نجح موسم عيد الأضحى فى تحقيق أرقام قياسية على مستوى الإيرادات لم تشهدها
دور العرض منذ أكثر من عامين رغم تأكيد السينمائيين خلال الفترة الماضية أن السينما تواجه انتكاسة بسبب الأزمة المالية التى ألقت بظلالها على العالم كله، مرورًا بأنفلونزا الخنازير، ولكن ما حققته الأفلام خلال هذا الموسم أطاحت بكل مبررات السينمائيين..
ليطرح السؤال نفسه: هل نجحت هذه الإيرادات فى أن تعيد السينما إلى مرحلة الانتعاش مرة أخرى أم أن الموسم ليس هو المؤشر الحقيقى لمقياس الانتعاش؟، وهو ما انقسم عليه بعض السينمائيين فهناك من أكد أن مستوى الأفلام هو السبب الحقيقى لنكسة السينما، بينما يرى البعض أن الانتعاشة التى حدثت مؤقتة وسريعًا ما ستنتهى.
المنتج والموزع محمد حسن رمزى أكد أن السينما تحتاج إلى وقت مناسب حتى تسترد عافيتها، لأن المؤشرات التى ظهرت خلال هذا الموسم مرتبطة بالعيد، وهى قريبة إلى حد بعيد بالإيرادات التى تحققت خلال عيد الأضحى الماضى، وقال: لا أنكر أن معظم السينمائيين تخوفوا من هذا الموسم والقوة الشرائية به، بسبب الأزمة المادية فى البيوت المصرية، ولكن الغريب أن معظم الأفلام نجحت فى تحقيق إيرادات جيدة حتى الأفلام الأجنبية، حيث حققت ثلاثة أفلام أجنبية نصف مليون جنيه خلال الأيام الثلاثة الأولى من العيد، وقد يرجع ذلك الى أهمية هذه الأفلام، ولكن المقياس الحقيقى للانتعاش سيظهر مع بداية الأسبوع المقبل بعد انتهاء أسبوع العيد.
فى حين رأى المنتج محمد العدل أن مستوى الأفلام الجيد كان السبب الرئيسى وراء إقبال الجمهور على دور العرض، وقال: لم اقتنع بما ردده الموزعون طوال الفترة الماضية بخصوص تأثير أنفلونزا الخنازير على إقبال الجمهور على الأفلام، وكنت أرى أن ذلك مجرد «شماعة» و«حجج فارغة» يعلقون عليها انخفاض الإيرادات، وهذا لا يعنى أن كل الأفلام جيدة، ولكن مجرد وجود فيلم أو اثنين جيدين يستطيعان تحقيق رواج لكل أفلام الموسم.
أضاف العدل: الإيرادات التى حققتها الأفلام لم تحدث منذ فترة طويلة لأن معظم الأفلام التى عرضت سواء فى موسم الصيف الماضى أو ما بعد ذلك لم تكن جذابة بشكل كاف، كما أن الأزمة ليست فى القوة الشرائية على السينما، ولكن هى أزمة أفلام جيدة.
ويؤكد المنتج والسيناريست ممدوح الليثى أن سبب ارتفاع الإيرادات هو نوع من تمرد الجمهور على الكبت الذى عاشه طوال الفترة الماضية سواء بسبب أنفلونزا الخنازير أو ما حدث من أصداء مباراة مصر مع الجزائر، وقال: الجمهور قرر أن يخرج من كبته حتى لو أصبح شهيد الأنفلونزا.
أضاف الليثى: الانتعاشة التى تشهدها السينما الآن وقتية قد لا تتجاوز شهرا واحدا، لأن هناك شهرين لا يفضلهما السينمائيون إطلاقا، وهما يناير وفبراير ويطلق عليهما «يا نايم» و«فقراير» بسبب قلة إقبال الجمهور على دور العرض، وهى مرحلة نكسة حقيقية لدور العرض، ولكن يبدأ الرواج مرة أخرى مع شهرى مارس وأبريل، إلا أن صناع السينما يتمنون إصدار قرار بوقف الدراسة فى المدارس والجامعات لمدة ثلاثة أشهر أخرى حتى يستمر الانتعاش لفترة أطول.
ويرى عبد الجليل حسن المستشار الإعلامى لإحدى شركات الإنتاج والتوزيع السينمائى أن إيرادات العيد لا تخضع للحسابات التقليدية، ولا يمكن قياس مؤشر الانتعاش بهذه الإيرادات، ولكن قد يكون تأجيل الدراسة لمدة عشرة أيام قد ساهم فى ارتفاعها، بالإضافة إلى مستوى الأفلام التى كان معظمها متميزًا، وشجع الجمهور على الإقبال عليها وقال عبد الجليل: إن الشركة لم تصدر قرارًا نهائيًا حتى الآن بعرض أفلام جديدة فى موسم نصف العام، ومن المقرر أن يستمر عرض أفلام عيد الأضحى إذا واصلت تحقيق إيرادات جيدة.