اقتصاد عالمي نُشر

هل يفقد الدولار هيمنته بعد تراجع حصته في احتياطيات البنوك المركزية؟

على الرغم من تداول الدولار على نطاق واسع، فإن بعض التكهنات بانتهاء هيمنته، في عام حافل بالتقلبات الاقتصادية، عززها تقرير صندوق النقد الدولي الذي صدر مؤخراً، ليكشف عن تراجع حصة هذه العملة من احتياطات البنوك المركزية خلال الربع الثالث من 2023.

هل يفقد الدولار هيمنته بعد تراجع حصته في احتياطيات البنوك المركزية؟



وأوضح التقرير أن حصة الدولار بلغت نحو 6.49 مليار، إذ استحوذ على 59.2 في المئة من احتياطيات النقد الأجنبي المخصصة عالمياً في الربع الثالث، مقارنة بنحو 59.4 في المئة في الربع الثاني عندما بلغ 6.641 مليار، ليسجل أدنى نسبة منذ الربع الرابع من 2022.

كما تراجعت حصة اليورو أيضاً بصورة طفيفة من 19.7 في المئة عندما بلغ 2.2 مليار دولار في الربع الثاني، إلى 19.6 في المئة، إذ بلغ 2.15 مليار دولار في الربع الثالث.
ولم تتغير حصص كل من الجنيه الإسترليني، واليوان الصيني، والدولار الكندي، والفرنك السويسري.
هيمنة الدولار

بدأ تداول الدولار الأميركي في القرن الثامن عشر الميلادي، وهو العملة الرسمية للولايات المتحدة الأميركية، وكان الدولار العملة المفضلة لدى العديد من البنوك المركزية عالمياً؛ نظراً لاستقراره في الأسواق العالمية، إلا أن هناك دولاً تسعى مؤخراً إلى الخروج من بين فكيه، والتغلب على سيطرته.

قالت شركة روسنفت لإنتاج النفط في روسيا، في يونيو حزيران الماضي، إنها ومؤسسة البترول الوطنية الصينية للنفط والغاز بتروتشاينا تحولتا إلى استخدام الروبل واليوان في المدفوعات النفطية.

وضغطت روسيا من أجل استخدام العملات الوطنية في التجارة مع الدول الأخرى في إطار سعيها لإنهاء الاعتماد على اليورو والدولار.

كما اكتسب اليوان الصيني زخماً متزايداً على المستوى الدولي، خاصةً في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير شباط 2022.
لكن، كل هذه المحاولات لم تستطع أن تغطي على هيمنة العملة الخضراء، وعلى الرغم من تراجع حصة الدولار من احتياطات البنوك المركزية، فإنه يظل المهيمن الأكبر.

ووفقاً لبيانات بنك الاستثمار الأميركي (غولدمان ساكس)، في مايو أيار الماضي، فقد شكّل الدولار الأميركي نحو 42.6 في المئة من المدفوعات الدولية.
الين الياباني

في الوقت الذي تراجعت فيه حصة الدولار، صعدت حصة الين الياباني من 5.3 في المئة خلال الربع الثاني إلى 5.5 في المئة خلال الربع الثالث.

بالطبع، مقارنة بسعر صرف أقوى العملات المحلية لأكبر اقتصادات في العالم، فإن الين الياباني يتراجع بقوة أمام اليورو واليوان الصيني والدولار.
لكن، وفقاً لتحليلات بنك قطر الوطني (كيو إن بي) استناداً إلى بيانات جي بي مورغان، فإن سعر صرف الين الياباني الحقيقي لشهر نوفمبر تشرين الثاني 2023 يؤكد أن العملة تتداول بأقل من قيمتها الحقيقية بنحو 30 في المئة.

وتوقع كيو إن بي أن تشجّع الظروف تعافي الين الياباني على المدى المتوسط خاصة مع دخول نهج السياسة النقدية المتشددة حيز التنفيذ في اليابان، إذ يعتمد بنك اليابان على تشديد سياسته تدريجياً.


 

مواضيع ذات صلة :