بترول ومعادن نُشر

كيف ستتأثر أسواق النفط العالمية نتيجة الحرب التجارية بين أمريكا والصين؟!

 
في بعض الأحيان تكون الحروب مفيدة للبعض مثل المتداولين، ومصدري النفط الذين ينتهزون فرصة ارتفاع الأسعار بسبب تداول الشائعات وإحتمالية وجود صراعات، ولكن الحرب التجارية غير ذلك، فبحسب تقرير "بلومبرج" فإنها في أغلب الأحيان تتسبب في خلق الكثير من المشاكل في القطاعات الضخمة.
 
وبعد انسحاب "ترامب" من المواجهة المباشرة مع الاتحاد الأوروبي، بدأت تأثيرات الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على الصين بالظهور على المزارعين ومصنعي السيارات الأمريكيين، وقد استطاع السوق النفطي أن يحافظ على تماسكه بالرغم من التحركات الأخيرة التي تسببت في هبوطه.
 
وتهدد الصين بفرض تعريفات جمركية على صادرات الطاقة الأمريكية لثلاثة أسباب هي محدودية السلع التي يمكن لبكين استهدافها، وتعدد الصادرات الصينية التي تستهدفها أمريكا، وأخيراً رغبة الصين في النيل من وعود الرئيس الأمريكي بـ "هيمنة الطاقة".
 
وخلال الـ 12 شهراً المنتهية في أبريل الماضي استطاعت الصين أن تستحوذ على 20% من إجمال صادرات واشنطن من الخام، بالرغم من أنها كانت السوق الأكبر خلال ذلك العام، إلا أنها لن تترك أي تأثير بفرضها تعرفيات جمركية على صادرات النفط الأمريكية.
 
وستقوم الصين بتقليل كمية النفط الذي تستورده من أمريكا، في حين أنها ستشتري باقي ما تحتاج إليه من دول أخرى، وسوف ينتج عن ذلك شراء بلاد أخرى النفط الأمريكي، ولكن ذلك أمر ليس بيسير.
 
ومن الممكن أن تستورد المصافي الأوروبية نفطاً إضافياً من أمريكا مع إعادة الأخيرة للعقوبات الاقتصاددية على طهران.
 
وفي جميع الأحوال، فإن محاولة الإضرار بقطاع النفط الأمريكي لن يستطيع أن يغير من حقيقة أن الاقتصاد الصيني يعتمد بشكل كبير على التصدير، فقد قام على الأسس التي وضعتها أمريكا، والذي تقوم الأخيرة في الوقت الحالي بتقويضه، وذلك الأمر سيتسبب في خلق تهديدات لكل منتجي النفط في العالم.
 
هذا، وتمثل بيكين حوالي 30% من النمو العالمي المتوقع في الطلب على خام النفط خلال 2018، و2019، وقد يكون ارتفاع صادرات الصين من الديزل من الأمور التي تدعو إلى القلق.
 
ومن الجدير بالذكر أن حدوث حرب تجارية كبيرة يعتبر تهديد للصين، فذلك الأمر يشكل خطراً على طلب البلاد على الديزل، في حين أن نمو الطلب على البنزين يعاني من ضغوط سعرية في العالم بأسره.
 
ولايزال هناك أمل في تجنب خلق حرب تجارية مع أوروبا، ولكن مع سعي "ترامب" إلى أفعال غير عادلة وفرضه لسيطرته بدون وجه حق، كلها أمور تتسبب في ولادة شرارة الحرب والكراهية.
 
Investing.com

مواضيع ذات صلة :