مرأة ومجتمع نُشر

بعيداً عن الرواتب وبحثاً عن الحرية ..كشف أسرار إستقالات مذيعات ( الحزيرة القطرية )

الحرية شعار تصر عليه برامج قناة الجزيرة القطرية ويكرره مقدمو هذه البرامج ليل نهار، فليست لديهم مثل غيرهم خلافات على المرتبات أو البرامج إنما الخلاف علي الحرية في العمل والحرية في التصرفات والحرية في الآراء وكذا الحرية في ارتداء الملابس المناسبة خاصة أن ملابس مذيعات الجزيرة ليست فاضحة إنما هي ملابس عادية جدا.

الخلافات الحالية التي تشتعل بها الجزيرة وتقديم نجوم ونجمات القناة لاستقالاتهم والخلافات السابقة التي شهدت خلافات واستقالات سرية كلها لها سبب واحد هو "الحرية" في قناة المفترض أنها تنادي دائما بالحرية وشعارها "الرأي والرأي الأخر"، لكن من الواضح أن الجزيرة أصبحت تضيق بالحرية وتضيق الخناق علي مذيعاتها فأصبحت الاستقالات هي السلاح الوحيد للهروب من جحيم القيود.

واقع الحال في قناة "الجزيرة" يؤكد أن أكثر من 60% من مقدمي البرامج ينتمون إلى جنسيات مختلفة مما يجعل إدارة الجزيرة تخشى من حريتهم ودفاعهم عن أوطانهم بالإضافة إلى أن الحرية التي تعطيها القنوات الإخبارية وخاصة قناة "العربية" السعودية لمذيعيها تجعل الجزيرة في خطر.

لم تكن لونا الشبل ولينا زهر الدين وجمانة نمور ونوفر علي وجلنارموسى هن السابقات في تقديم الاستقالات إنما شهدت الجزيرة علي مدي الأيام والأشهر الماضية استقالات بالجملة بعضها معلنة وأخرى سرية واستقالات مسببة وغيرها فمن الإستقالات التي لم تعلن الخلاف الذي حدث بين فيصل القاسم أشهر مذيع في الجزيرة وبين الإدارة حيث تقرر استبداله بجمانة نمور لإستكمال برنامجه "الاتجاه المعاكس"، غير أنها لم تنجح في تقديم البرنامج؛ فاضطرت القناة إلى إعادة البرنامج إلى صاحبه مجددا مع رفض استقالته.

أيضا من الذين تم التكتم علي خبر استقالتهم لأهميتها الشديدة بالقناة المذيعة الفلسطينية الأصل إيمان عياد، بعدما تلقت القناة صدمة من جانب منافستها "العربية" التي قدمت لعياد عرضا أهم وبأجر مغري وجهزت أمورها لتلتحق بزميلاتها منتهى الرمحي وريم صالحة للعيش في دبي إلا أن أنباء عن تدخل الأمير القطري شخصيا جعل إيمان عياد تتراجع في استقالتها مع زيادة راتبها إلى 20 ألف دولار في الشهر الواحد.

المصريين بالمقدمة

الاستقالات في الجزيرة بدأت ربما بالمصريين فاستقال حافظ الميرازي مقدم برنامج "من واشنطن" الذي لاقى رواجا كبير والذي كان أول من احتج على السياسة التي انتهجها وضاح خنفر بعد توليه إدارة القناة وكان سبب احتجاجه التوجه والتعاطف مع حركات ودول معينة بعيدا عن المهنية كما قال في الاستقالة االمسببة التي قدمها لإداراة القناة وهاهو الأن في قناة "العربية".

كما قدمت لينا الغضبان مراسلة القناة في القاهرة والتي استمرت تعمل معها أكثر من 7 سنوات استقالتها وهي من الذين قدموا استقالة مسببة معترضة على الأسلوب الذي تتناوله الجزيرة في تغطيتها لبعض الأحداث والتمييز بين الصحفيين دون معايير مهنية واضحة.

استقالة أخرى قدمها الإعلامي المصري عمرو عبد الحميد وهو مدير مكتب القناة في روسيا الذي انتقل حاليا لقناة البي بي سي، ثم جاءت استقالة يسري فودة صاحب برنامج "سري للغاية" وهي الاستقالة الثالثة له بعد أن سبق له تقديم استقالته قبل عامين.

بينما جاء في نص استقالة المذيعة المصرية سوزان حرفي "أن الفرص وما يرتبط بها من حراك مهني داخل القناة لا تخضع لقواعد يعتد بها، وإنما للحسابات والمواقف الشخصية والأحكام المسبقة، ما أصاب المهنة في مقتل وأودى بحرية التعبير صريعة على مذبح القناة أو بالأصح على عتبتها، وهي التي طالما ملأت الدنيا انتقادا لمثل هذه القيم السلبية في عالمنا العربي"، وهذه الكلمات من أقوى ما تعرضت له الجزيرة في تاريخها حيث توضح أن الحرية التي تنادي بها القناة مفقودة بداخلها.

حركة الاستقالات الأخيرة تؤكد أن "الجزيرة" تنفجر من الداخل وأن الحرية التي تنادي بها على الشاشة ليل نهار حرية مزيفة وغير موجودة على أرض الواقع.

عن الأزمة

 


 

مواضيع ذات صلة :