الذي تشهده الدولة العبرية منذ 2003، وأشار التقرير إلى أن نصف عائلات العرب (54.8%) كانت تعيش دون عتبة الفقر خلال العام 2007 في مقابل 48% خلال 2003. فقد ارتفعت نسبة الفقر بين عائلات العرب بنسبة 29% بين 2001 إلى 2007 في مقابل ارتفاع لا يتجاوز 9% بين اليهود المتشددين الذين يعتبرون أيضا مهمشين. ويظهر تدقيق معمق للمعطيات صورة قاتمة حول معطيات الفقر لدى المجتمع العربي، إذ يتضح من التقرير أن 150 ألف أسرة عربية تعيش تحت خط الفقر، وأن الفقر لدى الأسر العربية متجذر أكثر منه في أي شريحة أو فئة أخرى؛ وضائقة الفقر لدى العائلات العربية قائمة في كافة أنماط العائلات، وهي ليست ناجمة عن كبر العائلة وعدد أفرادها فحسب. وتعيش قرابة 55% من الأسر العربية تحت خط الفقر، وهي تشكل أكثر من ثلث الفقراء في إسرائيل. وقد ازداد معدل حالات الفقر في أوساط العائلات العربية ثلاثة أضعاف، منذ مطلع التسعينات، وتشكل نسبة الأسر العربية الفقيرة، من مجمل الأسر الفقيرة في الدولة، ثلاثة أضعاف نسبتها العامة في الدولة. وفي المقابل، ومنذ العام 2000 هناك استقرار في معدل العائلات اليهودية الفقيرة وفقا لمقياس الفقر للدخل الصافي، وانخفاض طفيف وفقا لاحتساب الدخل غير الصافي على حين، هناك اتجاه عام في ارتفاع معدل الفقر في أوساط الأسر العربية، سواء تم قياسها وفق الدخل الإجمالي، أم وفق الدخل الصافي. وبلغت نسبة البطالة لدى عرب إسرائيل 10.9% خلال 2007 بينما انخفضت النسبة من 10.7% إلى 7.3% بين 2003 و2007 في صفوف الإسرائيليين بشكل عام وارتفع عدد العاطلين عن العمل بين عرب إسرائيل من 34100 إلى 38300 بين 2003 و2006. ومن الملاحظ أن العمل لا يشكّل في أوساط الأقلية العربية، صمّامَ أمان من الفقر. فقرابة 50% من الأسر العربية الفقيرة يعمل فيها رب الأسرة. وتنخفض نسبة الفقر في أوساط العائلات اليهودية بصورة ملموسة، بعد احتساب مدفوعات التحويلات والضرائب. فغالبية العائلات التي عاشت دون خط الفقر، وفق مقياس الدخل الإجماليّ، في أوساط المجتمع اليهودي نجحت في الخروج منه بعد قبض مدفوعات التحويلات، ووصلت نسبتها (أي العائلات الفقيرة) إلى ما يقارب الـ 15%. في المقابل، تنخفض نسبة الفقر لدى الأسر العربية بعد تدخل الدولة عبر الضرائب ومدفوعات التحويلات والمخصصات من 61.3 إلى 54.8% فقط. وقال شلومو سفيرسكي مدير المركز الإسرائيلي للمساواة والعدالة الاجتماعية أن "النمو المتواصل بين 2003 و2007 لم يستفد منه كافة الإسرائيليين بالمستوى ذاته، حتى في صفوف اليهود. لكن بالنسبة للعرب سجل تراجع اقتصادي"، وأضاف سفيرسكي أن "الحكومة وأوساط الأعمال يهملون العرب". وشهدت إسرائيل اكبر فترة نمو في تاريخها بين 2003 و2007، وأوضح التقرير أن إجمالي الناتج المحلي في إسرائيل يشهد ارتفاعا بحوالي 5% سنويا و3% للفرد الواحد منذ النصف الثاني من 2003.