اقتصاد يمني نُشر

مسلسل الاعتداءات على المستثمرين ورجال الأعمال ما يزال مستمرا

زادت معاناة رجال الأعمال ومشاكلهم وتنوعت, فيوم نسمع عن اغتيال لرجل أعمال, ويوم نسمع عن اختطافات لرجال أعمال أو لأولادهم, ومرات نسمع عن محاولات اغتيال لعدد غير قليل من رجال الأعمال, أما لو تحدثنا عن محاولات الابتزاز لرجال الأعمال فإننا بحاجة إلى مجلدات كبيرة وكثيرة لنقف عند أبجديات تلك المحاولات, فكل جريمة يتعرض لها رجل أعمال, من اغتيال أو سطو أو اختطاف أو محاولة اغتيال مردها في الأول والأخير الابتزاز.
وفي بلد نائي كاليمن, واعدة بالفرص الاستثمارية, يمكن أن تصير من أكبر الدول الاستثمارية, ولكنها مع ذلك ماتزال صفرا في هذا المجال, والسبب في ذلك أنها مليئة بالمفاجآت والمفاجعات, ولا يعرف عنها العالم شيئا سوى ما ينشر عنها من أعمال التخريب والاختطافات والحروب القبلية والعمليات الإرهابية, وغيرها, فكيف لمستثمر قضى شطر عمره في جمع ثروة أن يغامر بثروته ويأتي إلى هكذا بلد.
وللأسف عندما يتم اغتيال أو خطف لرجل أعمال تتخاذل الأجهزة الأمنية في ضبط المجرمين, فلهذه الأجهزة الأمنية فلسفتها الخاصة, حيث ترى أن تدخلها سوف يعقد الأمور أكثر, مطالبة لضبط النفس مع المجرمين وإتاحة الفرصة أمام الوساطات الشخصية والقبلية لحل المشاكل, ولعل هذا هو سبب تفرعن هؤلاء المجرمين وغطرستهم وتزايدهم من يوم لآخر, فما دامت هذه فلسفة الأجهزة الأمنية فكيف للمجرمين أن يخافوا ويرتدعوا.
وتبلغ المأساة قمتها عندما يكون المسئول الحكومي هو مربط الفرص في عدد من القضايا الخارجة عن النظام والقانون, ولعل قضية رجل الأعمال المستثمر عبدالله المغشي صاحب مدينة ألعاب حديقة السبعين, الذي تعرض للاعتداء والتهجم أواخر شهر رمضان الماضي, من قبل احد المسئولين في أمانة العاصمة, وعلى مسمع ومرأى ممن كان حاضراً ساعة الاعتداء..
المغشي يرى أن الاعتداء على أي هو في الأساس اعتداء على إرادة شعب بأكمله واقتصاد وطن بحاجة إلى أي استثمارات في الوقت الراهن, وإساءة واضحة واستخفاف بتوجهات الدولة والحكومة الخاصة بتوفير البيئة والمناخ المناسب لجذب وتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وظل حلم يراود هذا المستثمر الطاعن في السن وهو تطوير وتحديث مدينة العاب السبعين وفقاً لأفضل التصاميم العالمية, حتى تصبح على قائمة  مدن الألعاب  في الوطن العربي, غير أن الجهات الحكومية التي يفترض أنها تذلل له العراقيل والمشاكل هي نفسها التي تزرع أمامه الأشواك, وتوجد له بدل المشكلة الواحدة آلاف المشاكل.
من جانب آخر يواصل القطاع الخاص فعالياته الاحتجاجية المطالبة بالإفراج عن رجل الأعمال الشاب جيد حسن عبده جيد, الذي اختطف من وسط العاصمة اليمنية صنعاء منتصف شهر رمضان الفائت.
وفي تصعيد جديد نفذ عدد من رجال الأعمال وقيادة وأعضاء الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة, وعدد من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني  بفندق موفنبيك بصنعاء حيث يعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل, وقفة احتجاجية لمطالبة الأجهزة الأمنية القيام بواجبها لضمان سرعة الافراج عن رجل الاعمال المختطف جيد حسن عبده جيد، والعمل الجاد والحازم للإفراج الفوري بدون قيد أو شرط عن المخطوف جيد حسن عبده جيد ولإنفاذ القانون وضبط وتقديم الجناة إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع .
وفي الوقفة الاحتجاجية دعا نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة محمد صلاح، ، أجهزة الدولة المعنية الى القيام بمسؤوليتها الوطنية والقانونية من اجل الإفراج عن رجل الأعمال المختطف جيد حسن جيد .
مشيرا إلى أن الانفلات الأمني والتسيب الإداري والترحيل القضائي ترتب عليه الكثير من القضايا الإجرامية، لم نألفها في حياتنا ولا تتناسب مع أخلاقياتنا وأعرافنا على رأسها جرائم الاختطاف.
مؤكدا أن الغرفة التجارية ورجال الأعمال يثقون بقدرة الحكومة على استيعاب هذه القضايا، وعلى رأسها قضايا الاختطاف المنفرة لرأس المال والأموال الراغبة للاستثمار في اليمن خاصة في هذه المرحلة الصعبة .
وحذر صلاح من أن تزايد الاعتداءات على رجال الاعمال ستؤدي إلى هجرة رأس المال اليمني إلى الخارج .
من جانبها طالبت عضو الاتحاد العام للغرف التجارية عضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتورة نجاة جمعان الجهات المعنية ضبط من قاموا باختطاف الشاب جيد حسن جيد دون أي مبرر أو مسوغ قانوني وتقديمهم للعدالة .. مشددة على أهمية التعامل الحازم تجاه هذه الاعمال الإجرامية التي تستهدف رجال الاعمال وحماية رجال الاعمال وخلق بيئة أمنة ومستقرة للأنشطة التجارية والاستثمارية والصناعية بما يمكنها من الاسهام بفاعلية خدمة الاقتصاد الوطني .
كما نفذوا وقفة احتجاجية أمام منزل رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي, وطالب المشاركون في الوقفة الاحتجاجية رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزيري الداخلية والدفاع ومحافظ محافظة البيضاء, الذي ينتمي الخاطفون إليها, بسرعة القبض على الخاطفين وتقديم للعدالة وتحرير رجل الأعمال جيد حسن جيد بدون قيد أو شرط.
وفي بلاغ – مال وأعمال نسخة منه- قالت الغرفة التجارية أن تنظيمها لهذه الفعالية يأتي استشعاراً للمسئولية الوطنية التي يضطلع بها في حماية الاستثمار إزاء الانتهاكات المتكررة التي تطال رجال المال والأعمال والمستثمرين.
وفي تصريح خاص أوضح مدير عام الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة محمد زيد المهلا أن أسرة رج الأعمال جيد حسن عبده جيد قاموا ببعض الخطوات القبلية والشخصية على أمل أن يتم الإفراج عن ولدهم من قبل الخاطفين إلا أنهم تفاجأوا بالأيام تمر والخاطفين لم يتجاوبوا مع تلك الوساطات فلجأوا إلى الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة لحل المشكلة مع الخاطفين, مؤكدا أن مطالبهم مبالغ مالية, من باب الابتزاز.
وأثنى المهلا على والد المخطوف لعدم رضوخه بتسليم الخاطفين أية مبالغ مالية, معتبرا لو تم ذلك فسوف يتحول نصف الشعب إلى خاطفين والنصف الآخر إلى مخطوفين, بحسب تعبيره.
وأبدى المهلا أسفه البليغ لتخاذل الأجهزة الأمنية في حماية رجال الأعمال, وتقاعسها في القبض على من تسببوا في عدة اغتيالات, كما حدث لرجل الأعمال خالد شارب, الذي استشهد في محافظة لحج بداية شهر مارس الفائت, وكذا الاغتيالات التي طالت السواري والزريقي وغيرهم.
ووصف المهلا تخاذل الأجهزة الأمنية في القبض على قتلة خالد شارب بوصمة عار في جبين الدولة, لا سيما والجناة معروفون اسما وعينا, بل وتعدى الأمر أن أفرجت الأجهزة الأمنية في محافظة لحج على المتهم بقتل خالد شارب بعدما ألقت القبض عليه.
وحذر مدير عام الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة من أن القطاع الخاص سوف يصعد احتجاجاته السلمية للمطالبة بالإفراج عن رجل الأعمال الشاب جيد حسن عبده جيد, من دون قيد أو شرط, والقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة حتى ينالوا جزاءهم الرادع.
فيما أوضح المحامي عبد الحكيم المنج, مدير عام الشؤون القانونية بالغرفة التجارية بالأمانة أن قسم سيف بن ذي يزن بشارع 45 باشر بجمع الاستدلالات وبموجبه تم إصدار أمر قهري بإلقاء القبض على مجموعة من المتهمين.
مشيرا إلى أنه تم اتهام شخص يدعى صالح محمد دهمان, وقد صدر أمر قبض قهري من ضده من قبل النيابة الجزائية المتخصصة فيما تم منع ستة أشخاص من السفر تم تحديدهم من قبل الشيخ الذي يقوم بالتفاوض مع الخاطفين.
وقال المنج: إن الخاطفين من منطقة رداع ويتواصلون مع والد المختطف تلفونيا ويطلبون منه فدية مالية للإفراج عن ولده جيد إلا أن الأب حسن عبده جيد يرفض هذا الأسلوب من الابتزاز.
 
 
من الوقفة الاحتجاجية أمام منزل رئيس الجمهورية المطالبة بالإفراج عن رجل الأعمال جيد حسن جيد
إلى ذلك قال أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية التي نفذت أمام منزل رئيس الجمهورية وهو المواطن أحمد البابلي إن اختطاف رجال الأعمال في اليمن يعكس صورة سوداوية عن الاستثمار في اليمن, خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلادنا, مؤكدا أن انتشار ظاهرة الاختطافات وخاصة لرجال الأعمال, قد تدفع برؤوس الأموال الوطنية إلى الهجرة إلى خارج الحدود الوطنية بحثا عن مكان آمن ومستقر يضمن حياتهم وأسرهم وثرواتهم, وهذا لو تم سوف يزيد من البطالة ويحدث خلخلة في الاقتصاد الوطني الهش.
مال وأعمال العدد (119) 2 أكتوبر 2013م

 

مواضيع ذات صلة :