من هنا وهناك نُشر

إستطلاع : حرب إقليمية نتيجة الإكتشافات النفطية في البحر الأبيض المتوسط

أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي الأوروبي، الذي مقره في العاصمة الفرنسية باريس ، ان تكون الإكتشافات النفطية في البحر الأبيض المتوسط سبباً لنشوب حروب مقبلة بين لبنان وإسرائيل . وبحسب بيان صدر عن المركز اليوم رأى 41.4 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع رأوا ان الحرب القادمة ربما تمتد بين الطرفين لتصل إلى حرب اقليمية .

في حين رأى 41.4 في المئة ان اسرائيل لا تحتاج لذرائع لتشن حربا على لبنان وان قرار الحرب على لبنان من قبل اسرائيل يتوقف على عدوانية المشروع الصهيوني في المنطقة ولا يحتاج الى الإكتشافات النفطية في البحر الأبيض المتوسط حتى تشتعل الحرب من جديد .

واستبعد 11.7 في المئة نشوب حروب بين اسرائيل ولبنان على خلفية الإكتشافات النفطية في البحر الأبيض المتوسط . ورأوا انه من المبكر التكهن بالحروب فالمنطقه مقبلة على متغيرات لا احد يعرف مداها .

وخلص المركز إلى نتيجة مفادُها : الحديث عن وجود ثروة نفطية في المياه الإقليمية اللبنانية ليس جديداً إذ سبق وكلف لبنان بعض الشركات بإجراء مسح جيولوجي براً وبحراً وتبين لهذه الشركات المختصة احتمال وجود ثروة نفطية من الغاز .

ولكن لأسباب لا زالت مجهولة عمد المسؤولون اللبنانيون الى لفلفة هذا الموضوع ووضعه في الأدراج الى ان اعلنت اسرائيل قبل اسابيع قليلة ان الأبحاث التي اجرتها قد بينت ان مياهها الإقليمية والمياه الدولية التي تسمى بالمناطق الإقتصادية الخالصة تحتوي على كميات هائلة من مادة الغاز وأنها ستباشر قريباً مشاريع التنقيب .

وحددت اسرائيل بنفسها مساحة مياهها الإقليمية كما حددت بنفسها نفوذها في المياه الدولية حيث تبين من خلال الخرائط الى وضعتها انها تجاوزت المياه الإقليمية اللبنانية في بعض المناطق ، وفرضت سيطرتها على مناطق تقع في المياه الدولية دون ادنى اعتبار لحقوق دول الجوار التي قد تطال لبنان وقبرص .

وبدل ان يبادر لبنان فوراً الى وضع خطة ترسيم لحدوده البحرية فقد دخلت السلطات في ازمة فيما بينها بسبب الخلاف على التالي : - سعت الدولة الى وضع خطة ترسم من خلالها حدودها الإقليمية والدولية ولكن بقيت هذه الخطة حبراً على ورق حيث لم تبادر الحكومة مجتمعة الى اقرار هذه الخطة كما انها لم تناقشها .

اقترحت خطة وضعتها وزارة الطاقة تشكيل صندوق يتولى ادارة اموال الطاقة المستخرجة على ان تكون تحت اشراف رئيس الجمهورية فأحتج البعض وطالبوا برفع وصاية رئيس الجهمورية وإيجاد وصاية اخرى.

عمد مجلس النواب نتيجة تلكؤ الحكومة الى الدعوة الى طرح مشروع ذات علاقة بإدارة الطاقة المستخرجة ، فاحتجت الحكومة وأعتبرت ذلك تجاوزاً لدورها . وما بين وضع الخطة وتحديد جهة الوصاية ورسم الحدود بقي لبنان يتلهى بالقشوريات فيما اسرائيل بدأت بإتخاذ كل الإجراءات التي تكفل لها استخراج الغاز ، كما بدأت توجه التهديدات الى لبنان فيما لو فكر بمقاسمتها هذه الثروة الطبيعية الأمر الذي دفع ببعض المسؤولين الى القول ان الحرب المقبلة بين لبنان واسرائيل ستكون حول الغاز فيما طالب البعض بأن تتولى المقاومة الدفاع عن الحقوق النفطية اللبنانية كما دافعت عن مياه وأرض لبنان .

المهم ان الأجواء حتى الأن لا توحي بإحتمال نشوب حرب نفطية في البحر الأبيض المتوسط لأن النفط لم يتم استخراجه بعد ، ولكن لو تبين عند الإستخراج ان هناك مناطق متداخلة بين لبنان وإسرائيل فمن المؤكد ان هذا السبب سيكون كافياً لنشوب حروب مقبلة خاصة وأنه في ظل غياب السلام الجدي في الشرق الأوسط فمن المستحيل على لبنان ان يقبل بتقاسم هذه الثروة وبإستثمارها بشكل مشترك مع اسرائيل لأن هذه الخطوة ستكون قمة التطبيع الإقتصادي بين البلدين .

 


 

مواضيع ذات صلة :