من هنا وهناك نُشر

تجــار الشنطـــــة الصومـــاليون في أرض بونتلاند

شهدت أسواق الجملة في العاصمة اليمنية صنعاء خلال الأسابيع القليلة الماضية تواجداً كثيفاً لتجار الشنطة الصوماليين الذين قصدوا اليمن لاستيراد احتياجات الأسواق الصومالية المترامية الأطراف من الكساء والعطور والكماليات..
حيث أكدت مصادر تجارية في «سوقي السلام والفحم» في العاصمة صنعاء ارتفاع مستوى إقبال التجار الصوماليين والجيبوتيين لهذا العام والذي كان له دور ايجابي على الحركة التجارية في أسواق الجملة من جانب ورفد الأسواق المحلية بملايين الدولارات في الوقت الذي تعاني من شحه السيولة من العملات الصعبة.
وعزت المصادر ازدهار التبادل التجاري بين اليمن ودول القرن الإفريقي إلى القرب الجغرافي الذي قلّل من تكاليف الاستيراد من الأسواق اليمنية أسوة بالأسواق الإقليمية الأخرى ؛ الأمر الذي أحيا الدور الإقليمي للأسواق اليمنية وانعكس إيجاباً على حركة الملاحة في الموانئ اليمنية وقطاع الشحن الداخلي.
وأفادت ذات المصادر إلى أن اعتماد تجار الصومال على الأسواق المحلية اليمنية كمركز للاستيراد بدأ منذ 10 أعوام وحقق تنامياً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، حيث أصبحت الأسواق المحلية اليمنية في ما تسمى جمهورية ارض الصومال «بونتلاند» والأقاليم الصومالية التي تشهد استقراراً امنياً تعتمد اعتماداً شبه كلي على الأسواق اليمنية في تلبية احتياجاتها من السلع والمنتجات الغذائية والكمالية، مما دفع عدداً من التجار اليمنيين إلى افتتاح فروع لهم في تلك المناطق الآمنة واعتماد وكلاء في كلًّ من أثيوبيا وجيبوتي لتسويق الصادرات القادمة من اليمن.

في الوقت ذاته استبعد مراقبون اقتصاديون أن يكون ذلك التفاعل النشط في القنوات التجارية المتبادلة .. بحيث تستورد اليمن ما يقارب المليون رأس من الأغنام الصومالي سنوياً» ناتج عن البرتوكولات الموقعة بين اليمن ودول القرن الإفريقي المنضوية في إطار (تجمع صنعاء) التي حثت على تسهيل عملية التبادل التجاري وتذليل الصعوبات أمام الاستثمارات البينية .

وكشفت المصادر تعرض عشرات التجار الصوماليين وتجار الشنطة لعمليات قرصنة اتخذت من القانون يافطة للابتزاز قام بها بعض عناصر الأمن في العاصمة صنعاء، وتربط اليمن بعدد من الدول الإفريقية علاقات تجارية ضاربة جذورها في عمق التاريخ إلا أنها مرت بفترات انحسار وفترات انتعاش تبعاً للأوضاع السياسية والأمنية والظروف الاقتصادية في دول القرن الإفريقي.


 

مواضيع ذات صلة :