دين نُشر

الشباب والمعارضة رافضون .. ترحيب دولي  بمبادرة الخليج لحل الأزمة اليمنية

في ساحة جامعة صنعاء حيث يعتصم المحتجون المعارضون للرئيس اليمني علي عبدالله صالح رفعت يافطة كتب عليها «عفوا يا خليج .. نرحب بمساعيكم ونرفض مبادرتكم» .
ويؤكد الشبان المعتصمون في هذه الساحة منذ 21 شباط/فبراير للمطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح، على ان لا حوار مع النظام اليمني كما تنص مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي التي تحاول ايجاد حل لازمة اليمن.
«وقال الطالب محمد ابراهيم الذي ينتمي الى » حركة شباب التغيير « التي هي وراء حركة الاحتجاج التي بدأت في كانون الثاني/يناير » لن نتفاوض مع الطاغية .. لا حوار مع السفاح الذي سفك الدماء. لن نغادر هذه الساحة حتى يرحل.

«من جهته قال الطبيب عبدالملك اليوسفي » نقدر مسعى اخواننا الخليجيين لكن مبادرتهم لا تحقق مطالبنا.. لا حوار الا بعد رحيل صالح.
وفي مبادرة غير مسبوقة طلبت دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية وقطر والبحرين ودولة الامارت العربية المتحدة وعمان والكويت) الاحد من صالح تسليم السلطة لنائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقودها المعارضة التي ستكلف صياغة دستور وتنظيم انتخابات.

«وكان الرئيس اليمني الذي وصل الى سدة الحكم قبل 32 سنة، اعلن الاثنين انه » مستعد لنقل السلطة سلميا وفي اطار الدستور من دون ان يقبل صراحة مبادرة مجلس التعاون الخليجي.

اما المعارضة البرلمانية فهي تتحفظ على ردها على خطة التسوية التي اقترحها مجلس التعاون الخليجي مساء الاحد خشية التعرض لانتقادات المتظاهرين.
«وقال عادل الربيعي من اللجنة الاعلامية لحركة شباب التغيير » ان المبادرة الخليجية حتى ان كانت تلبي جزء من مطالب الشباب الا اننا نرفضها حتى لو وافقت عليها احزاب اللقاء المشترك (المعارضة) لان في المبادرة ما يلبي احتياجات المعارضة وليس الشباب المعتصمين.. فمطلبهم الوحيد هو الرحيل الفوري للرئيس وهو ما لم تنص عليه مبادرة دول الخليج.
وكانت اعلام دول الخليج ترفرف في المكان واكبرها علم قطر في رسالة الى السلطات اليمنية التي استدعت السبت سفيرها من الدوحة احتجاجا على موقف هذا البلد.
واعلن رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الاربعاء ان مجلس التعاون الخليجي يبحث في تنحي الرئيس اليمني على ان يسلم السلطة الى نائبه عبد ربه منصور هادي.
لكن الوساطة التي قام بها مجلس التعاون الخليجي الاحد تقترح فقط تسليم الرئيس اليمني صلاحياته لنائبه من دون الاشارة الى رحيله.
«وكان آلاف الاشخاص تظاهروا مساء الاثنين في الشوارع القريبة من ساحة الجامعة مرددين » لا حوار لا حوار.. الرحيل هو القرار.
«ووزع الشباب منشورات دعت التجار الى الاضراب الاربعاء واقفال محالهم لساعتين » للضغط على النظام الفاسد وتسريع سقوطه.

والثلاثاء نظمت تظاهرات كبيرة في تعز واب جنوب صنعاء هتف خلالها المشاركون بشعارات معارضة لمبادرة دول الخليج بحسب السكان.
وفي عدن اعرب المحتجون المعتصمون في خمس ساحات في كبرى مدن جنوب اليمن عن معارضتهم لمبادرة الدول الخليجية.
ويشهد اليمن، الذي يواجه تمردا شيعيا في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب، منذ نهاية كانون الثاني/يناير تظاهرات تطالب بتنحي الرئيس صالح اوقعت اكثر من مئة قتيل.

الموقف الدولي
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية ترحيبها بمبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لحل الأزمة في اليمن .
«وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي عقدته اليوم بواشنطن :» نرحب بمبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية «.وأضافت :» هناك نقاشات تجري الآن وهي عملية ديناميكية ونحن نشجع كل الفرقاء الدخول في حوار للتوصل الى حل يدعمه الشعب اليمني.
وجددت كلينتون دعم الولايات المتحدة لجهود مجلس التعاون الخليجي والألية التي توصلت إليها المبادرة الخليجية لضمان الخروج من الأزمة الراهنة في اليمن.
من جانبها أكدت الجامعة العربية دعمها للمبادرة الخلجية وجددتموقفها الداعي إلى احترام مبدأ التعبير عن الرأي وعدم استخدام العنف ضد المطالب السلمية المشروعة للشعوب العربية وحقها في المطالبة بالحرية والإصلاح والتطوير والتغيير الديمقراطي والعدالة الاجتماعية.
وأعلنت فرنسا يوم الثلاثاء تأييدها للمبادرة التي تقدم بها مجلس التعاون لدول الخليج العربية لحل الأزمة الحالية في اليمن.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحفي اليوم بباريس دعم بلاده الكامل للمبادرة التي طرحها مجلس التعاون لدول الخليج العربية في سبيل تشجيع الأطراف اليمنية على إيجاد حل للأزمة الراهنة بأقصى سرعة وبما من شأنه السماح بعملية انتقالية سياسية سلمية.
«وقال:» إن فرنسا تحث جميع الأطراف اليمنية على التجاوب مع المساعي الخليجية وقبول هذه المبادرة، وذلك بمايكفل الخروج من الأزمة الراهنة والحفاظ على وحدة واستقرار وأمن اليمن.

وشددت الجامعة علي أن هذا الأمر يعد مشروعاً وحقاً يجب احترامه وكفالة ممارسته بالأسلوب السلمي وبما يحفظ الحريات الأساسية للمواطنين ووحدة الأوطان وسيادتها والسلم الأهلي والوفاق الوطني في الدول العربية
كما رحب مجلس الوزراء السعودي بدعوة المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي خلال دورته الاستثنائية الـ 32 التي عقدت مساء أمس في الرياض، الحكومة اليمنية وأحزاب المعارضة للاجتماع في المملكة العربية السعودية.
وأعرب المجلس خلال اجتماعه الأسبوعي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية عن ترحيبه بدعوة المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي للحكومة اليمنية وأطراف المعارضة للاجتماع في المملكة العربية السعودية تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفق مبادئ هادفة إلى الحفاظ على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره وتلبية طموحات شعبه .
في حين أعتبر وزير خارجية جمهورية بلغاريا نيكولاي ملادينوف، مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي لحل الازمة في اليمن بأنها تعد أساسا جيدا يمكن العمل على أساسه.
وأكد الوزير البلغاري لدى مغادرته صنعاء بعد زيارته للوقوف على المشكلة اليمنية « أكد على أهمية الحوار بين مختلف الأطراف ونبذ العنف .. مشددا أن الحوار هو الوسية المثلى لحل الخلافات بين جميع الاطراف المتنازعة.
«وقال » إن الحوار هو الوسيلة الأفضل لحل الأزمة في اليمن كون الحلول الأخرى صعبة ولا يمكن القبول بها, فالوضع في اليمن حرج ومعقد جدا ولايحتمل بقاء هذه الأزمة لوقت أطول.
«وأضاف :» نأمل سرعة الدخول في الحوار وفقا للمبادرة الخليجية وأن يتوصل فرقاء العمل السياسي في اليمن خلال الفترة القليلة القادمة الى حل وسط يكفل لليمن الخروج من هذة الأزمة، كون الوضع في اليمن والوضع الاقتصادي صعب جدا .
وأكد وزير الخارجية البلغاري أن الاتحاد الاوروبي يدعم مبادرة مجلس التعاون الخليجي والجهود الخليجية في سبيل مساعدة الأطراف اليمنية على تجاوز الأزمة الراهنة .


 

مواضيع ذات صلة :