، من قبل البنوك الأمريكية رسميًا، عام 2025، مطروحة بقوة؛ في ظل التحولات التكنولوجية الكبيرة التي يشهدها النظام المالي العالمي.
وأشار العديد من المحللين الاقتصاديين إلى أن هذا التحول قد يكون مدفوعًا بالضغط المتزايد من الابتكارات التقنية، خاصة مع إطلاق العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDCs) في دول عدة، مثل الصين ومنطقة اليورو.
تحذير من العواقب
وقال الخبير الاقتصادي الفرنسي، فرانسوا لينجليت إن تبني العملات الرقمية سيشكل تحولًا كبيرًا في النظام المالي الأمريكي، ولكنه يحذّر من بعض العواقب.
وأوضح لينجليت لـ"إرم نيوز" أن "العملات الرقمية قد تُضعف دور البنوك التقليدية إذا لم يتم دمجها بفاعلية في المنظومة".
وتابع: "لكنها، من ناحية أخرى، ستُحسّن كفاءة العمليات المصرفية، وتُقلل التكاليف التشغيلية، خاصة في التحويلات الدولية".
المنافسة مع الصين
وأضاف أن المنافسة مع الصين ومنطقة اليورو ستكون المحرك الأساس لتسريع هذا التحول".
وأردف أن "الولايات المتحدة لا يمكنها أن تخاطر بفقدان دور الدولار كعملة الاحتياط العالمية بسبب تأخرها في تبني التكنولوجيا الرقمية".
ورأى أن اعتماد العملات الرقمية يمكن أن يُحسّن كفاءة العمليات المصرفية، ويقلل تكاليف التحويلات الدولية.
مكانة الولايات المتحدة كقوة عالمية
واعتبر الخبير الاقتصادي الفرنسي أنه مع تبنّي دول أخرى للعملات الرقمية، قد تُجبر الولايات المتحدة على تسريع خطواتها للحفاظ على مكانتها كقوة مالية عالمية.
ووفقًا له، فإنه تظل الخطط الأمريكية لتبنّي العملات الرقمية، في 2025، طموحة ولكنها محفوفة بالتحديات.
وتابع: "كما أن النجاح في ذلك سيعتمد على إيجاد توازن دقيق بين الابتكار والأمان المالي، إلى جانب صياغة سياسات تحمي الاقتصاد الأمريكي دون التسبب في اضطرابات عالمية كبيرة".
وفي حال تبني البنوك الأمريكية العملات الرقمية رسميًا في 2025، فإن الاقتصاد الأمريكي قد يشهد طفرة في الكفاءة والابتكار، مع تأثيرات تمتد إلى الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تتطلب موازنة دقيقة بين الفوائد والمخاطر لضمان نجاح الانتقال.
تحديات تنظيمية ضخمة
بدوره، قال شارل فرانسوا دوبون، المحلل الاقتصادي المتخصص في الابتكارات المالية بمركز الدراسات الإستراتيجية في باريس، إن "العملات الرقمية ستحقق فوائد كبيرة ولكنها ستواجه تحديات تنظيمية ضخمة".
وأضاف دوبون لـ"إرم نيوز" أن "العملات الرقمية يمكن أن تُعزز من الشمول المالي، خاصة للفئات التي لا تصلها الخدمات المصرفية التقليدية".
ورأى أنه مع ذلك، يجب أن تُوضع سياسات صارمة لتجنب الجرائم المالية، والتهديدات السيبرانية".
وأضاف أن التحدي الأكبر أمام البنوك الأمريكية هو الموازنة بين الحفاظ على الخصوصية وبين الامتثال للقوانين التنظيمية، مشيرًا إلى أن أي خللٍ في هذه المعادلة قد يثير قلق المستثمرين محليًا وعالميًا".
كما اعتبر أنه إذا نجحت الولايات المتحدة في تطوير وتبني الدولار الرقمي، فقد يعزز ذلك مكانتها كعملة احتياط عالمية، ويقلل من الاعتماد على العملات الأخرى.
تحديات اقتصادية للدول النامية
ووفقًا للخبير الاقتصادي، فإنه قد تواجه الدول ذات البنى التحتية المالية الضعيفة صعوبات في مجاراة سرعة التقدم الأمريكي، مما يوسع الفجوة الاقتصادية.
ورأى أن العملات الرقمية قد تسرّع التحول من النظام المالي التقليدي إلى نظام يعتمد بشكل أكبر على التقنيات الرقمية، مما يتطلب تحديثات تنظيمية عالمية.
أما عن المخاطر والتحديات، فقد أشار إلى أن العملات الرقمية قد تفتقر إلى الخصوصية، إذ يعرب البعض عن قلقه من استخدام العملات الرقمية كأداة للمراقبة.
وختم: "هناك المخاطر المرتبطة بالاختراقات الإلكترونية، فضلاً عن التضخم، إذا لم يتم التحكم في إصدار العملات الرقمية بشكل صحيح، قد يؤدي ذلك إلى تقلبات اقتصادية".