دين نُشر

هبرة: حل قضايا اليمن مرتبط ببناء الدولة

 

عبّر رئيس المكتب السياسي لجماعة الحوثي في صعدة الشيخ صالح هبرة عن شعوره بالرضا لوجوده بصنعاء للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، بعد سنوات من الملاحقة الأمنية له ولعناصر جماعة الحوثي من قبل نظام علي عبد الله صالح الذي خاض ست حروب ضدهم في صعدة.

وأكد هبرة في حوار للجزيرة نت أن حادثة استهداف أحد قادة جماعة الحوثيين -التي تطلق على نفسها جماعة أنصار الله- المشاركين في مؤتمر الحوار بصنعاء ومقتل ثلاثة من مرافقيه هو استهداف سياسي، واتهم جهات سياسية وعسكرية وأمنية بالوقوف وراءه، وأشار إلى وعود حكومية بتوفير المزيد من وسائل الحماية لهم.

وقال إن تطبيق 'النقاط العشرين' التي تم إقرارها من قبل كل القوى السياسية المشاركة في الحوار الوطني كفيل بحل قضية الصراع في صعدة، مشيرا إلى أن حل جميع القضايا باليمن مرتبط ببناء الدولة التي تصون سيادتها وتحمي مواطنيها وتحقق العدل والمساواة وتحترم الحقوق.

وهذا نص الحوار:

هل لكم أن توضحوا رأيكم في القرارات العسكرية التي اتخذها الرئيس عبد ربه هادي مؤخراً والتي أدت لإقالة نجل صالح قائد الحرس الجمهوري المنحل، وقائد الفرقة الأولى مدرع المنحلة اللواء علي محسن الأحمر أيضا؟

نحن نؤيد أي قرارات تساهم في توحيد الجيش اليمني، ونتمنى أن تكون كل التعيينات مبنية على معايير الكفاءة والنزاهة والاستقلالية، وتؤدي إلى استبعاد كل مراكز الفساد والمحسوبية داخل هذه المؤسسة.

ما هو شعوركم وأنتم توجدون في صنعاء للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني بعد سنوات من الملاحقة الأمنية لكم شخصيا ولقادة وعناصر جماعة الحوثيين من نظام صالح؟

مهما كانت المخاطر فإننا نشعر بالرضى لأننا نقدم عملا وطنيا نهدف من خلاله إلى الإسهام في إسعاد اليمن.

ألا تعتقدون أن ثمة مفارقة أنكم اليوم في صنعاء بينما الرئيس المخلوع صالح يغادرها إلى السعودية؟ فهل هناك ضغوط مورست عليه لإخراجه من البلاد حتى تتعزز الثقة بين أطراف الحوار الوطني؟

لا نريد أن ننكأ جراح الماضي أو أن نتشفى من أحد، ما يُهمنا اليوم هو المصالحة الوطنية وبناء دولة المواطنة المتساوية، ومسألة خروج الرئيس السابق إلى السعودية أو غيرها نعتبرها شأنا خاصا به.

بعد حادث استهداف عضو مؤتمر الحوار عبد الواحد أبو راس في صنعاء والذي أدى لمقتل ثلاثة من مرافقيه، هل تخشون أعمالا تستهدفكم شخصيا؟ وهل للأمر علاقة بأعمال ثأر قبلي أم تقف وراءه أهداف سياسية؟

نحن نأخذ حذرنا قدر المستطاع والدولة توفر لنا الحماية اللازمة لنا ولمقراتنا، وهناك وعود بتوفير المزيد من وسائل الحماية، وبالنسبة لحادثة استهداف الأخ عبد الواحد نعتبرها استهدافا سياسيا، فلا يوجد عليه ثأر قبلي خاص ولا يمكن أن تتمكن عناصر قبلية من تنفيذ مثل تلك العملية أمام أعين الأمن ثم يتمكنوا من الفرار في ظل وجود أكثر من ستين ألف جندي داخل صنعاء بغرض حماية أعضاء مؤتمر الحوار الوطني، من المؤكد أن وراء المنفذين جهات سياسية وأمنية وعسكرية نافذة.

هناك اعتراضات من أطراف على منح الحوثيين 35 مقعدا في مؤتمر الحوار، في ظل غياب تمثيل أبناء صعدة من القبائل والقوى المختلفة معكم، ويتساءل البعض عما إذا صار تمثيل صعدة مقتصرا على جماعة الحوثي، فما رأيكم؟

الـ35 مقعدا مُنحت لحركة أنصار الله كحركة ذات بعد وطني لها امتداد فكري وسياسي في أغلب المحافظات اليمنية ولم تُمنح المقاعد لأبناء محافظة صعدة، ومن يدعي الشفقة على أبناء صعدة فعليه منحهم مقاعد من حصته بدل التباكي عليهم، ثم إننا أكثر طرف لديه ممثلين من أبناء صعدة، والأحزاب والتيارات الأخرى هي التي قصّرت في تخصيص بعض مقاعدها لأبناء المحافظة.

ما هي رؤيتكم لحل مشكلة الصراع في صعدة باعتباركم طرفا أساسيا فيها؟

رؤيتنا تتلخص في تطبيق 'النقاط العشرين' التي تم إقرارها من كل القوى السياسية المشاركة في الحوار الوطني ومن دون استثناء، وكذلك تضمين مخرجات الحوار وفي كل المجالات، مما يمنع عن اليمن التدخلات والوصاية الخارجية التي كانت السبب الرئيسي في كل مشاكلنا الداخلية، كما أن حل قضية صعدة وكل القضايا الأخرى مرتبط أساسا ببناء الدولة التي تصون سيادتها وتحمي مواطنيها وتحقق العدل والمساواة وتحترم الحقوق.

هناك من يقول إن الحوثيين يطمحون من مؤتمر الحوار الوطني لإقامة حكم ذاتي في محافظة صعدة والمناطق الأخرى التي تحت نفوذهم، فما صحة ذلك؟

قضية صعدة لا تنحصر جغرافيا بمحافظة صعدة، وجماعة أنصار الله لا يقتصر وجودهم على تلك المحافظة، فهم موجودون في أغلب المحافظات، وبالتالي فلا مصلحة لهم في إقامة حكم ذاتي في صعدة، بل إن ذلك قد يؤدي إلى تحجيمهم، لكن إذا كان هناك تقسيم سيمنح المحافظات حكما محليا واسع الصلاحيات أو حكما فدراليا يتوافق عليه الجميع فإن صعدة ستكون مثلها مثل أية محافظة أخرى.

ماذا يجري بشمال صعدة على الحدود مع السعودية؟ وهل ثمة توتر بينكم وبين القوات السعودية؟

التوتر بين القبائل اليمنية بمختلف انتماءاتها وبين السلطات السعودية يعود إلى الاختراقات السعودية المتكررة للأراضي اليمنية والجرائم التي يرتكبها حرس الحدود السعودي تجاه المواطنين اليمنيين وخصوصا الرعاة.

كيف تنظرون إلى حل القضية الجنوبية؟ وهل تعتقدون أن انفصال جنوب اليمن سيكون حلا مقبولا، في وقت يعتقد الكثيرون أن خيار 'الفدرالية' أو 'الأقاليم' قد يشكل حلا مرضيا لكافة الأطراف اليمن

إذا توافق المتحاورون على الفدرالية أو الأقاليم كمخرج لليمن من أزمته فلا مانع لدينا، فالقضية الجنوبية لها خصوصيتها، وبالتالي لا يمكن اعتبارها قضية حقوقية فقط، الجنوب كان دولة مستقلة لديها شخصية دولية ومقعد في الأمم المتحدة والجامعة العربية، كما كان لدى الشمال، وانصهرت الدولتان في شخصية دولية واحدة بناء على عقد شراكة تم الالتفاف عليه من قبل نظام حرب 1994، وبالتالي يجب إعادة الأمور إلى نصابها وإصلاح مسار الوحدة بما يعيد الشراكة الكاملة لأبناء المحافظات الجنوبية في السلطة والثروة، مع الأخذ بالمتغيرات التي حصلت منذ حرب 1994 حتى اليوم.

نحن مع استمرار الوحدة الطوعية وسنسعى بكل الوسائل المشروعة للمحافظة عليها، نحن مع الوحدة التي تُعلي من قيمة الإنسان في الشمال والجنوب وتعبر عن مصالحه، ولا تنظر إلى الجنوب على أساس أنه غنيمة جغرافية.

ونعتقد أنه لو تم تصحيح مسار الوحدة بناء على عقد شراكة يلبي مصالح كل أبناء الشعب اليمني شمالاً وجنوباً، وتمت إعادة الحقوق إلى أصحابها، والاعتراف بخطأ حرب 1994 والفتاوى الدينية التي رافقتها واعتبار أن كل ما نتج عنها غير شرعي، فإننا بذلك سنقوي الجناح المؤيد لاستمرار الوحدة، أما إذا حصل العكس فكل الخيارات مفتوحة وستتحمل مسؤولية الفشل الأطراف التي شاركت في الحرب وخصوصاً التي لا تزال تصر على مشروعيتها وترفض إعادة الحقوق لأصحابها، سواء الحقوق السياسية أو المادية أو المعنوية.

أخيرا.. ترفعون شعار 'الموت لأميركا وإسرائيل' وتتخذون مواقف عدائية من التدخل الأميركي في اليمن، بينما السفير الأميركي جيرالد فايرستان يعتبر أن لا جدية لشعاركم المرفوع ونفى أي حالة عداء معكم، فما حقيقة موقفكم من الولايات المتحدة؟

موقفنا واضح، وهو موجه بالأساس ضد السياسة العدائية الأميركية التي تمارسها في منطقتنا وبالأخص ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إضافة إلى التدخلات في الشأن اليمني التي وصلت إلى حد قتل المواطنين اليمنيين خارج القانون عبر الطائرات من دون طيار.

وبالنسبة لنفي الأميركيين للعداء معنا فهو نابع من خوفهم أن يزداد التأييد الشعبي لنا إذا ما تعاملوا معنا علناً كخصوم، لكنهم يتحركون ضدنا وعلى كل المستويات والتقارير الأميركية نفسها تثبت ذلك.

الجزيرة


 

مواضيع ذات صلة :