أعلنت مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي، عن الانتهاء من وضع التصاميم الأولية لمشروع «قرية العائلة» للأيتام، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في اليوم الأول لشهر رمضان الكريم، كأولى مبادرات سموه خلال الشهر الفضيل والتي وقع الاختيار عليها ضمن آلاف المقترحات التي تلقاها سموه ضمن مبادرته الإلكترونية للمبادرات الرمضانية.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قد وجه بالبدء بتنفيذ المشروع على الفور، كما أمر بمنح المشروع قطعتي أرض واحدة لبناء القرية عليها وأخرى تجارية لبناء وقف يدعم المشروع ويضمن استمراريته ونموه، حيث تهدف هذه المبادرة الإنسانية الاجتماعية إلى توفير المأوى والتعليم والرعاية الصحية ورعاية كافة شؤون يتامى الابوين ومجهولي النسب في دبي ليصبحوا أعضاءً مساهمين في المجتمع المحلي والعالمي.
«وقال سعادة طيب عبدالرحمن الريس، الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي :» حسب التصاميم المبدئية التي تم وضعها لمشروع قرية العائلة فإن القرية التي ستعمل تحت شعار «سلامة الأطفال جسديا ونفسيا وعاطفيا هي أهم أولوياتنا» ستتكون من حوالي 12 فيلا تستوعب كل واحدة منها 10 أطفال، كما ستضم القرية حضانة أطفال مجهزة تجهيزا كاملا للأطفال دون عمر 3 سنوات، إلى جانب روضة للأطفال لنشر العلم بين هذه الفئة المهمة في المجتمع، بالإضافة إلى منطقة ترفيهية متكاملة للأطفال، وكذلك مرفقاً طبياً متكاملاً مع وجود ممرضة مقيمة في حال حدوث أي أمر طاريء، كما سيكون المبني الرئيسي للادارة ضمن حدود القرية للاهتمام بالأمور الإدارية وشؤون القرية بشكل يومي.
«وأضاف :» ضماناً لتحقيق الاستدامة لهذا المشروع وتوفير الاستقرار المالي والإداري له ستقوم مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بالتعاون مع المانحين والواقفين بإنشاء مشروع وقفي في إمارة دبي على قطعة الأرض التجارية التي خصصها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث سيخصص ريع هذا المشروع الوقفي بالكامل لتوفير كافة الاحتياجات المالية الحالية والمستقبلية لقرية العائلة بما يمثل ضمانة كبيرة لتحقيق أهداف المشروع السامية وعدم تأثره بتراجع مستوى التبرعات أو المنح التي قد يحصل عليها.
وأوضح الريس أن مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر تتولى حالياً توفير كل أنواع الرعاية لـ 2640 قاصر في إمارة دبي، إلا أن هناك العديد من الأطفال يُهجرون أو يُيتمون في دبي كل عام وهم في أمس الحاجة لهذا المشروع لرعايتهم وضمان مستقبلهم، إلى جانب أن فئة مجهولي النسب يحتاجون كذلك إلى مثل هذه المشاريع لتلبية احتياجاتهم وتأمين مستقبلهم.
«لذلك، حسبما يضيف الريس، ستعمل المؤسسة عبر مشروع » قرية العائلة على توفير بيت حقيقي لليتامى يوفر لهم جو عائلي مستقر ومتوازن يستوعب حوالي 100 يتيم في دبي، مع أمهات بدوام كامل معينين لمجموعة من الأطفال ويوفرن كل الرعاية والحب المطلوبين للأطفال، وسيكون كل فيلا عبارة عن وحدة مترابطة ومتكاملة من الأشقاء والأم بالإضافة إلى الاحتياجات الأساسية والوسائل الضرورية، إلى جانب وجود عمات وخالات مساعدات وهن جزء من حياة الاطفال اليومية بالإضافة إلى جدة تشرف على النظام بشكل يومي في القرية، كما ستوفر القرية جواً مجتمعياً صالحاً للحياة الكريمة لمساعدة الأطفال ليصبحوا أعضاء صالحين لمجتمعهم.
وبهذه المناسبة دعا الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وشؤون القصر كل من يملأهم الشغف لمساعدة الأطفال اليتامي في دبي للمساهمة في هذا المشروع الإنساني الحضاري، مؤكداً أن كل من يساهم في هذا المشروع الضخم سيكون مساهماً في حصول الأيتام على كافة الإمكانيات والحقوق كمواطنين إمارتيين في مجتمع الإمارات المعطاء، وستكون مشاركته بمثابة المساهمة في وقف دائم يذهب ريعه في ثواب صاحبه إلى مابعد الحياة.
يذكر أن هناك بعض الإحصائيات المثيرة للجدل التي تُشير إلى أن نسبة 7 في المائة من اليتامى هم ضحايا للإتجار بالبشر وأن طفل واحد على الأقل من كل 10 أيتام معرضون للانتحار، ومن الحقائق المثيرة أيضاً أن عدد 5762 طفلاً يصبحون يتامى بشكل يومي حول العالم، وأن مئات الأطفال يُهجرون ويُنبذون في الشوارع في كل أنحاء العالم بشكل يومي، وأن أقل من 1% فقط من اليتامى يتم تبنيهم من قبل بعض أقاربهم، وأنه في كل 2.2 ثانية، هنالك يتيم يكبر من غير عائلة ينتمي إليها أو مكان يأوي إليه.
«ويختتم الريس قائلاً، إن لمشروع » قرية الأطفال العديد من الفوائد والمميزات من أبرزها توفير الفرصة لليتامى للنمو في منزل تغمره السعادة والحب وبالتالي المساهمة في المجتمع بكل بثقة، والتأ كيد على ان الاطفال باختلاف نسبهم وأصلهم هم مهمون جداً لمجتمعنا، وكذلك التأ كيد على أن المجتمع الإماراتي يتضمن مجموعة من الجهات الخيرية التي لديها الرؤية والشغف لوضع أموالهم لمساندة الاطفال اليتامى، مشدداً على أن ما تقوم به مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر هو بمثابة إثبات عملي لمجتمع الإمارات والخليج والعالم أن دبي تهتم بالأيتام وأن مشروع قرية الأطفال هو قصة إنسانية مهمة لدبي وقيمها.
يذكر أن مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر هي المرجع الأول المعتمد للأوقاف في إمارة دبي والمخولة بالعناية بالقصر ومن في حكمهم (المحجور عليهم والأيتام) حيث تعمل وفق ضوابط وشروط الحوكمة والشفافية وتتميز بالمصداقية لدى المجتمع والواقفين والمؤسسات الحكومية والخاصة، كما تمارس أنشطتها من خلال إدارة كفؤة وموراد بشرية متخصصة يشكل العنصر البشري المواطن جزءاً كبيراً منها في ظل أنظمة وقوانين واضحة وتتميز بالشفافية وتقوم بتقديم التقارير للواقفين وأوصياء القصر.
زوايا