ورغم هبوط تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى مصر بنسبة 13.6% على أساس سنوي في العام الماضي، إلا أنها من المتوقع أن تشهد قفزة كبيرة خلال العام الجاري مدعومة بصفقة رأس الحكمة وبرنامج بيع الأصول الذي تنفذه الحكومة المصرية.
في 23 فبراير الماضي، وقعت مصر عقداً لتطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة في الساحل الشمالي الغربي، بشراكة استثمارية مع الإمارات في ما وصفه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بأنه "أكبر صفقة استثمار أجنبي مباشر في تاريخ البلاد".
وبموجب الاتفاق تستحوذ شركة "القابضة" (ADQ) على حقوق تطوير المشروع مقابل 24 مليار دولار بهدف تنمية المنطقة، إلى جانب تحويل 11 مليار دولار من ودائع الإمارات لدى البنك المركزي المصري الى استثمارات في مشاريع رئيسية، وستحتفظ الحكومة المصرية بحصة قدرها 35% في المشروع، المتوقع أن يجذب طوال فترة تطويره استثمارات قد تصل إلى 150 مليار دولار.
رغم التراجع الذي شهدته الاستثمارات الأجنبية في مصر العام الماضي، إلا أن بيانات تقرير "أونكتاد" الصادرة أمس الخميس، تشير إلى أن زخم تلك الاستثمارات ما زال قائماً وتجاوز التراجع خلال عامي 2020 و2021 بسبب جائحة كورونا.
عوائد الطروحات
تستهدف مصر عوائد تبلغ 6.5 مليار دولار من برنامج الطروحات الحكومية خلال 2024، بحسب تصريحات محمد معيط وزير المالية المصري في بيان صحفي سابق، يُضاف ذلك، إلى 3.1 مليار دولار حصلتها البلاد من الطروحات الحكومية منذ مارس 2023 وحتى الآن، وسبقها 2.5 مليار دولار عبر التخارج من أصول حكومية في 2022.
وكانت مصر قد أطلقت برنامجاً لطرح حصص في نحو 40 شركة وبنكاً موزعة على 18 قطاعاً حتى مارس 2024، وجرى تمديده إلى ديسمبر 2024.
وأنهت مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، التابعة لمجموعة البنك الدولي، المرحلة الأولى من تقديم توصياتها للحكومة المصرية بخصوص برنامج الطروحات، بحسب سيرجيو بيمينتا، نائب الرئيس لشؤون منطقة أفريقيا وفق تصريحات سابقة لـ"الشرق"، وتستهدف مصر حصيلة إضافية من الطروحات بنحو 1% من الناتج المحلي في مشروع موازنة 2025/2024، وفق البيان المالي.
"التعويل على الهيدروجين الأخضر"
الهيدروجين سيكون رافداً للاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مصر خلال الفترة المقبلة، إذ يشير التقرير إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أكملت اتفاقاً للأمونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر في مصر بقيمة استثمارات تبلغ 10.8 مليار دولار.
تتوقع مصر أن يصل إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مشروعات الهيدروجين الأخضر إلى نحو 81.6 مليار دولار بحلول 2035، وتستهدف الحكومة التوسع في تلك المشروعات، حيث وضعت استراتيجية وطنية خاصة، وتهدف إلى دمجها في استراتيجية الطاقة 2035، في إطار خطط التحول إلى الحياد الكربوني، وخفض الانبعاثات من قطاع الطاقة، لدى مصر القدرة على إنتاج الهيدروجين الأخضر بأقل تكلفة في العالم، ومن المقرر أن تنخفض تكلفة الإنتاج لتصل إلى 1.7 دولار/كيلو غرام عام 2050 مقارنة بـ2.7 دولار/كيلو غرام عام 2025، ومن المتوقع أن تسهم الاستراتيجية بتخفيض واردات مصر من المواد البترولية، وتقليل انبعاثات الكربون، وفق بيان حكومي.
خفضت مصر توقعاتها لنمو الاقتصاد إلى ما بين 2.8 و2.9% في السنة المالية الحالية التي تنتهي في نهاية الشهر الجاري، من توقعات سابقة عند 3%، بحسب هالة السعيد وزيرة التخطيط المصرية لـ"الشرق"، التي أشارت إلى أن السبب يعود إلى الاضطرابات الجيوسياسية. يتوقع صندوق النقد أن تحقق مصر نمواً بـ3% في العام المالي الجاري، فيما يُقدر النمو العام المالي المقبل عند 4.5%، ارتفع صافي احتياطيات مصر الدولية، خلال مايو 5 مليارات دولار، إلى نحو 46.125 مليار دولار ليسجل أعلى مستوى منذ عام 1997، بحسب بيانات البنك المركزي المصري.
اقتصاد الشرق