الأخبار نُشر

البنوك الاستثمارية العالمية تُخفض الوظائف وسط تراجع الصين

غالبية وحدات الأوراق المالية التابعة للبنوك الأمريكية والأوروبية تكبدت خسائر

البنوك الاستثمارية العالمية تُخفض الوظائف وسط تراجع الصين


قلصت المؤسسات المالية الغربية في الصين قوتها العاملة في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية بأكبر قدر منذ أعوام ، بعد أن تسبب تباطؤ السوق في الإضرار بالأرباح وإيقاف أعوام من التوسع في البلاد.
جاءت التخفيضات عام 2023 في وقت تكبدت فيه خمس من وحدات الأوراق المالية الصينية السبع التابعة لبنوك وول ستريت والبنوك الأوروبية خسارة أو أعلنت عن تراجع أرباحها، وفقًا للتقارير السنوية الصادرة مؤخرًا، ووظفت الوحدات السبع ما يصل إلى 1781 شخصًا العام الماضي، بانخفاض نسبته 13% عن عام 2022.
تباطأ نشاط أسواق رأس المال في الصين في ظل اقتصاد أضعف يهيمن عليه فترة طويلة من تباطؤ العقارات وتداعيات التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين واشنطن وبكين.
وقال هان لين، مدير شئون الصين لدى مجموعة آسيا الاستشارية، إن “البنوك الاستثمارية الغربية عالقة في حلقة مفرغة”، مضيفًا أن “التدقيق الضعيف للصفقات يعني استثمارًا أقل في القدرات المحلية، مما يحد من تدفق المزيد من الصفقات”.
وأوضح أن بعض البنوك “ينفد صبرها عندما تبدو الفرص في الهند وجنوب شرق آسيا والولايات المتحدة واعدة بشكل أكثر”.
وتمكنت المجموعات المالية الدولية من السيطرة الكاملة على مؤسسات الأوراق المالية التابعة لها في البر الرئيس منذ موجة التغييرات التنظيمية عام 2020.
وتمثل الوحدات جزءًا صغيرًا من الأرباح العالمية للبنوك، التي رفضت التعليق على الأمر، حسبما ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
ألغت البنوك أكثر من 60 ألف وظيفة حول العالم خلال 2023، إذ تسبب انخفاض إبرام الصفقات والاكتتابات العامة في انخفاض الرسوم، ويتعارض الانخفاض في الصين مع الآمال السابقة بأن تواصل أعمالها النمو حتى لو تباطأت في أماكن أخرى.
قال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة “جيه بي مورجان”، في مؤتمر عُقد خلال مايو، إن جزءًا من أعمالها المصرفية الاستثمارية في الصين “سقط من الهاوية”.
كانت أعداد الموظفين في ارتفاع مستمر تقريبًا منذ عام 2018.
وحتى في 2020، عندما أدت قيود كوفيد إلى صعوبة التوظيف، انخفض عدد الموظفين في الوحدات بأقل من 3%.
وفي وحدة بنك “كريدي سويس”، التي استحوذ عليها بنك “يو بي إس” بعد شراء البنك العام الماضي، انخفض عدد الموظفين بنسبة 46% إلى 126موظفا ، ووافق “يو بي إس” على بيع الوحدة إلى صندوق مدعوم من الدولة هذا الشهر.
كما استقر عدد الموظفين في وحدة البر الرئيس التابعة لـ”يو بي إس” عند 383 موظفا، وهو الوحيد الذي لم يخفض عدد الموظفين العام الماضي.
سجلت وحدة “مورجان ستانلي” في الصين خسارة لأول مرة منذ 2019، بينما انخفضت أرباح مشروع “جيه بي مورجان” في البلاد بنسبة 55% إلى 119 مليون رنمينبي (16 مليون دولار).
وقالت وحدة “مورجان ستانلي” في تقريرها السنوي إن البيئة كانت “تشكل تحديًا”، وانخفض عدد الموظفين بشكل أقل بكثير لدى” جيه بي مورجان” و “دويتشه بنك” مقارنة بالوحدات الصينية المنافسة، ويمتلك “دويتشه بنك” 33% فقط من شركة “تشونغ دي سيكيورتيز”، مشروعها المشترك في البر الرئيسي.
بنك “جولدمان ساكس تشاينا”، الذي انفصل العام الماضي عن شريك في المشروع المشترك، تعافى من الخسارة عام 2022، لكن أرباحه البالغة 193 مليون رنمينبي كانت أقل من أي عام آخر منذ عام 2018.
وانخفض عدد الموظفين في وحدة الأوراق المالية الصينية الخاصة بالبنك من 500 إلى 370 موظفا مع خفضه الوظائف حول العالم.
وقال متحدث باسم البنك إن بعض الموظفين جرى نقلهم إلى وحدات أخرى في البنك، وبقي البعض الآخر مع شريكه السابق في المشروع المشترك “بيجين جاو ها سيكيورتيز”.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” في عام 2021، أن “جولدمان ساكس” حدد سابقًا خطة لمضاعفة قوته العاملة في الصين إلى 600 شخص.
أظهرت بيانات “ديلوجيك” حتى مايو الماضى، أن الطروحات العامة الأولية في الصين بلغت 8.3 مليار دولار فقط، وهو أدنى إجمالي خلال الفترة نفسها منذ 2009.
وتحتاج عمليات الإدراج في الخارج إلى موافقة الجهات التنظيمية في الصين، بموجب القواعد التي تم تقديمها العام الماضي، كما ظل النشاط العابر للحدود بما في ذلك عمليات الاندماج الاستحواذ، ضعيفًا.
ربما لا يعكس أداء وحدات البنوك الاستثمارية الصورة الكاملة لأعمال البنوك في الصين.
وتمتلك بعض البنوك وحدات أخرى في الدولة، ويستخدم العديد منها العلاقات التي تكونت من خلال الأعمال التجارية في البر الرئيسي لتوليد الإيرادات المسجلة في هونج كونج أو في أي مكان آخر.
تتناقض أرقام 2023 بشكل حاد مع 2021، وهو عام قياسي للبنوك الاستثمارية عالميًا، إذ حققت 6 من الوحدات السبع أرباحًا في عملياتها في البر الرئيسي.

أخبار البورصة


 

مواضيع ذات صلة :