آراء وأقلام نُشر

إعادة تعريف الإعلام الاقتصادي: نحو وعي أعمق

هيثم الأحمدي

يعيش الإعلام الاقتصادي اليوم حالة من التحدي بين وظيفته الإخبارية وبين مسؤوليته تجاه وعي المجتمع الاستثماري، ففي ظل تزاحم البيانات وتسارع الأخبار، يبدو من السهل أن نركّز على ظاهر الأقوال ونُهمل ما تعنيه في العمق، ومن هنا تنبع الحاجة إلى مراجعة عميقة لدور المجلات الاقتصادية، ليس فقط كمنصات للخبر، بل كمساحات للفهم والتحليل والتوجيه.

إعادة تعريف الإعلام الاقتصادي: نحو وعي أعمق

ليس كافيا أن تنشر المجلة تقارير السوق وتحليلات المؤشرات، فيما يخص ما يحتاجه القارئ، هو محتوى يُعيد ترتيب الصورة الاقتصادية في ذهنه: كيف تؤثر السياسات والتحديات؟ ما الذي تعنيه الاستثمارات في القطاعات الجديدة بالنسبة لمجتمعه؟ ما الفرص التي تُصاغ بهدوء دون ضجيج العناوين الكبرى؟

الإعلام الاقتصادي الذي نطمح إليه هو الذي يسدّ هذه الفجوة، الذي يرى في المعلومة فرصة لبناء وعي، لا مجرد تمرير معرفة، وهنا يأتي دور المبادرات الصحفية النوعية، مثل تسليط الضوء على الشخصيات الاقتصادية التي تُحدث أثرًا حقيقيا، أو تحليل قضايا محلية بعين استراتيجية، أو تبسيط المفاهيم المعقدة بلغة واقعية.

ان مجلة الاستثمار تعد من أهم الوسائل المتخصصة التي تهتم بالجانب الاقتصادي وتفرد مساحة كبيرة للتحديات والصعوبات، ولا تقف على الهامش لترصد من بعيد، بل تتحرك من قلب المشهد لنصنع فارقا في طبيعة الخطاب الاقتصادي السائد، وأصبحت المجلة المنصة التي تعيد تعريف العلاقة بين المعرفة الاقتصادية والمجتمع المحلي، فهي تفتح أبوابها ليس فقط لمتخصصي الاقتصاد، بل لكل من يرى أن التنمية تبدأ من الفهم، وأن الاستثمار يحتاج الى إعلام تنموي وموازي لأنشطة مجتمع الاعمال، وتراكماً للثقة والمهنية العالية.

مثلت المجلة الحاضنة المهنية للإعلام التنموي والاقتصادي، ونجحت في ان تصنع من كل إصدار مساهمة حقيقية في تحسين فهم السوق، وتعزيز الشفافية، وتقديم المحتوى كأداة استراتيجية للمؤسسات والمشاريع الناشئة على السواء.

"الاستثمار" ليست فقط مجرد وسيط بين المعلومة والمتلقّي، بل محفزة للفهم، وجسراً يوصل بين كل المجالات والفئات، ونافذة موثوقة يعتمد عليها.

إن الإعلام لا ينجح فقط حين يُنشر لمجرد النشر، بل حين يصنع الحدث، ويحمل رسالة وقيم وأثر يبني ولا يهدم.

 

وتلك هي غايتنا.


 

مواضيع ذات صلة :