في كل مرة تمد فيها يدك لتختار منتجاً محلياً، فأنت لا تقف أمام رفٍ في متجر، بل عند مفترق طريقٍ وطني مصيري، تتجلى فيه مسؤوليتك تجاه وطنك، ويُختبر فيه عمق انتمائك وصدق إيمانك بقدرات شعبك.
واختيارك للمنتج الوطني؛ شهادة وفاءٍ للأرض التي تغذّينا، وتاج تقديرٍ للجهد الذي يبذله أبناء وطننا، ورسالة ثقةٍ إلى العالم بأن اليمن – رغم كل التحديات – لا يزال ينبض بالعطاء، ويصنع بإصراره مستقبلًا أفضل.
وفي تلك اللحظة البسيطة التي تختار فيها منتج وطنك، تمنح الأمل لصانعٍ، وتزرع الثقة في نفوسٍ تبني، وتوقظ روح الاعتماد على الذات في وطنٍ يستحق الأفضل.
إنه البذرة التي نغرسها اليوم لنحصد غداً ثمار الاستقرار والاكتفاء.
فطريق النهضة الاقتصادية لا يُعبد بالشعارات، بل بإرادةٍ واعيةٍ واختيارٍ مسؤول.
عندما نختار منتجاتنا المحلية، فإننا نحرك عجلة الاقتصاد في أرضنا، ونخلق فرص عمل لأبنائنا، وندعم عملتنا الوطنية، ونبني سدًا منيعاً في وجه الأزمات والتقلبات.
وتكمن أهمية حملة "الاكتفاء يبدأ من منتجاتنا" في كونها دعوةً للانتصار للجودة التي تنتجها أيادينا، وللإبداع الكامن في عقولنا، وللإرادة اليمنية التي لا تنكسر.
فلنكن جميعاً مستهلكين واعين وجنوداً في معركة البناء، لأن كل عملية شراء محلية هي خطوة نرتقي بها معاً، ولبنة نضعها في صرح اليمن الجديد؛ يمن الأمن، والتنمية، والاكتفاء.
لأن الاكتفاء يبدأ حقاً من منتجاتنا.
*نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية


