اقتصاد يمني نُشر

هجرة الأثرياء الأوروبيين والأمريكيين بسبب الأعباء الضريبية الثقيلة

 

بدأت العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة زيادة الضرائب على الأغنياء. ولكن بمجرد الإعلان عن هذه السياسات الجديدة، هرب الكثير من الأغنياء إلى دول ذات ضرائب أقل، مما أدى إلى موجة جديدة من الهجرة. وقال بعض المواطنين إن تنفيذ زيادة الضريبة على الأغنياء بات يشبه "حرب عصابات" بين الأغنياء والحكومة.

لقد وقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إتفاق لتسوية "الهاوية المالية" يرتكز على فرض مزيد من الضرائب على الأغنياء، وهذا هو أكبر برنامج لزيادة الضرائب في الولايات المتحدة منذ عام 1968. وفقا لهذا البرنامج، فإنه بالنسبة إلى الفرد الذي يتجاوز دخله السنوي أربعمائة ألف دولار أمريكي والأسرة التي يتجاوز دخلها السنوي أربعمائة وخمسين ألف دولار أمريكي، سترتفع الضرائب المفروضة على كليهما من 35 في المائة إلى 39.6 في المائة. لذلك قالت صحيفة "يانخه تساوباو" السنغافورية إن برنامج زيادة الضرائب يضيف مزيدا من الأعباء الضريبية على الأغنياء، مما اضطر العديد من الأمريكيين الأثرياء للتخلي عن جنسيتهم وجواز سفرهم وللهجرة إلى الدول الأخرى لتجنب الضرائب الثقيلة. وتفيد التقارير أنه مع ارتفاع الأعباء الضريبية تضاعف عدد المواطنين الأمريكيين الذين اختاروا التخلي عن الجنسية الأمريكية أكثر من ضعف قياسا مع عام 2011، فيما اعتبروا الدول الآسيوية مقاصد مفضلة لاختيارهم .

من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي أولاند أنه سيفرض هذه السياسة الجديدة على الأغنياء مع بداية الانتخابات الرئاسية السابقة، حيث كان يخطط لفرض الضرائب الثقيلة بـ75 في المائة من ضريبة الدخل على الفرد الذي يتجاوز دخله السنوي المليون يورو. وعلى الرغم من عدم تنفيذ هذه الخطة في نهاية العام الماضي وبسبب رفض اللجنة الدستورية الفرنسية لها، إلا أن هذه الخطة أدت إلى فرار الكثير من الأغنياء الى خارج فرنسا. ومن أجل تجنب الأعباء الضريبية المرتفعة عليه، أعلن النجم السينمائي الفرنسي الكبير جيرار دوبارديو مؤخرا أنه سيحصل على الجنسية الروسية حيث أن معدل ضريبة الدخل المفروضة على الفرد في روسيا هو 13 في المائة فقط. بالإضافة إلى ذلك، اتخذ الكثير من الأغنياء الفرنسيين قرارات الهجرة لتفادي دفع الضرائب مرتفعة المستوى. وقد أشارت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إلى أن أكثر من خمسة آلاف من رجال الأعمال والمشاهير قد غادروا فرنسا في العام الماضي.

هذا وفي السنوات الأخيرة، عانى العالم الغربي من الأزمة المالية، وتقلص النمو الاقتصادي، وارتفاع معدل البطالة مما دفع الحكومات هناك لوضع سلسلة من الدعوات لإنقاذ الاقتصاد، بما فيها رفع الضرائب على عواتق الأثرياء، والذي من شأنه أن يؤدي إلى هجرة الكثير منهم. ويعتقد محللون أن حالة هجرة الأغنياء تعكس مأزق إصلاح زيادة الضرائب في الدول الغربية. لا يمكن أن يحقق هذا الإصلاح خفض العجز إذا تخلت تلك الدول عن زيادة ضرائبها على الأثرياء، ولكن استمرار زيادة الضرائب قد يواجه ضغوطا أكبر. هناك مخاوف من أن فرار الأغنياء سيتسبب في تدفق الكثير من الأموال والأكفاء الموهوبين إلى الخارج.

 

 

مصدر:CCTV.com

 

مواضيع ذات صلة :