ثقافة وفنون نُشر

الأزمه الإقتصاديه تضع بصماتها على موسم المسلسلات الرمضانيه

Imageمع قدوم شهر رمضان المبارك تتسابق العديد من القنوات الفضائية المصرية على تقديم أعمال خاصة بهذا الشهر الفضيل ومن هذا تزاحمت الشاشه المصريه الصغيرة قبل الفضائية بمسلسلات رمضان التي بلغ عددها 50 مسلسلاً.
وصادف هذا التزاحم موجه أقتصاديه عصيبة جعلت الدراما المصريه في مواجه صعبة لهذا الموسم الرمضاني 2009.
وجاء هذا نتيجة تدني سعر بيع الحلقة الواحدة إلى حوالي 650 دولار في حين كان الموسم الماضي لا يقل عن 750 دولار للحلقة.

التركي سبب إنخفاض الأسعار


ويرجع إنخفاض الأسعار إلى غزو الدراما التركيه المدبلجة السوق العربي قبل المصري , بالإضافة نشأة المنافسة بين الدراما المصريه والسوريه نتيجة أنجذاب المجتمع المصري لها, إلى جانب الأزمه الماليه العالمية التي أعاقت حركة التسويق .

ففي ذات السياق نجد أن المسلسلات المصريه تكلف إنتاجها مليار جنيه التى تم إنتاجها للعرض خلال شهر رمضان القادم بلغت 50 مسلسلاً ,فهذا الكم بالطبع لن تجد لها جميعا مساحات على الشاشة الصغيرة سواء داخل مصر أو خارجها ,وهو ما سبب كارثة حقيقية فى عملية التسويق، كل المنتجين بلا إستثناء يعيشون الآن حالة من الرعب بسبب الفشل الذي يلاحقهم فى تسويق أعمالهم، خاصة أن شهر رمضان لم يتبق على قدومه سوى شهرين تقريباً.
 

السعدني وغادة أعلي سعر


فلم يزد سعر الحلقة من مسلسل "حرب الجواسيس" لمنة شلبي وهشام سليم عن 650 دولارا.
أما مسلسل "قاتل بلا أجر" لحسين فهمي وفاروق الفيشاوي، فوصل سعر الحلقة إلى 600 دولار, وهو نفس سعر الحلقة من مسلسل "هانم بنت باشا" لحنان ترك. وبيعت حلقة مسلسل "أدهم الشرقاوي" للبطل ( محمد رجب ودوللي شاهين) 580 دولارا، و"الباطنية" لصلاح السعدني وغادة عبد الرازق بـ670 دولارا، وهو أعلى سعر حتى الآن.
فأعلى مسلسل كان يحقق في العام الماضي رقم 2 مليون دولار فى عملية البيع الحصري، لن يباع هذا العام بأكثر من نصف مليون دولار، وهو ما حدث بالفعل بالنسبة لمسلسلات (الرحايا حجر القلوب) (لنور الشريف) والذي بيع لقناة (أبوظبي). و (خاص جداً) (ليسرا) لقناة (دبي) و (ما تخافوش) (لنور الشريف) لقناة (المستقبل). و (كلام نسوان) (للوسى) لقناة Mbc"" . و (صدف البحر) (لسمية الخشاب) لقناة (الراي).

العرض مفتوح


كما تم الإتفاق بين كل القنوات الفضائية على أن العروض لاتكون حصرية لتتاح الفرصة أمام جميع المنتجين للبيع لأكثر من قناة لتعويض خسارتهم من عدم البيع حصرياً بمبالغ كبيرة، حيث أن البيع الحصري لقناة واحدة فقط فى العام الماضي بمبلغ (2 مليون دولار) أي ما يزيد على( 10 ملايين جنيه) كان من الممكن أن يحقق للمنتج ما يعوضه عما أنفقه على المسلسل ويتبقى له البيع القطعي فيما بعد ليكون عائد هذا البيع هو أرباحه من المسلسل، وإن كانت عروض البيع غير الحصرية ستقل عن عروض البيع شبه الحصرية أو الأولية بكثير.

بين السماء والأرض


وجدير بالذكر بالرغم أن هذه المسلسلات فى طريقها للتسويق إلا أن هناك 30 مسلسلاً في حيرة من أمرها تقف بين السماء والأرض دون أن تعرف مصيرها من عملية التسويق!!.

هذه الزحمة الدرامية التي تزداد عاماً بعد عام والتي يأتي فيها الكم على حساب الكيف تسبب كارثة حقيقية سواء في عملية التسويق أو في عملية الاهتمام بجودة العمل، التى خاصة مع وجود الأزمة المالية حيث تجد عدم قدرة القنوات على شراء الكثير من الأعمال كما كان يحدث فى الماضي وهو ما يؤدي بالطبع إلى إصابة معظم الأعمال بالركود والبقاء فى العلب وعلى الأرفف لحين إنتهاء شهر رمضان وهو ما يعتبر تجميدا لرأس مال كثير من المنتجين سيعطلهم عن الاستمرار فى عملية الإنتاج.

أما عن الإهتمام بجودة العمل فلن تكون الأعمال على المستوى المطلوب من الجودة بسبب إستعجال كثير من المؤلفين في كتابة النصوص لسرعة التصوير من أجل اللحاق بالعرض خلال شهر رمضان، كذلك ترشيح كثير من الممثلين لأكثر من عمل بسبب كثرة الأعمال وقلة الممثلين وبالتالي إما أن يخرج أداء الممثل ضعيفاً لتشتته بين أكثر من شخصية ,أحياناً تصل إلى 6 شخصيات، وإما أن يتسبب الممثل الواحد المشارك في أكثر من عمل في تعطيل التصوير بسبب تضارب جدول التصوير عنده.

 

مواضيع ذات صلة :