شارع القضايا نُشر

الطرود الملغومة قد تزيد من تكاليف الشحن

upsقال مسؤولون من قطاع المواصلات إن المخاوف الأمنية التي أثارها العثور على طردين جويين ملغومين قد تزيد من تكاليف التجارة العالمية وتثير الجدل حول التقنيات المستخدمة في فحص الطرود ومن الذي يتعين عليه دفع هذه التكاليف.
واكتشفت بريطانيا ودبي يوم الجمعة الماضي طردين جويين يحتويان على مواد ناسفة مرسلين من اليمن إلى معبدين يهوديين في شيكاجو.
وعثر على إحدى العبوتين الناسفتين في طرد على طائرة تابعة لشركة يونايتد بارسل سيرفيس (يو.بي.إس) للشحن الجوي في مطار إيست ميدلاندز شمالي لندن. وعثر على الثانية في دبي داخل عبوة حبر خاصة بطابعة كمبيوتر في طرد تنقله شركة فيديكس للشحن.
وقد تزيد هذه المؤامرة من المطالبات باستخدام أوسع لتقنيات المسح المعقدة المصممة لرصد المتفجرات والتي تعزف شركات الشحن عن تحمل تكلفتها بالكامل.
وقال نورمان شانكس الرئيس السابق للأمن في شركة بي.إيه.إيه التي تدير مطارات بريطانيا، إن "التكنولوجيا المستخدمة في فحص الشحنات وهي في الأساس الأشعة السينية... غير قادرة على رصد المتفجرات لكنها تمكن من العثور على أغلب الأشياء".
وأضاف شانكس الذي يعمل حالياً مستشاراً أمنياً في مجال الطيران "لكن العبوات المخبأة بذكاء مثل هذه قد تشير إلى الحاجة لتعزيز القدرة على رصد المتفجرات مثلاً عن طريق أجهزة كمبيوتر مزودة بتقنية التصوير المقطعي ( توموجرافي)".
وتستخدم هذه التقنية في مجال الفحص الطبي، وبرز اهتمام شركات التأمين بها عندما دفعت شركة سافران الفرنسية 580 مليون دولار قبل عام لشراء حصة 81 بالمائة في شركة جي.أي هوملاند بروتكشن التي تعرض هذه التكنولوجيا.
وقالت وزيرة الأمن الداخلي البريطانية تيريسا ماي إنه تجري مراجعة إجراءات الأمن الخاصة بالشحن الجوي في بريطانيا لكنها لم تصل إلى حد القول إن من المزمع تطبيق نظام أكثر صرامة.
وقال ماركو سورجيتي مدير عام اتحاد شركات الشحن الأوروبية (كليكات) إن هناك مخاوف من رد فعل غير محسوب للفزع الأمني.
وأضاف "رغم أن هذا مثال واضح حققت فيه التحقيقات الموجهة نتائج جيدة سيقول البعض إننا لذلك نحتاج لمسح كامل بنسبة مئة بالمائة. ما حدث لا يجعل ذلك (المسح الكامل) أفضل بأي درجة فيما يتعلق بتحليل المخاطر لكن الناس سيقولون إنه يتعين علينا القيام بهذا".
واختلفت شركات الشحن مع صناع القرار في الولايات المتحدة وأوروبا العام الماضي بشأن المسح الكامل بنسبة مئة بالمائة للحاويات البحرية. وتم تأجيل خطط لتطبيق هذه التكنولوجيا اعتبارا من 2012.
وتقول شركات الشحن إن عمل المخابرات الموجه أكثر فاعلية من تطبيق المسح الشامل دون ضمانات نجاح نظراً لضآلة الكميات التي قد تشكل خطراً. وتضيف أن معلومات المخابرات المرتبطة بكشف مؤامرة يوم الجمعة الماضي تظهر أن النظم القائمة ناجحة.
ولكن بعض المحللين يقولون إن قطاع الشحن ظل لفترة طويلة مستثنى من الانتباه المركز على أمن المسافرين أو أمتعة المسافرين جواً.
قال جيف برايس المؤلف الأساسي لكتاب (أمن الطيران العملي.. توقع التهديدات المستقبلية ومنعها) "رغم الأحاديث الطويلة عن قواعد تأمين الشحن الجوي، فإن أغلب هذه القواعد تتعلق بالشحنات على طائرات الركاب وليس على طائرات الشحن".
وتفرق منظمة الجمارك العالمية بين الفحص العادي الذي يستند إلى تقييم المخاطر استناداً إلى المعلومات الخاصة ببلد المنشأ وغيرها من المعلومات وبين المسح الضوئي الذي يستخدم الأشعة السينية أو أشعة جاما في تصوير ما بداخل العبوات المغلقة وبين التفتيش الفعلي الكامل.
وقال شانكس إن تطبيق المسح الضوئي الشامل على المستوى العالمي لن يكون في المتناول لكن السلطات قد تشدد من تطبيق أسلوب من شقين.
وأضاف "أعتقد أن هذا يجب تطبيقه بالنسبة للشحنات القادمة من دول معروف بأنها تسببت في مشكلات في السابق. وسيكون لهذا ثمن إما أن تتحمله الدولة نفسها أو يضاف إلى تكلفة الشحن".
وشركتا فيديكس ويو.بي.إس - وهما أكبر وثاني أكبر شركتين للشحن الجوي في العالم على التوالي - لا تمثلان سوى قمة حركة شحن بمليارات الدولارات تبقي على تدفق الإمدادات العالمية بسلاسة.
وقالت نيكول جيركينز كبيرة المسؤولين التنفيذيين في رابطة شركات الإمداد والتموين في أوروبا "في السنوات الخمس أو الست الماضية شهدنا زيادة في تكاليف الإمداد والتموين بسبب نقل وحدات الإنتاج إلى مناطق أخرى في العالم. والتركيز بشدة على الجانب الأمني قد يرفع التكاليف كذلك".
وأضافت "هناك اتجاه الآن لأن يعدل الناس عن إسناد الأعمال للخارج وإعادتها إلى حيث كانت".
ويقول المحللون إن تكلفة الإمداد والتموين تمثل ما يصل إلى 15 بالمائة من قيمة المنتج وفق نوع العمل والاقتصاد.
وقال سورجيتي "استناداً إلى المنظور الذي ترى منه الأمر، فإن الإمداد قد يمثل نحو عشرة بالمائة من حياة كل فرد".
ووجهت مؤامرة يوم الجمعة انتباه العالم للأمن في وقت تكافح فيه شركات الشحن للحفاظ على انتعاش بدأ بقطاع الشحن الجوي خلال الإثني عشر شهراً الماضية.
وأي ضرر اقتصادي مستمر قد ينتشر على نطاق واسع.
وقال برايس "رد فعلنا هو الذي يحقق النتائج الحقيقية للهجوم وليس الهجوم نفسه".
وأضاف "فلنتذكر تداعيات هجمات 11 سبتمبر.. ركود اقتصادي.. خطط لإنقاذ شركات الطيران.. ظهور أكبر بيروقراطية حكومية منذ الحرب العالمية الثانية. ننفق مليارات الدولارات سنوياً على الأمن الداخلي.. الهجمات غيرت للأبد طريقة سفرنا".

 

مواضيع ذات صلة :