مرأة ومجتمع نُشر

المرأة العربية كسرت جدار الصمت في الفضاء الإفتراضي

الحضور النسائي في الفضاء الافتراضي كان عنوان المحاضرة الأسبوعية ضمن موسم دار الآثار الإسلامية الثقافي والتي ألقتها الدكتورة آمال قرامي الأستاذة في جامعة منوبة التونسية. قدم المحاضرة وأدار حولها النقاش معصومة الحبيب من أسرة الدار.

بدأت الأستاذة الدكتورة آمال قرامي المحاضرة موضحة أنه ما عاد بالإمكان التغاضي عن تحليل الأدوار التي تضطلع بها فئة من النساء العربيات في الفضاء الافتراضي، لاسيما وأنّ حضورهن صار مرئيا يحفز الدارسين في مجالات متنوّعة على البحث والاستقصاء والوقوف عند جملة من الاستنتاجات التي قد تغيّر الصور النمطية اللصيقة بالمرأة، وتلفت الأنظار إلى التحوّلات الاجتماعية والثقافية والحراك الفكري الذي تعيشه المجتمعات العربية المعاصرة.

ثورة معلوماتية

وبينت الدكتورة قرامي أن الثورة المعلوماتية وفرت وسائط حديثة للتواصل أدت إلى بروز أصوات نسائية متعددة تمارس الكتابة عبر شبكة الانترنت منتجة للنصوص الإبداعية في مجالات متنوعة كالشعر والرواية والقصة، ومعبرة عن الرأي الحرّ القادر على التفاعل مع ما يدور في الشأن العام من أحداث سياسية واقتصادية ودينية وغيرها. وهذا يثبت أن الكتابة لم تعد حكرا على النخبة المثقفة إذ فسحت وسائل الإعلام الجديد لفئات متعددة من النساء على اختلاف مستوياتهن الفكرية والاجتماعية وتكوينهن الثقافي، المجال للتعبير والمحاورة وخوض جدل فكري.

ويمكن تقسيم النساء الحاضرات في الانترنت حسب د آمال قرامي إلى: نساء معبرات عما يجيش في نفوسهن بكل تلقائية، في مقابل الناشطات الحقوقيات أو السياسيات أو النساء الفاعلات في المجتمع المدني اللاتي اتخذن الفضاء الافتراضي وسيلة للدفاع عن قضايا جوهرية وفي مقدمتها القضية النسائية.

انشغالات تقليدية

وحول علاقة النساء بالإنترنت قالت المحاضرة:

أن استغلال عدد منهن لهذه الوسيلة التواصلية قد عكس مشاغلهن التقليدية بأسلوب يتماهى مع أدوار يفترض أن تنهض بها النساء.

ومن هنا كان حضور النساء في هذا الفضاء مكرّسا لبنية اجتماعية تراتبية، ومعبرا عن توزيع للأدوار يميز بين عالم الرجال وعالم النساء. وهو أمر لا يختلف في الواقع،عما نجده سائدا في بعض وسائل الإعلام التقليدية كالمجلات النسائية، والأفلام والبرامج النسائية في الإذاعة والتلفزيون من جهة، وفي نوع من الكتابات التي تنتجها النساء، من جهة أخرى. وأضافت ان الإقبال على الوسائط التواصلية الحديثة قد خول لهذه الفئة من النساء الخروج من العزلة إلى فضاء أرحب من المشاركة والمعرفة حتى وإن كانت معرفة مقتصرة على بعض جوانب الحياة.

قضايا عامة

أما الفئة الثانية من النساء فقد كانت حريصة على تفعيل أدوارهن وتوظيف هذا الفضاء الافتراضي لخدمة قضايا إنسانية. وقد ساهمت تكنولوجيا الاتصال في توسيع دائرة النظر إلى الأحداث وإلى الحياة.

ويمكن أن نعتبر أنّ هذه الرغبة في القطع مع التصميت تجد لها سندا في عاملين: أولهما منظومة حقوق الإنسان والتربية على ثقافة حقوقية متميزة تجعل الفرد قادرا على التحدي والصمود أمام كل مظاهر الانتهاك. أمّا ثانيهما، فتكمن في الجهود التي تبذلها الدارسات المختصات في تاريخ النساء من أجل كشف النقاب عن رموز المقاومة النسائية.

وخلصت الدكتورة قرامي إلى أنّ التفاعل والمشاركة قد مكنا الشابات العربيات على وجه الخصوص من الخروج من وضع التعتيم والتهميش، وبالإضافة إلى ذلك، تسنّى لعدد من المدونات تحقيق الشهرة.

وخوّلت بعض المواقع الإعلامية على شبكة الانترنت للنساء العربيات فرصة مميزة ليتمكنّ من سرد قصصهن، وبالتالي حشد الجماهير لدعم جهودهن من أجل القضاء على كلّ أشكال التمييز والعنف ضدّ النساء.


 

مواضيع ذات صلة :