تعرضت المحافظ الاستثمارية الخاصة بالأفراد لضربة بلغت 350 مليار دولار خلال عام 2022، إذ أدت الرهانات الكبيرة على الأسهم ذات المخاطر العالية مثل "تيسلا إنك" إلى نتائج عكسية، بحسب "بلومبيرغ".
والمستثمرون الأفراد على الأغلب غير محترفين، يضعون استثماراتهم في الأوراق المالية أو الصناديق التي تحتوي على سلة من الأوراق المالية المتداولة في البورصة.
وانخفض متوسط قيمة محفظة المستثمرين الهواة النشطين بنسبة 30 في المئة تقريباً في عام 2022، وفقاً للبيانات التي جمعتها الشركة البحثية "واندا ريسيرتش" التي تدرس المستثمرين الأفراد على مستوى العالم، بينما فقد "مؤشر أس أند بي 500" 17 في المئة. ما يعني أن خسائر الأفراد كانت أعمق من المتوسط العام.
وتركزت الخسائر في الأسهم البارزة مثل شركة السيارات الكهربائية التابعة لـإيلون ماسك، التي قضت على حوالى 78 مليار دولار من أرباح المستثمرين الأفراد مع انخفاض أسهمها، وفقاً لما قالته "واند".
وكان للمستثمرين الأفراد تأثير كبير على السوق منذ بدء عمليات الإغلاق الوبائي، عندما توافدوا على التداول لتجنب الملل وشراء أي شيء تقريباً خلال سوق صاعدة خصوصاً مع سهولة شراء الأسهم.
اليوم، تتجه الأسهم نحو أسوأ عام لها منذ الأزمة المالية لعام 2008، إذ عانى المستثمرون الأفراد من انخفاضات أكثر حدة، وفقدوا حصتهم من حجم سوق الأسهم الأميركية منذ بداية عام 2021.
محافظ الطاقة وصناعة الدواء طوق النجاة
وقال جياكومو بييرانتوني رئيس البيانات في شركة "واندا ريسيرتش" في سنغافورة لـ"بلومبيرغ"، "كانت الخسائر هذا العام غير مسبوقة، خصوصاً بالنسبة إلى جيل الشباب من المستثمرين، وسواء استمروا في ضخ الأموال في السوق، كما يقولون، في شراء الأسهم المنخفضة أو فقدان الثقة في الاستثمار والاستسلام، فإن ما أصابهم قد يساعد في تحديد قدرتهم على التقاعد في العقود المقبلة".
في حين يمكن أن يحدد البيع الحاد الآخر لشركة "تيسلا" التي تمثل حوالى 10 في المئة من متوسط محفظة المستثمر الفرد العالمي الموجه ذاتياً، أو" أبل أنك" معنويات المستثمرين، وفقاً لبيرانتوتي.
وتعرضت محافظ المستثمرين الأفراد لخسائر كبيرة نتيجة تراجع صناع الرقائق مثل شركة "أدفانس ميكرو ديفايسس إنك" (إي أم دي)، و"أن فيديا كورب"، إذ تراجعت أرباح الشركتين بنسبة 40 في المئة خلال 2022.
وركز الأفراد على الاستثمار في الصناديق المتداولة في البورصة لتتبع المؤشرات، مثل صندوق "أس بي دي آر" الذي يتم تداوله في مؤشر "أس أند بي 500".
مع ذلك، هناك دلائل على أن بعض المستثمرين الأفراد اتخذوا موقفاً دفاعياً خلال 2022، إذ تفوقت محافظ شركات الطاقة الثقيلة مثل "شيفرون كورب" و"إنفاز إنيرجي إنك" وشركات تصنيع الأدوية مثل "أبي فاي" على نطاق واسع في الأسواق الأوسع.
وقالت كيلي كوكس محللة الاستثمار في" إيه تورو غروب ليميتد"، "لقد تعلم المستثمرون أن يكونوا أكثر ذكاء في هذه البيئة".
ويتحدث متوسط الانخفاض الذي قدرته شركة "باندا للأبحاث" للمستثمرين الأفراد البالغ 30 في المئة عن مدى صعوبة أن تكون ذكياً في سوق منهارة. في حين كانت "جي بي مورغان تشيس" وشركاؤها أكثر تشاؤماً في شأن أداء المستثمرين الأفراد الذين قدرت خسائرهم بـ38 في المئة خلال 2022.
خسائر التشفير
أما بالنسبة إلى الأفراد الذين يشاركون في سوق العملات المشفرة أو الأصول الرقمية، مثل الرموز غير القابلة للاستبدال، فإن احتمال الخسارة أكبر، إذ انخفضت عملة "بيتكوين" بنسبة 64 في المئة، في حين أن مؤشر "بلومبيرغ غالاكسي كريبتو"، وهو سلة من العملات المعدنية المختلفة، قد محا ثلثي قيمتها.
وكانت واحدة من أغرب الظواهر التي ظهرت من جنون المستثمرين الأفراد خلال أقسى حالات الإغلاق الوبائي هي أسهم "ميمي" التي أصبحت شائعة على لوحات الدردشة عبر الإنترنت. وقد تراجعت المجموعة المكونة من 37 سهماً من أسهم "ميمي" التي تتبعها "بلومبيرغ" بنسبة 38 في المئة هذا العام.
وأظهرت البيانات التي جمعتها "بلومبيرغ" أن 11 من هذه الأسهم تحطمت بأكثر من 70 في المئة، وشهدت شركات مثل "نيو إيغ كوميرس إنك" و"بيد باث أند بيوند إنك" بعض أسوأ الانخفاضات، في حين قامت شركة "غيم ستوب كورب"، التي ساعدت في إطلاق حركة "ميمي"، بمحو ثلث قيمتها في 2022، في حين انخفضت "إيه أو سي إنترتينمينت هولدينغ إنك" بنسبة 64 في المئة.
وقالت كوكس "للمضي قدماً سيأخذ المستثمرون ما حصل خلال 2022 درساً مستفاداً وسيصبحون أكثر تطوراً"، مضيفة "من المحتمل أن يستمر المستثمرون الأفراد لفترة أطول مما يتوقعه الناس لأن التجار الذين تعرضوا للأذى هم من المستثمرين الشباب الذين يحبون تحمل مخاطر عالية".
كفاية أولير- اندبندنت عربية
