مرأة ومجتمع نُشر

المرأة الإماراتية أثبتت جدارتها وسارت بخطى ثابتة على طريق التطور

 في مجلس ثريا العوضي، تجسدت تقاليد الضيافة الإماراتية الأصيلة في أمسية رمضانية على مائدة لتناول وجبة السحور، وقد جمعت الأمسية العديد من سيدات الأعمال، واشتملت على طروحات ومناقشات متنوعة بلا حدود، حفتها أجواء رمضان الروحانية، وتخللتها موضوعات عن حقوق المرأة وإثبات الإماراتية جدارتها في المجالات كافة .

واستهلت المجلس ثريا العوضي بحديثها عن المرأة الإماراتية واقتحامها بكفاءة واقتدار ميدان الأعمال، بعد تأسيس مجلس سيدات الأعمال الذي يضم نحو 12 ألف سيدة يتولين إدارة 11 ألف مشروع استثماري .

أشارت العوضي إلى دور مجلس سيدات أعمال الإمارات ومساهمته في احتضان السيدات الراغبات في الانضمام إلى مجال المال والأعمال من خلال مظلة المجلس، مضيفة أن مجلس اليوم مع كوكبة من سيدات الأعمال أثبتت دورها الريادي، متحدية المعوقات التي قد تواجه الكثيرات في هذا المجال، لهو دليل على الرؤية الواضحة للمظلة التي احتضنتهن في مجلس أسس على دعائم قوية وطموحة، برزت جهوده من خلال آلية العمل التي اعتمدها منذ إنشائه، واتسمت بمقومات النجاح والارتقاء إلى الأفضل دائماً، وأثبتت جدارتها على خطى ثابتة لوضع برامج وأفكار جديدة ومتطورة، تتسم بالتميز والتجديد، تسهم في إظهار مواهب وقدرات بنت الإمارات بصورة أكبر في المحافل الدولية .

وأضافت العوضي أن المرأة حققت مكاسب عديدة بعد مساواتها بالرجل في مختلف نواحي الحياة، ومن أهمها إصدار التشريعات التي تكفل حقوقها الدستورية، وفي مقدمتها حق العمل والضمان الاجتماعي والتملك وإدارة الأعمال والأموال والتمتع بكل خدمات التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية والمساواة في الحصول على امتيازات إجازة الوضع ورعاية الأطفال، التي يضمنها القانون، وإنشاء المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للارتقاء بمستويات الرعاية والعناية بشؤون الأمهات وأطفالهن، وهذه الإنجازات والمكاسب الكبيرة التي حققتها المرأة الإماراتية في أقل من ثلاثة عقود تعكس بالفعل صورة مشرفة لمستقبلها، تبشر بالمزيد من الخير في السنوات المقبلة، وأضافت أن الممارسة الاقتصادية فتحت الآفاق للمرأة في المجتمع الإماراتي في كل المجالات الاستثمارية التجارية والمهنية والصناعية، وتعد نموذجاً ناجحاً ومدخلاً مهماً نحو اختصاصات وأعمال واجبة لخدمة المرأة ومساندتها وتحفيزها للعمل في القطاع الاقتصادي الحر وممارستها الأنشطة الاقتصادية بشكل خاص، بالعلم واكتساب الخبرات العملية، وخوض التجارب المدروسة، وإن الدعم اللامحدود واللامتناهي من القيادة الحكيمة في الدولة عمل على تعاون المرأة وإخلاصها وتفانيها للقيام بواجبها وتأدية الرسالة السامية التي تحملها على عاتقها على أكمل وجه .

وقالت الدكتورة نوال محمد رشاد عميدة كلية القانون بالوكالة في الجامعة الأمريكية بالإمارات إن المرأة الإماراتية أثبتت جدارتها في تطوير منظومة العمل بالتعاون مع الرجل، من خلال حرصها على اتباع نهج طموح، جعلها تقتحم مجالات عدة في العمل بكل جد وإخلاص، انطلاقاً من حبها وطنَها، وحرصها على تشريفه في جميع المحافل .

ونص دستور دولة الإمارات على أن المرأة تتمتع بكامل الحقوق التي يتمتع بها الرجل، كما اشتمل على بنود تؤكد مبدأ المساواة الاجتماعية، وأن للمرأة الحق الكامل في التعليم والعمل والوظائف مثلها مثل الرجل، كما تبنى الدستور كل ما نص عليه الإسلام في ما يخص حقوق المرأة ومسألة توريثها وتمليكها، وهو ما كان معمولاً به أصلاً قبل قيام الاتحاد، وجاء الدستور ليؤكده .

وتضمن قانون العمل الاتحادي بعض النصوص لحماية المرأة والأسرة، ومن ذلك المادة ،27 التي تنص على عدم تشغيل النساء ليلاً خلال الفترة من العاشرة مساء حتى السابعة صباحاً، وتنص المادة 29 على حظر تشغيل النساء في الأعمال الخطرة أو الشاقة أو الضارة صحياً أو أخلاقياً .

وعلى الجانب الآخر راعى القانون طبيعة المرأة وظروفها، ولم يغفل أهم جوانب حياتها وهي الأمومة، فقد أعطى في مادته الثلاثين للمرأة العاملة حق الحصول على إجازة وضع بأجر كامل لمدة خمسة وأربعين يوما، وفي الوقت نفسه أعطاها القانون الحق بعد استنفادها إجازة الوضع أن تنقطع عن العمل بدون أجر لمدة مئة يوم متصلة أو متقطعة، ولا تحتسب من إجازتها الاعتيادية، كما نصت المادة 31 من قانون العمل على حق العاملة التي تضع طفلاً في فترتين للراحة يومياً، مدة كل منهما نصف الساعة لإرضاع الطفل، على مدى 18 شهراً من الولادة، وتحتسب هاتان الفترتان من ساعات العمل، ولا يترتب عليهما أي تخفيض في الأجر، وتنص المادة 32 على منح المرأة الأجر المماثل لأجر الرجل، إذا كانت تقوم بالعمل ذاته الذي يقوم به، ومن ثم أصبح من الواجب على المرأة أن تعي واجباتها وحقوقها قانونياً، وتمارسها وفق ما كفله القانون، وأوضحت الدكتورة نوال ان هناك حقوقاً اجتماعية تتمثل في حق المرأة كما أن هناك حقوقاً رئيسية تجاه زوجها وحق الحضانة إضافة إلى حقوق أخرى وفق ما كفله لها القانون بأن تمارس الأعمال المهنية . ويرعى مجتمع الإمارات المرأة من حيث طبيعتها وتركيبتها النفسية والعاطفية والبيولوجية من خلال وجودها طفلةً وطالبةً وامرأةً عاملةً وربة بيت وزوجةً وأرملةً ومطلقةً ومسنةً أيضاً .

كما أنها نصف المجتمع، وعليها رسالة كبرى، وهى مسؤولة عن تربية أجيال قادمة تخدم مجتمعها بجانب مسؤوليتها زوجةً وربة بيت أو امرأة عاملة، ومن خلال استعراض مواد هذا الدستور يمكن أن نتعرف إلى المناخ الذي تعيشه بنت الإمارات، واهتمامات الدولة المتعددة بها .

وأضافت ان الدولة من الدول التي تولي المرأة اهتماماً كبيراً، فهي تعمل جاهدة على حفظ حقوقها وتلبية احتياجاتها، لذا ينبغي أن يترجم هذا الاهتمام وان يعمل على توفير البيئة المناسبة لها لتحقق ذاتها، والعمل على سد احتياجاتها، وتلبية رغباتها وطموحاتها، خاصة في المناطق النائية التي تعاني فيها المرأة غياب وسائل الترفيه المختلفة .

وقالت وفاء الصيد، سيدة أعمال: إن شريعة الإسلام خاتمة الشرائع المنزلة من عند الله، بما فيه صلاح أمر العباد في المعاش والمعاد ومن ذلك الدعوة إلى كل فضيلة والنهي عن كل رذيلة، وصيانة المرأة وحفظ حقوقها، خلافاً لأهل الجاهلية قديماً وحديثاً، الذين كانوا يظلمون المرأة ويسلبون حقوقها، أما في الإسلام فقد تحسنت وتعززت حقوق المرأة، وقد أعطى الإسلام المرأة حقوقها كامله سواءً المادية كالإرث وحرية التجارة والتصرف بأموالها، إلى جانب إعفائها من النفقة، حتى ولو كانت غنية، أو حقوقها المعنوية بالنسبة لذاك العهد ومستوى نظرته إلى الحريات بشكل عام وحرية المرأة بشكل خاص، كما كفل لها حق التعلم، والتعليم، بما لا يخالف دينها، بل إن من العلم ما هو فرض عين تأثم إذا تركته .

من جهة أخرى مازالت هناك إحصاءات مثيرة عن العنف ضد المرأة في الغرب، ففي فرنسا وحدها تموت أكثر من 3 نساء شهرياً نتيجة لهذا العنف، ما يشير بوضوح إلى أن الإرث الحضاري لاضطهاد المرأة التاريخي لم يتخلص الغرب منه حتى الآن، بالرغم من التغييرات الكبيرة التي جرت على حياة المرأة ومفاهيمها وحقوقها .

وقالت زينب عقيل، سيدة أعمال سودانية: إن المرأة سعت واجتهدت وارتقت، واستطاعت بفضل من الله تعالى أن تحقق نجاحاً في مختلف مجالات وقطاعات العمل، وأن تؤكد الثقة التي أولتها لها، فتبوأت المناصب القيادية في جميع دول العالم، وشاركت بثقة وقوة في العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وقد نهضت بمسؤولياتها كاملة إلى جانب الرجل من خلال إسهامها النشط والفعال في عملية التنمية، ومشاركتها في مختلف مراحل التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها من المجالات على قاعدة المساواة والتكافؤ في الحقوق والواجبات، إضافة إلى انضمام دولة الإمارات إلى جميع الاتفاقيات الدولية التي تعنى بقضايا المرأة وحماية حقوقها، وأن المرأة العربية تتميز عن غيرها بالمزيد من العلم والانفتاح على العصر من خلال دخول عالم التكنولوجيا والابتكار والإبداع والمعرفة مع التمسك بأصالتنا وثقافتنا وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وهويتنا الوطنية . وإننا لننظر بعيون ملؤها الفخر الكبير إلى المكانة اللائقة والمكاسب الكبيرة التي حصلت عليها المرأة بصبرها وإصرارها على النجاح والتقدم، وجعلتها تسبق كثيراً من نساء العالم، ولا شك أن جملة هذه الإنجازات التي تحققت تعطي المرأة حافزا لمواصلة مسيرة التقدم وصولاً إلى مستقبل أكثر إشراقاً يخدم مسيرة المجتمع وتطورها في كل المجالات، خاصة أن المرأة شريك أساسي في عملية التنمية المستدامة التي تسعى جميع الدول إلى تحقيقها لإرساء قواعد الدولة الحديثة، حيث نص الدستور على المساواة بين المواطنين من الجنسين في كل الحقوق والواجبات .

وأشارت إلى دخول المرأة الإماراتية الحياة السياسية، وتعيين أربع وزيرات في التشكيل الوزاري الأخير، ويعد نوعاً من التقدير والتشجيع للمرأة، ويدل على أن هناك قناعة حقيقية لدى القيادة السياسية في الدولة، بمنح أدوار أفضل وأكبر للمرأة الإماراتية، وهي قناعة بدأت مبكرة على مستوى القوانين والتشريعات المختلفة، وعلى مستوى الممارسات أيضاً، وعندما بدأت المرأة الإماراتية تثبت جدارتها وأحقيتها بتلك القناعة، كانت القيادة السياسية أيضاً تمنحها المزيد من الفرص، تقديراً لها على تطورها ونشاطها المستمرين .

وطالبت منى عبد العزيز، منسقة علاقات عامة، بالنهوض بالمرأة في الإعلام، الذي يعد واحداً من أهم المجالات التي تستهدف الارتقاء بقدرات المرأة وتحسين أوضاعها، ولابد من تحقيق دور إعلامي مبدع في تمكين المرأة واستثمار طاقاتها في تحقيق التنمية المستدامة، كما تتضمن بناء المعرفة وتعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي، بما يخدم مساندة صورتها ومكانتها في المجتمع، وكذلك بناء القدرات الفكرية والمهنية للمرأة الإعلامية، بما يمكنها من التفاعل مع العمل الإعلامي وبناء الشراكات بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسات المختلفة وتعزيزها، لدعم دور المرأة ومكانتها في المجتمع .

و إن الاستراتيجية الإعلامية للمرأة، تعد مبادرة عربية غير مسبوقة في هذا المجال تسعى إلى تغيير الثقافة المجتمعية السائدة في المنطقة العربية، التي تختزل صورة نمطية عن المرأة ودورها في المجتمع، من خلال دعم الرسالة الإعلامية الموجهة للمجتمع عن المرأة بصورة موضوعية تروج لحقها في الحصول على نصيب منصف من الفرص الاجتماعية، كما تسعى إلى دعم دور الإعلام في تقديم صورة إيجابية للمرأة .

كما حثت الجهات المعنية بضمان حقوق المرأة وتوفير احتياجاتها المتعلقة بمفهوم أمن الإنسان على أن تنسق جهودها من أجل أداء أمثل لمصلحة تقليص التهديدات لأمن المرأة، والتركيز على بناء وعي مجتمعي داعم لحقوقها ومكانتها وقضايا أمنها، وتبني مفاهيم حرية المرأة ومكانتها في الميراث الثقافي الإيجابي العربي والإسلامي، والتصدي لثقافة إقصاء المرأة من الفضاء العام، ونحن مصممون على مواصلة التعاون مع القيادات النسائية العليا على جميع المستويات من أجل النهوض بالمرأة، وتحسين أوضاعها في مختلف المجالات، بما يخدم مجتمعاتنا ويرسخ من مساهمة المرأة في حركة النمو والتطور التي نعمل جميعا من أجل المضي فيها قدماً .

وترى سوسن بيرودي، مديرة مجموعة شركات، أن المرأة قد أسهمت بشكل فعال في دفع مسيرة العمل النسائي إلى الأمام وفي إحداث تحولات إيجابية متسارعة من أجل تمكين المرأة ورفع قدراتها الفاعلة للمشاركة في مسيرة تنمية مجتمعاتها، إلا أن طموحاتنا وتطلعاتنا إلى الدور الذي يقوم به الإعلام النسائي بوجه عام وغيرها من المطبوعات النسائية التي نفخر بها جميعاً، لا حدود لها، ونرى أن المسؤولية تقع على وسائل الإعلام في المقام الأول من أجل زيادة الوعي والتنوير، وحث المرأة على اكتساب العلم ومواكبة العصر مع الحفاظ على الهوية، والانتماء الوطني، والاقتداء بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والاعتزاز بثقافتنا العربية الإسلامية وحضارتنا الإنسانية الأصيلة، والإسهام بفاعلية بدورها في مؤسسات المجتمع المدني .

المعارض النسائية تجذب الجميع

أقيم المجلس على هامش المعرض الثامن للسيدات وتم عرض منتجات مختلفة فيه، وجذب المعرض الذي يقام سنويا عدداً كبيراً من الزائرات، وتضمن مجموعة مختارة من إبداعات المرأة المنتجة، بدءاً من الملابس التي تنوعت بين العباءات والجلابيات الشرقية والغربية، وفساتين السهرة وملابس الأطفال والأحذية، ومروراً بالعطور واللوحات والمشغولات اليدوية، ومجموعة من الأثاثات المنزلية والمفروشات، والمجوهرات والإكسسوارات .

وقد تنوعت أساليب التصميم والألوان من الأساليب التراثية الغنية إلى التحديث الذي يضيف جماليات بطريقة عصرية جديدة إلى الزي الشرقي الذي تتفرد بارتدائه المرأة الشرقية والعربية في المنطقة، وقد حظي المعرض بحضور لافت لمجموعة كبيرة من السيدات المتتبعات للموضة وصيحاتها المختلفة، إضافة إلى الإعلاميين من مختلف المؤسسات والشخصيات الاجتماعية من المجتمع المحلي، وبعض الزائرات .

دار الخليج

 

مواضيع ذات صلة :