سياحية وترفهية نُشر

الرياض وذكريات دافئة

في مساء من مساءات جدة الدافئة، كنت وزميلي عبد القوي العديني نتأهب للسفر إلى مدينة الرياض، جدة الدافئة في عز الشتاء، والعكس تماما في مدينة الرياض شدة في البرودة وقساوة طقس الشتاء..
على كل كنا مستعدين بملابس ثقيلة لم نأبه للسعات البرد التي كانت تصقع وجوهنا ما إن بدأت أولى خطواتنا تنزل سلم الطائرة في مطار الرياض منتصف الليل.

بعد استراحة ليلة من عناء سفر وبرد، جاءنا الصديق والزميل محمد السامعي الذي يعكف على إنجاز رسالة الدكتوراه هناك والذي لم يشغله انهماكه في بحوث ودراسات عن العمل في مجال تقنية المعلومات.. فيما كان فارس السامعي واحد من الأشخاص الذين لا يمكن نسيانه في لحظات مهمة.
أخذنا من الفندق الذي كنا فيه إلى فندق أفضل وأرقى في البطحاء، والتي كانت يوماً ما ساحة شبه يمنية خالصة، أما اليوم فهي تكاد تكون خالية من اليمنيين إذ تعج بالهنود والباكستانيين والبنغال.
العلاقات اليمنية السعودية التي شهدت مداً وجزراً في العقدين الأخيرين أثرت سلباً على اليمنيين المقيمين في السعودية إذ فقدوا كثيراً من امتيازاتهم والتي كان أهمها أنهم كانوا في منجى من عذابات الكفيل الذي يكتوون بناره كل يوم.
الحقيقة أننا كنا محظوظين في الرياض كما في جدة، فقد رافقنا الأخ العزيز عبد الحفيظ العليمي في جدة والأخ محمد السامعي في الرياض، فقد وفرا لنا كثيراً من الجهد والتعب.
صادف وجودنا في الرياض تواجد الإخوة رشاد سلطان والمهندس خالد شرف اللذان زارا عدة مدن سعودية في مهمة للترويج لمشروع يتبع مجموعة هائل سعيد أنعم.
كانت فرصة جميلة اذ جلسنا جلسات حميمية وكان بحضور الفنان علي العمودي والمنشد الرائع أيوب النهاري ذي الصوت الشجي، أثر كبير في إضفاء مزيد من أجواء البهجة والفرح على تلك الجلسات.
كما هو معلوم.
الرياض مدينة متسعة وتعد من أكبر مدن الجزيرة العربية مساحة، وقد لاقت من اهتمام الدولة هناك الكثير، لما لا فهي حاضرة السعودية كبرى الدول المصدرة للنفط، وقد لاحظنا تسارع العمل في المدينة سواء على صعيد الطرق وبناء الجسور أو على صعيد الانشاءات المعمارية.
وكان للزميل محمد السامعي الفضل في تعريفنا على أهم معالم المدينة رغم ضيق وقتنا ووقته.
وهنا أود أن أشير الى أن الأخ السامعي أعد لي مفاجأة إذ رتب لي زيارة للأمير الدكتور عبد العزيز بن سلطان بن عبد العزيز.. زرناه في تمام الساعة السابعة وشد ما كانت دهشتي أنني كنت في حضرة أمير غاية في التواضع، لاحظت من خلال حديثنا أني أمام رجل لديه غزارة اطلاع وسعة أفق ودقة في التحليل، والأهم من ذلك أنني أحسست أن الرجل يحب اليمن واليمنيين ويبدي قلقا غير عادي على حال اليمن رغم أن لقاءنا كان بعد ثورة تونس وقبل الثورة في اليمن.
زرنا بعض رجال المال اليمنيين، وكان من ضمن البرنامج زيارة الأخ محمد قايد وهو رجل أعمال يمني معروف بـ»أبو ياسر» وكان من سوء حظنا أن زيارتنا جاءت في وقت كان الأخ أبو ياسر خارج الوطن.. غير أننا ومن خلال احتكاكنا مع العديد من المغتربين ورجال الأعمال اليمنيين والسعوديين لاحظنا كم يحظى الرجل من احترام وتقدير، نظراً لما يساهم من أعمال تخدم الوطن، فضلاً عن قيامه بخدمات للجالية ليس على مستوى الرياض ولكن على مستوى المملكة بشكل عام، على عكس بعض الأدعياء الذين لم يقوموا بأي دور يخدم الجالية سوى الزعيق والظهور أمام الكاميرات في أي مناسبة وبدون فائدة.

معالم..
تتمتع مدينة الرياض عن سائر مدن المملكة العربية السعودية بمجموعة من المميزات الجغرافية التي تميزها حيث أنها تقع في الجزء الشرقي لقلب الجزيرة العربية وسط المملكة العربية السعودية والتي تحتل بدورها موقعاً يتوسط قارات العالم . ويكتسب هذا الموقع بعداً آخر لكونها تقع وسط المملكة على خط عرض (38.24) درجة شمالاً وخط طول (43.46) درجة شرقاً وارتفاع حوالى 600 متر فوق سطح البحر وتقع الرياض بالتحديد في وسط شبه الجزيرة العربية تماما على هضبة رسوبية في الجزء الشرقي من هضبة نجد وتنحصر أهم المعالم التضاريسية للمدينة في الأودية وأهمها وادي حنيفة الذي يخترق المدينة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي والذي يبلغ طول مجراه حوالى 120كم ويتراوح عمق المجرى ما بين أقل من 10 أمتار إلى أكثر من 100 متر ويتراوح عرضه ما بين أقل من 100 متر إلى ما يقارب 1000 متر، مناخ مدينة الرياض شديد الحرارة صيفاً بارد شتاءاً ويتميز بانخفاض الرطوبة طول العام، خاصة في فترة الصيف، وبالفرق الكبير بين درجات الحرارة خلال النهار والليل. ففي الصيف تتراوح درجات الحرارة العظمى بين (40 – 43) درجـة مئوية والصغرى بين (22 – 27) درجـة مئوية ومعـدل الرطـوبة بين (10-13) بالمائة .
أما في الشتاء فالجو بارد تتراوح فيه درجات الحرارة العظمي بين (20 – 28) والصغرى بين (8–14) درجة مئوية، وقد تنخفض إلى ما دون درجتين تحت الصفر أحياناً، فيما تتراوح درجات الرطوبة بين (40 – 49 بالمائة)، ويتراوح معدل الأمطار بين 10 و 13.1 سنتيمتر (حوالى أربع بوصات).
 
نقلا عن مجلة الاستثمار العدد(37 ) مايو 2011

 

مواضيع ذات صلة :