البن.. هذه الثروة التي لو أحسنا الاهتمام بها لكفت بلادنا ذل السؤال في مؤتمرات المانحين.. بل ولربما تكون اليمن إحدى الدول المانحة؛ كما كانت دوما.
لكنه القات, الذي طغى على كل شيء في بلادنا.. وطأطأ رؤوس اليمنيين في كل المحافل الدولية, وهو يمد يده يطلب قرضا أو منحة أو هبة.
فقد زاد إنتاج اليمن من القات في 2009م حيث بلغ 173,856 طنا في مساحة 153,512 هكتارا مقابل 18924 طنا من البن في مساحة 34497 هكتارا, وفي 2010م بلغ إنتاج اليمن من القات 176,435 طنا في مساحة 159,671 هكتارا مقابل 19029 طنا من البن في مساحة 34717 هكتارا, وفي 2011م بلغ إنتاج القات 180,630 طنا في مساحة 162,584 هكتارا, مقابل 19275 طنا من البن في مساحة 34837 هكتارا, والفرق واضح وجلي بين إنتاج اليمن من القات والبن وطبعا الفارق لصالح القات.
ويؤكد الأخ سمير علي العتمي – مدير إدارة البن بوزارة الزراعة والري, أن هناك توسعا كبيرا لمحصول القات على حساب محصول البن وكنا أجرينا دراسة في سبتمبر 2012م اتضح من خلال هذه الدراسة أن توسع القات 5 أضعاف محصول البن في زراعة البن في المحافظات التي تزرع فيها البن وهذا التوسع بسبب الربح السريع الذي يعود من زراعة القات، وهو محصول سريع التداول وسريع التسويق ولا يحتاج محصول إلى تسويق معقد ، بينما محصول البن يواجه العديد من الصعوبات التي قللت من الإنتاج والمساحة ، إضافة إلى قلة الأمطار في السنوات الأخيرة ، حيث كانت شحيحة جدا ، ومحصول البن يحتاج من 800 إلى 1500 مل في السنة ، فهذه الكميات لا توجد إن وجدت فهي تحتاج إلى ري تكميلي ، فالمساحة في 2011م هي 34800 هكتار بينما الإنتاج 19275 طن وهي كمية لا تكفي للقرض .
مضيفا: من الصعوبات مشكلة التسويق حيث لا توجد قنوات تسويقية جيدة ولا توجد حماية لمحصول البن ، إضافة إلى مشكلة الغش حيث يخلط بمحصول أخر من دول أخرى ومشكلة عدم استخدام عملية زراعية صحيحة لدى المزارعين مثل المنتجات الأخرى مثل عملية التقليم وعملية التسميد وهذا ينتج عنه أن الأشجار تكون قليلة الإنتاج فلا يصل الإنتاج إلى الإنتاج العالمي الذي يصل .... إلى حدود 1500 طن بينما الهكتار في بلادنا يصل من 350 – 500 وفي أحسن الظروف إلى 800 طن في الهكتار ، وهذا كله راجع إلى عدم وجود تنسيق بين الجهات ذات العلاقة فنجد مشاريع ممولة من البنك الدولي تعمل في سياق لحالة بينما الوزارة تعمل لحالها والمواصفات لحالها ، فعدم وجود جهة واحدة تكون هي المسئولة عن البن في اليمن ، فأثيوبيا فيها وزارة خاصة بالبن, وجامعة خاصة بالبن ، وكنا طالبنا بهيئة خاصة بالبن مستقلة ماليا وإداريا أو مجلس يسمى مجلس البن اليمني يجمع الجمعيات والتعاون الزراعي وجمعيات البن المتخصصة والجهات ذات العلاقة ولكن في ضل تشتت هذه الأمور فان البن سوف يضل يواجه صعوبات متعددة لعدم وجود آليات التنسيق المشتركة .
وأشار إلى أن إنتاج اليمن من البن عالميا لا يتعدى 3 في الألف من الإنتاج العالمي البالغ 8 ملايين طن ، بينما في اليمن 19 ألف طن ، ونسبة مساحة الأرض المزروعة بالبن إلى نسبة المحاصيل الأخرى 3% .
وقال العتمي إن بلادنا أنظمت إلى منظمة البن العالمية في 2011م وهناك صندوق السلع المشتركة في هولندا ويقوم بتمويل الدول المشاركة فيه عبر منظمة البن العالمية وقدمنا دراسة عن البن اليمني لهذا الصندوق ونتمنى أن نحصل على دعم منه لتنمية زراعة البن .
ولفت العتمي إلى أن البن اليمني يصدر إلى عدة دول أهمها دول الخليج ، ولاسيما السعودية ، والإمارات ، وأمريكا والاتحاد الأوروبي واليابان .
وبين العتمي أن اليمن تعتبر الدولة العربية الوحيدة المنظمة في منظمة البن العالمية كدولة مصدرة بينما بقية الدول العربية هي منظمة فيها كدول مستوردة فقط.
مال وأعمال/ العدد109