الإحباط وضياع الهدف والهروب من الواقع ، في دائره واحده توصل إلى الإدمان بمختلف أشكاله وأنواعه، حيث أنها مشكله مجتمع قبل أن تكون أزمة فرديه يمر بها المتعاطي ، فدعم الأسرة والمجتمع للمدمنيين يضعهم على أول سلم التعافي والإقلاع .. هذا ما خرجت لنا به الزميلة (إلهام محمد علي) خلال حوارها مع الدكتور / صبري عبد الباسط ، المتخصص في الأمراض النفسية والعصبية ، فبدأنا بتسليط الضوء على الجانب النفسي للمدمن لأنه بمثابة القاعدة الأساسية التي تدفعه لذلك الطريق .. وهذا نص الحوار معه :
ما هي الأسباب النفسية التي تجعل الشباب يقبلون على تناول المواد المخدرة والمسكرة.. ؟
أولاً : الإحباط وضياع الهدف والإكتئاب والقلق من الاسباب التى تدفع الشباب للجوء الى المخدرات لكى يخدر بها اّلامه النفسية ويقلل بها ادراكه للواقع المرير.
ثانياً : عدم الثقة بالنفس والتى تدفع الشاب لمحاولة اثبات ذاته بتجربة المواد المخدرة والتى يشعر من خلالها انه انتصر على ذاته او شخصيته القديمة وعلى تقاليد المجتمع وقيمه.
ثالثاً:عدم القدرة على مواجهة الواقع والهروب منه الى مرحلة الطفولة من خلال ما يعرف بالمرحلة الفمية والتى يعتمد فيها الطفل على استخدام فمه لاشباع رغباته فيلجأ لوضع السيجارة او غيرها من المواد المخدرة فى فمه لاشباع رغباته وهذا هو تحليل المدرسة الفرودية.
رابعاً: قلة الاندورفين بالجهاز العصبى لدى بعض الاشخاص وهى من الافيونات الطبيعية الموجودة بالمخ والتى تعمل على تسكين الألم فيقوم بتعويض هذة المواد من خلال تعاطى المخدرات.
خامساً : تقليد لبعض الشخصيات العامة والنجوم والمشاهير فى استخدامهم لهذة المواد المخدرة خصوصا فى مشاهد الافلام والمسلسلات التليفزيونية والتى تجسد الشخص بانه صاحب مزاج خاص ومتميز وأنه لا يبالى بالاحداث من حوله ولا بالناس وأنه يرتقى فوق الجميع ليصعد الى السماء مع دخان المخدرات.
هل تجد أن نفسية الشاب السيكولوجية هي أحد الأسباب التي تدفعه لذلك ..؟
نعم .. البناء النفسى والسيكولوجى للشاب من ضمن الاسباب التى تدفعه للادمان لتعويض ما يشعر به من نقص ونكوص.
البناء البيوكيميائى للمخ ومنها نقص مادة الاندورفين تدفع الشاب لتعويض هذة المادة من خلال المخدرات
-أما فسيولوجيا الاعضاء فى الجسم فهى تتأثر وتتعود على هذة المادة المخدرة ولا تعمل بشكل طبيعى الا فى وجود هذة المادة المخدرة ومن هنا يأتى التعود والادمان والحاجة الى الاستمرار فى التعاطى لكى تعمل اعضاء الجسم بشكل طبيعى.
هل العلاج النفسى هو الحل الوحيد للمدمن..؟
العلاج النفسى والسلوكى والدوائى والتأهيلى لمدة لا تقل عن ستة شهور مفيد جدا للتخلص من الادمان ولكن لكى لا تحدث انتكاسه وعودة مرة اخرى للمخدرات نحتاج دعم اسرى ومجتمعى كامل للمدمن ولمشكلة الادمان.
الإدمان أزمة شخصية أم أزمة مجتمع..؟
على المستوى الفردى فالادمان أزمة كبيرة ومريرة للمدمن ولأسرته وعلى المستوى المجتمعى فالمجتمع يؤثر ويتأثر بظاهرة الادمان بمعنى انه يمكن ان يساعد على انتشاره دون قصد من خلال نشر ثقافة الاحباط لدى الشباب وتدهور المستوى الاخلاقى والاقتصادى والسياسى للمجتمع وكل هذا يصنع تربة خصبة لظاهرة الادمان ومن ناحية تأثر المجتمع بظاهرة الادمان فهو يتأثر من خلال اهدار الطاقة الانتاجية للشباب وضياع أدوات التنمية البشرية والاقتصادية لهذا المجتمع.
للتواصل مع دكتور / صبري عبد الباسط