تتفاقم الضغوط على مجموعة "أداني غروب" الهندية ومؤسسها صاحب الستين عاماً، غوتام أداني، الذي يعد أحد أغنى أثرياء آسيا، الذي حلّ لفترة وجيزة في العالم الماضي بالمركز الثاني خلف رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك على قائمة أغنى أثرياء العالم، وذلك بسبب مزاعم التلاعب بالأسهم والاحتيال المحاسبي، التي تثيرها مؤسسة "هيندنبرغ ريسيرش" (Hindenburg Research) -ومقرها في نيويورك- ضد المجموعة الهندية. وعلى النقيض من ماسك، لا يتمتع أداني بشهرة واسعة نسبياً خارج موطنه. لذا؛ إليكم بعض المعلومات عنه، بالإضافة إلى الضجة المثارة حوله.
1) من هو غوتام أداني، وكم تبلغ ثروته الصافية؟
وُلد أداني في 1962 بولاية غوجارات الصناعية الغربية لعائلة صغيرة تعمل في تجارة المنسوجات. ترك رجل الأعمال الهندي الجامعة، وبدأ حياته المهنية بالعمل في فرز الألماس لصالح شركة في مركز مومباي التجاري.
بعدها، استورد مواد تُستخدم في السلع المصنّعة، وبحلول منتصف التسعينيات كان يدير ميناء موندرا الذي يملكه الآن. وبرغم الضرر الذي أصاب ثروته الصافية خلال الأيام التالية لنشر تقرير هيندنبرغ في 24 يناير، لكنَّ أداني حافظ على وجوده على قائمة أغنى رجال العالم بحسب مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات، وحقق سهم شركته الرائدة "أداني إنتربرايزس" (Adani Enterprises) مبيعات قياسية بلغت 2.5 مليار دولار، كما بيعت أسهم الشركة المعروضة كاملةً في اليوم الأخير للطرح الذي وافق 31 يناير، برغم الجدل الدائر حوله.
2) مصادر ثروته
تضم "أداني غروب" حالياً 6 من أكبر الشركات في مجالات تتنوع ما بين الطاقة والنقل وتطوير البنية التحتية، كما تعد أكبر مُشغل للموانئ في الهند، وتدير بعضاً من أكبر مطارات البلد. وأعلنت "أداني إنتربرايزس"–وهي مؤسسة مدرجة بالبورصة- عن مبيعات بقيمة 9.3 مليار دولار في العام الممتد حتى 31 مارس 2022.
3) الشركات التي يملكها أداني
بالإضافة إلى "أداني إنتربرايزس" التي تعمل في التنقيب عن الفحم، هناك أيضاً:
"أداني غرين إنرجي" لتوليد الطاقة المتجددة.
"أداني ترانسميشن" لنقل الكهرباء.
"أداني توتال غاز" لتوزيع الغاز.
"أداني باور" لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم.
كما تدير "أداني غروب" مؤسسة عقارية، وشركة ظل مالية تحمل اسم "أداني كابيتال" (Adani Capital)، وشركة لزيت الطعام والأغذية التي تعمل عبر مشروع مغامر مع "ويلمار إنترناشيونال" (Wilmar International)، ومقرها سنغافورة.
4) علاقات أداني السياسية؟
يعتبر قطب الأعمال مقرباً من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي -الذي تعود أصوله إلى ولاية غوجارات أيضاً- أكثر من أي ملياردير هندي آخر. وقد تواءمت استراتيجية شركة أداني مع جهود مودي لتنمية اقتصاد الهند الذي يبلغ قوامه 2.3 تريليون دولار.
حينما وعد مودي بتوصيل الكهرباء إلى مزيد من الهنود، ضاعف أداني إنتاج الكهرباء المولدة بالفحم. وامتد التوافق بينهما أيضاً إلى العلاقات الخارجية، ففي 2021، شرع أداني في بناء مرفق ميناء ضخم بسريلانكا، وقال المسؤولون في البلدين إنَّ الخطة لاقت تشجيعاً من حكومة مودي التي تسعى للحد من النفوذ الصيني في الجزيرة. يمكن الاعتماد على أداني لتوفير المال أو البنية التحتية أو الخبرة أو أي متطلبات ذات أولوية سياسية، سواء كان المشروع يتمثل في إنشاء طرق سريعة أو ترقية مركز بيانات.
5) مزاعم "هيندنبرغ" الرئيسية
أصدرت "هيندنبرغ" التي أسسها ناثان أندرسون، المتخصص في بيع الأسهم على المكشوف، تقريراً من 100 صفحة تتهم فيه تكتل الشركات الهندي باستخدام شبكة من الشركات في الملاذات الضريبية للمبالغة في الإيرادات وأسعار الأسهم، حتى مع تراكم المديونية، ومن بين المزاعم:
حددت الشركة الأميركية 38 كياناً وهمياً في موريشيوس يديرها شقيق أداني، فينود أداني، أو شركاؤه، بالإضافة إلى كيانات يديرها أداني بنفسه في ملاذات ضريبية أخرى.
يبدو أنَّ الشبكة الوهمية الخارجية تستخدم للتلاعب بالأرباح.
سبق أن كانت "أداني غروب" محوراً لأربعة تحقيقات حكومية كبرى ترتبط بمزاعم الاحتيال.
يبدو أنَّ أعمال التدقيق المحاسبي الخاصة بـ"أداني إنتربرايزس" و"أداني توتال غاز" تجريها شركة صغيرة لا تملك موقعاً إلكترونياً حالياً، بل مجرد 4 شركاء و11 موظفاً، ولم تدقق إلا في شركة أخرى مدرجة بالبورصة.
كتبت "هيندنبرغ" أنَّه يبدو أنَّ الشركة المدققة "بالكاد يمكنها إجراء أعمال التدقيق المعقدة". بينما تملك "أداني إنتربرايزس" وحدها 156 شركة تابعة ومشروعات مشتركة عديدة.
كما قالت "هيندنبرغ" إنَّها اتخذت مركزاً استثمارياً مكشوفاً في أسهم المجموعة، إذ تراهن فيه الشركة بصفة أساسية على انخفاض سعر السهم بشركات أداني عبر الأوراق المتداولة في الولايات المتحدة الأميركية والمشتقات المتداولة غير الهندية.
هبط سعر هذه الأسهم بالفعل، وضاعت مليارات الدولارات معها من القيمة السوقية لشركة "أداني" الرئيسية، وجاءت مبيعات الأسهم المطروحة من شركة "غوتام أداني" الرئيسية كاملةً في اليوم الأخير من الطرح بعد أن حققت رقماً قياسياً قدره 2.5 مليار دولار، مما منح أغنى رجل في آسيا راحة مؤقتة بعدما اهتزت إمبراطوريته بسبب مزاعم الاحتيال التي أثارتها شركة "هيندنبرغ ريسيرش" للبيع على المكشوف.
6) كيف ردّ أداني؟
في تفنيد الرد على الاتهامات المنشورة بتاريخ 29 يناير، كتب أداني أنَّه تناول 65 من 88 سؤالاً أثارتها "هيندنبرغ" في الإفصاحان العامة، ووصف فيه سلوك شركة البيع على المكشوف بأنَّه "يكاد يكون احتيالاً سبق التخطيط له في الأوراق المالية طبقاً للقانون المعمول به"، وقالت المجموعة إنَّها "ستمارس حقها في اللجوء لوسائل رد الاعتبار القانونية لحماية مساهميها أمام كل الجهات المختصة".
ردت "هيندنبرغ" على ذلك بأنَّ بيان أداني تجاهل كل مزاعمها الرئيسية و"يحتمي وراء ستار النزعة القومية".
7) نبذة عن "هيندنبرغ ريسيرش":
تصنّف الشركة التي أسسها أندرسون تقنياً باعتبارها مؤسسة أبحاث وتداول، وليست صندوق تحوط يضم مستثمرين من الخارج، بدأت الشركة العمل منذ أقل من 5 أعوام وتخاطر بمالها في الأسواق، كما أنَّ قلة يعرفونها حتى في دوائر مانهاتن المالية أيضاً. تتخصص الشركة محدودة المُلاك في أبحاث الجرائم المالية الجنائية حسب موقعها الإلكتروني، وجذبت انتباه "وول ستريت" في 2020 لإثارتها تساؤلات خطيرة عن شركتي "نيكولا" (Nikola) لصناعة المركبات الكهربائية، و"لوردزتاون موتورز" (Lordstown Motors).
اقتصاد الشرق