسة اشهر وفي اطار مكافحة القرصنة، علاقات خجولة مع هذا البلد الذي تسوده الاضطرابات وخطف فيه اثنان من عملائها الثلاثاء في ظروف لا تزال غامضة.
وقال مسؤول فرنسي طلب عدم كشف هويته ملخصاً الوضع "لا نقوم بالكثير" مع الصومال مشيراً الى ان حكومة هذا البلد "معترف بها بالطبع من الاسرة الدولية" غير انها تبقى على رأس "بلد لا دولة فيه".
واضاف ان "الدعم يقدم من الخارج بدون وجود قوي محلياً حتى لا نعرض رعايانا للخطر".
واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء ان الفرنسيين المخطوفين هما "مستشاران يقومان بمهمة مساعدة رسمية للحكومة الصومالية"، فيما ذكرت مصادر صومالية في مقديشو انهما من عناصر اجهزة الاستخبارات الفرنسية متخصصان في المسائل الامنية.
ولم توضح الخارجية الفرنسية مهمة الرجلين في الصومال حيث لفرنسا قاعدة دائمة ينتشر فيها 2900 عسكري فضلاً عن طائرات مراقبة وقتال.
وتعمل فرنسا منذ الربيع على التحضير لتدريب كتيبة في الجيش الصومالي تضم 500 عنصر في جيبوتي، وقد يكون الرهينتان مكلفين مثلاً المشاركة في اختيار العناصر الذين سيتم تدريبهم اعتبارا من آب/اغسطس.
وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عرض في نهاية شباط/فبراير تدريب عسكريين صوماليين خلال زيارة الى جيبوتي التقى اثناءها الرئيس الصومالي الشيخ شريف احمد الاسلامي المعتدل المنتخب في نهاية كانون الثاني/يناير، وعدداً من اعضاء حكومته.
وقال كوشنير "بامكان فرنسا ان تدرب سريعاً ضباطاً في الجيش والشرطة الصوماليين والتوجه الى هناك في اقرب وقت لتدريب بقية الموظفين".
وادلى كوشنير الذي اشتهر بوصوله عام 1992 الى احد شواطئ الصومال حاملا على كتفه كيسا من الارز عندما كان وزيرا للصحة والعمل الانساني، بهذا التصريح رداً على طلب من جيبوتي لمساعدتها على ارساء الاستقرار في هذه الدولة المجاورة.
 وكان كوشنير ايد في تموز/يوليو 2007 تدخلا للامم المتحدة في الصومال. وتعتبر فرنسا ان مكافحة القرصنة البحرية التي تفاقمت الى حد بعيد في السنوات الاخيرة في عرض الصومال، تستوجب تقديم مساعدة لاعادة بناء مؤسسات هذا البلد واقتصاده.
ودعت فرنسا في التزامها الجديد الذي يستبعد اجراء تدريب في الصومال، الى مشاركة الاتحاد الاوروبي الذي ينشر زوارق حربية وطائرات مراقبة في المنطقة تساهم في مكافحة القرصنة.
 وسجل الوضع في الصومال تدهوراً كبيراً منذ زيارة الوزير الفرنسي الى القرن الافريقي، في ظل الحرب الاهلية الجارية في هذا البلد منذ 1991 فيما تواجه الحكومة منذ ايار/مايو هجوما غير مسبوق تشنه حركة الشباب المجاهدين وميليشيا الحزب الاسلامي.
وحمل الامر باريس على تسريع التحضيرات لتدريب الكتيبة الصومالية وقال مسؤول حكومي كبير صومالي بهذا الصدد ان "المستشارين الفرنسيين" وصلا الى الصومال "قبل تسعة ايام".
وتعود آخر عملية مهمة قامت بها فرنسا في الصومال الى 1993 حين شاركت في قوة الامم المتحدة الثانية للسلام في الصومال المؤلفة من 28 ألف جندي.
وانتشر في هذا الاطار 1100 عسكري فرنسي في بيداوة ومحيطها وساهموا في تأمين وصول المساعدات الانسانية ومراقبة وقف الاعمال العسكرية وضبط الاسلحة وإزالة الألغام.

المصدر : ميدل ايست

مواضيع ذات صلة :