حصلت سيدة الأعمال منيرة الدوسري على سجلها التجاري قبل 35 عاماً، وكانت بين أوائل النساء اللاتي حصلن على سجل تجاري من غرفة الأحساء التجارية، في فترة كان عمل المرأة خلالها محصوراً في نطاق التعليم، ونادراً ما مارست امرأة التجارة أو أي نشاط غير تعليمي في ذلك الوقت، ورغم نصح كثيرين لها بترك العمل الحر» البزنس»، باعتباره مجالاً رجالياً، وصعباً على المرأة.
وواجهت الدوسري عقبات كثيرة في مجال المقاولات، استطاعت التغلب عليها، و تذكر أنها كانت تقوم بإنهاء معاملاتها بنفسها في مكتب العمل والجوازات والخارجية، وبقية الإدارات الحكومية، حيث تأتي في وقت مبكر قبل حضور الموظفين للعمل حرصا منها على إنهاء معاملتها في أسرع وقت ممكن.
وتقول الدوسري «عندما كنت في السابعة من عمري تعلمت من أمي الغزل وبرم صوف الغنم، وشعر الإبل، فوالدتي ماهرة في هذه الصناعة بل إنها تصنع الخيام والبيوت من الشعر والصوف»، وعندما بلغت 13 من عمرها تزوجت ورزقت أربعة أبناء وابنة، أصرت أن يحصلوا على شهادات جامعية وبالفعل صار أبناؤها جامعيين.
بعدها بدأت تعتمد على نفسها، وقررت ممارسة النشاط الذي تتقنه، حيث بدأت بشراء صوف الغنم وشعر الإبل من البدو ثم تقوم بغزله وبرمه وتجهيزه كي تشتريه البائعات في الأسواق الشعبية، و تذكر أن الربح الذي حققته من خلال هذا النشاط كان وفيراً، ثم راودتها فكرة ممارسة نشاط تجاري حقيقي، ووجدت أن لديها القدرات والإمكانيات لافتتاح مشغل نسائي، فاقتنعت وبدأت التنفيذ فافتتحت مشغل»عالم المرأة» بالهفوف.
و بدأت بعشرين ألف ريال» وهي حصيلة جمعية، وهو مبلغ متواضع لبداية العمل الحر، وتقول الدوسري «لأنني كنت حديثة العهد بالتجارة فقد صادفتني بعض الصعوبات في المعاملات واختيار العمالة الجيدة للمشغل، ولكنني من خلال التمسك بالإرادة والصبر وتفهم الأمور وصلت إلى ما خططت إليه».
وتتذكر الدوسري بأن أول تأشيرة حصلت عليها لاستقطاب عاملة من الفلبين للعمل في مشغل نسائي وسط السوق، وكان عدد المشاغل في ذلك الوقت قليلا جدا، كما كان العمل في مجال الموضة منحصرا في المدن الرئيسة فقط، لكن الدوسري واصلت توسيع مشغلها، وكانت تراقب سير العمل في مشغلها بعد انتهاء دوامها الحكومي، وبمرور الوقت أصبح عدد موظفاتها يتجاوز الثماني عاملات، ولم تكن«السعودة» قد بدأت حينها، لذا كانت العاملات أجنبيات.
و تعبر الدوسري عن سعادتها بإقبال الشابات السعوديات على العمل كموظفات في المشاغل النسائية، نتيجة لتقبل المجتمع، بعكس السابق، ولم يكتفين بمجرد العمل، بل إنهن أبدين مهارة وأثبتن جدارتهن، في كافة مجالات التجميل وتخصصاته، وتبين الدوسري حرصها على تحقيق «السعودة» وتشجيع الفتاة السعودية لتنمية مواهبها وقدراتها.
وقررت الدوسري في وقت لاحق، افتتاح مؤسسة للبناء والحدادة والتجارة والمقاولات، فكان لديها بعض الموظفين إضافة إلى المهندسين الذين تجاوز عددهم عشرين شخصاً، وخطرت الفكرة ببالها بعد تفكيرها في بناء مسكن لها، إلا أنها فوجئت بارتفاع الأسعار، لذا قررت مزاولة هذا النشاط، وامتلكت مؤسسة للبناء والمقاولات، هدفها تقديم الخدمات للسيدات في المجتمع، وأقبلت كثير من السيدات على شركتها، واتفقن مع الدوسري وتم بناء بيوتهن، وتفكر حالياً في امتلاك مزرعة دواجن لأنها تهوى الحيوانات الأليفة والطيور.