أقامت مؤسسة "هي" للثقافة والإبداع وتنمية المرأة مؤخرا مسابقة لتصميم الأزياء التراثية اليمنية وهي أول مسابقة من نوعها في تاريخ المؤسسة والبلاد.
وقالت بلقيس الأحمد، رئيسة مؤسسة "هي"، في حديث للشرفة إن الهدف من الفعالية هو لفت الأنظار إلى الموروث اليمني الغني بالأزياء التراثية، وتطوير مهارات الفتيات المبدعات ومساعدتهن على تحقيق الأرباح.
عن المؤسسة وأهدافها وفعاليتها، كان للأحمد الحديث التالي مع الشرفة:
الشرفة: في البداية حدثينا عن مؤسسة "هي"؟
بلقيس الأحمد: مؤسسة "هي" للثقافة والإبداع وتنمية المرأة أنشئت في أواخر عام 2012 وهي متخصصة بتطوير ودعم المبدعات من الفتيات في المجالات الابداعية المختلفة. وتقوم المؤسسة بالبحث الميداني عن الفتيات المبدعات وصاحبات المواهب والهوايات لتطوير مهاراتهن ودعمهن ومساعدتهن على تحويل ما يمتلكن من أفكار ورؤى إلى طاقات إنتاجية بناءة تخدم أسرهن والوطن اليمني بشكل عام.
كما تسعى المؤسسة إلى إكساب المبدعات مهارات أخرى وفقاً لهواياتهن وتخصصاتهن، وتوحيد جهودهن في سبيل إقامة أنشطة مشتركة.
الشرفة: لماذا اختارت المؤسسة باكورة نشاطاتها لتكون في تصميم وعروض الأزياء؟
الأحمد: لقد أقمنا يوم 13 كانون الثاني/يناير الماضي العرض المسابقاتي في مجال تصميم الأزياء وكذلك عرض أزياء تحت عنوان "الأزياء التراثية اليمنية بلمسة عصرية"، من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي اليمني في الأزياء وتطويرها من ناحية، وتطوير مهارات الفتيات المهتمات في هذا المجال من خلال تعريفهن بالمعايير الدولية والمتبعة في المقاييس وحساب الربح والخسارة. ونسعى بهذا أن يكون إنتاج البنات مطابقا للأسواق الخارجية لتتمكن من تسويقه خارج اليمن.
وقد أقيمت الفعالية تحت شعار "أزياء اليمن أصالة الماضي وزينة الحاضر والمستقبل". وقد اخترنا هذه الفعالية من أجل نقل صورة إيجابية إعلامية عن اليمن وما يحتويه من كنوز تراثية في الأزياء والمجالات المختلفة.
الشرفة: ألم تترددوا قبل إقامة الفعالية خوفا من تعرضكم للانتقادات من بعص العناصر المحافظة في المجتمع اليمني؟
الأحمد: على العكس، لقد اكتسبت الفعالية صدى ونجاحا كبيرين، وتفاجأنا بحرص الكثير على المشاركة، وقد عاش وتفاعل الحضور مع الفعالية واندمج معها واستطعنا أن نعكس التاريخ والعراقة والموروث الثقافي الذي يتميز به اليمن.
وكانت البنات، عارضات الأزياء، قد اشترطن علينا منع التصوير، لكنهن غيّرن رأيهن قبل إقامة الفعالية. كما أننا حرصنا على أن يكون العرض ملبيا للبيئة اليمنية المحافظة والملتزمة حيث قدمنا عارضات الأزياء بالحجاب وبدون مكياج.
الشرفة: كيف تم اختيار البنات المشاركات في المسابقة وتقييم الفائزات؟
الأحمد: بلغ إجمالي الأعمال المشاركة في المسابقة 11 عملاً فنياً، وقد تم اختيار المصممات بعد مرحلة بحث ميداني استمرت شهرين، واختارت اللجنة المختصة الأعمال المشاركة ذات الطابع التراثي وأدخلت عليها التحسينات واللمسات العصرية. والمصممات المشاركات جميعهن يمنيات، بينما العارضات يمنيات وسوريات وروسيات.
وفازت ثلاث مصممات بالمراكز الأولى بحسب ما اختارته اللجنة المؤلفة من أربعة أعضاء. وتم تكريمهن بجوائز عينية ومادية تقديراً لجهودهن المبذولة في سبيل تطوير وتحديث الأزياء اليمنية التراثية ومواكبتها للعالمية.
ونحن لم نكن نتوقع إقبالا كبيرا من اليمنيات على فن التصميم وهو ما تفاجأنا به كثيرا. وبدأ عرض الأزياء التراثي بلبس زوجات السفراء الأجانب في اليمن ملابس تراثية يمنية للمصممات حيث عرضت كل مصممة أربعة أعمال مختلفة من تصميمها، أحد هذه الأعمال تم ارتداؤه من قبل المصممة نفسها، والآخر من قبل زوجة أحد السفراء الحاضرات في العرض، والعملان الآخران تم عرضهما من قبل عارضتين .
الشرفة: وهل من خطط مستقبلية لمتابعة هذه النجاحات مع الفائزات؟
الأحمد: لقد أبدى الحضور إعجابه الكبير بالأزياء التي تم عرضها والتي تنوعت بين فساتين أفراح وجلابيات، حيث ان بعض الفساتين تم حجزها للبيع في نفس اليوم. ولذك مؤسسة "هي" تقوم بالتنسيق حاليا لمجيء خبيرة دولية في هذا المجال لتدريب الفتيات.
الشرفة
* [حقوق الصورة لمؤسسة "هي"]