كشفت مصادر سياسية يمنية مساء الثلاثاء أن أحزاب المعارضة اليمنية في تكتل «اللقاء المشترك» تدرس تعديلات أخيرة تلقتها على المبادرة الخليجية، وقالت المصادر إن الرئيس قبل أخيرًا بالمبادرة الخليجية في نسختها الثالثة ومن دون التعديلات التي سبق وأن طلبها بعد تراجعه عن موافقته السابقة، وبحيث يتنحى عن الحكم في نهاية الثلاثين يومًا مقابل الحصول على ضمانة عدم ملاحقته قضائيًا، وبحيث يوقع هو على المبادرة بصفته رئيسًا للمؤتمر الشعبي العام ورئيسًا للجمهورية، ويوقع معه على المبادرة من الطرف الآخر الرئيس الدوري لأحزاب المشترك الدكتور ياسين سعيد نعمان.
وقال المصدر إن المؤتمر الشعبي العام أعلن رفض التوقيع على المبادرة مع رئيس اللجنة التحضيرية للحوار محمد سالم باسندوة وحميد الأحمر، حسب ما كانت المبادرة قد نصت عليه، لأنهما غير شرعيين وليس لهما تمثيل في البرلمان، مشيرًا إلى أن المعارضة لم تعترض على مسألة من يوقع من طرفها على المبادرة مع الرئيس صالح.
وعلى الرغم من التشكيك الواسع في صفوف المعارضة بجدية الرئيس وتوقيعه على المبادرة، إلا إن ذات المصادر أكدت أن ردها النهائي سيتحدد خلال الساعات المقبلة، وتوقعت المصادر أن يتم توقيع الاتفاقية الأربعاء في صنعاء من قبل الرئيس اليمني وأحزاب المعارضة، مشيرة إلى أن الزياني التقى مساء الثلاثاء بممثلين عن الشباب المعتصمين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء بهدف محاولة إقناعهم بأهمية المبادرة وأن دول الخليج غير منحازة إلى صالح.
وأشارت المصادر السياسية اليمنية إلى أن أمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني التقى مساء الثلاثاء بوفد من شباب الثورة اليمنية، بحضور سفراء دول مجلس التعاون في صنعاء، وناقش مع ممثلي الشباب المعتصمين، الدور الخليجي الهادف إلى تجنيب اليمن الانهيار وحقن الدماء بدافع الأخوة والحب والحرص وليس شيئًا آخر، حسب تأكيد الزياني، الذي قال إن دول المجلس تقف على الحياد من كافة الأطراف اليمنية.
وأوضحت المصادر أن الزياني أبدى تفهمًا لمطالب الشباب ولانتقاداتهم للمبادرة والوساطة الخليجية، وأشار إلى أن هدف المبادرة الخليجية تلبية مطالب وطموحات الشعب اليمني في التغيير بأقل التكاليف، وقال الزياني الذي بدأ زيارته لليمن السبت الماضي، إن الموقف الخليجي سيتحدد خلال الساعات القادمة بشكل واضح وحاسم ونهائي، في حال رفض الرئيس صالح التوقيع على المبادرة، مؤكدًا بأن هذه هي زيارته الأخيرة لليمن، وأن هناك مشاورات يجريها قادة مجلس التعاون بخصوص طلب الرئيس وساطة تركية لحل الأزمة في اليمن.
وقالت المصادر إن الشباب الذين حضروا لقاء الزياني، طالبوا دول الخليج بالانحياز بشكل واضح لخيار الشعب اليمني في إسقاط النظام، وألا تشكل دول الخليج غطاءً للرئيس صالح لارتكاب مزيدًا من المجازر.







