
في ورشة عمل بالهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني
تبذل الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني جهود كبيرة في تخطيط المدن وانزال المخططات الحديثة أولاً بأول وتحديداً قطاع التخطيط في الهيئة، ولكن هذه الجهود وهذه المساعي تواجه بمصاعب ومشاكل جمة ولعل أبرزها عدم الالتزام بهذه المخططات، ومخالفتها وكذلك البناء العشوائي وخصوصاً في الأطراف من المدن الرئيسة، حيث يتم البناء قبل نزول المخططات وفي أكثر من مكان وحي وبالتالي فإن المخططات التي تنفذها الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني تصبح لا معنى لها ولاقيمة لوجودها كون البناء العشوائى قد سبقها وأجهض نجاحها. ومن أجل العمل على وضع رؤية تخطيطية حديثة ومتطورة تسهم وفقاً لأفضل المعايير والأسس العلمية القابلة للتنفيذ في تطوير عملية التخطيط العمراني، ومن أجل تبادل الأفكار والخبرات والتجارب وعرض المشاكل والمعوقات القائمة وطرح البدائل والحلول الممكنة والإطلاع على التشريعات والقوانين وتحديد الاجراءات المساعدة على حل المشاكل القانونية العالقة مع الجهات القضائية وأيضاً ايجاد التنسيق والتعاون بين قطاع التخطيط العمراني وبين المجالس المحلية من جهة وبين المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية من جهة أخرى، وذلك عند تنفيذ المخططات وبما يكفل حسن الأداء والارتقاء بالجانب التخطيطي والمظهر الجمالي للمدن اليمنية بشكل عام والعاصمة بشكل خاص. من أجل ذلك نظمت الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني ورشة العمل الخاصة بالسياسة العامة للتخطيط العمراني «الواقع-الرؤى المستقبلية-دور الجهات ذات العلاقة»، وبرعاية مباشرة من دولة الدكتور/علي محمد مجور-رئيس مجلس الوزراء وبحضور الكثير من الجهات ذات العلاقة في المكاتب التنفيذية ومكاتب الأشغال العامة والمجالس المحلية. جديراً بالذكر أن الورشة ناقشت على مدى يومين الكثير من المواضيع الهامة والمتعلقة بالجانب التخطيطي ومشاكله في الجمهورية اليمنية، وذلك في أربع جلسات و16 ورقة عمل مقدمة للورشة من قبل الجهات المشاركة وبمعدل أربع أوراق عمل في كل جلسة، إضافة إلى المداخلات والمناقشات. وتجدر الإشارة إلى أن أوراق العمل المقدمة من قبل مختصين في الجهات المعنية، ولهذا كانت قريبة من الواقع ولامست المعاناة التي يواجهها قطاع التخطيط العمراني في بلادنا، ولعل المشكلة البارزة على السطح البناء العشوائي التي تطرق لها في الورشة المهندس/أحمد مطهر العيزري في ورقة العمل التي قدمها للورشة بعنوان «النمو العمراني في المدن اليمنية-المشاكل والحلول»، «مدينة عدن كنموذج» حيث تناولت الورقة الآثار السلبية لظاهرة البناء العشوائى في المدن اليمنية ومن اتجاهات مختلفة، وكانت مدينة عدن النموذج الذي استشهد به المحاضر م. أحمد مطهر العيزري، وقد صدر عن الورشة بيان ختامي وتوصيات شملت الحلول والمعالجات لكافة مشاكل التخطيط العمراني في المدن اليمننية، كما شدد البيان الختامي على أهمية التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية من أجل ترجمة هذه المقترحات والتوصيات على أرض الواقع.