في إطار خطتها الاستراتيجية الهادفة إلى تعزيز جودة التعليم وربط البرامج الأكاديمية باحتياجات سوق العمل، وانطلاقاً من سعي جامعة العلوم الحديثة المستمر لتطوير برامجها الأكاديمية والارتقاء بخدماتها وتأهيل طلابها، نظّمت جامعة العلوم الحديثة ورشة نقاش موسعة بعنوان "المواءمة بين المخرجات الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل"، وذلك في مقر الجامعة، وبحضور رسمي وأكاديمي ومؤسسي واسع، عكس اهتمام الجامعة بمواءمة برامجها مع احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي.
افتتح الورشة نائب رئيس الجامعة أ.د. يحيى صالح أبوحاتم، مؤكداً في كلمته أن الجامعة تتبنى توجهاً استراتيجياً يستهدف تضييق الفجوة بين الجوانب النظرية والتطبيقية في التعليم، وتعزيز الشراكات مع القطاعات المهنية المختلفة لإعداد كفاءات قادرة على المنافسة والتميّز في سوق العمل.
وشهدت الورشة مشاركة عمداء الكليات ورؤساء الأقسام، إلى جانب نخبة من ممثلي المؤسسات الوطنية، وعدد من خريجي الجامعة العاملين في سوق العمل المحلية، فضلاً عن أعضاء هيئة تدريس يمارسون أعمالاً مهنية في مؤسسات محلية، ما أضفى على النقاشات تنوعاً في الخبرات وعمقًا في الطروحات.
وفي بداية أعمال هذه الورشة، أعلن الاستاذ الدكتور يحيى ابو حاتم عن افتتاح مركز الابتكار وريادة الأعمال ليكون منصة علمية ومهنية تمكّن الطلاب من تطوير أفكارهم الابتكارية وتحويلها إلى مشاريع واقعية قابلة للتنفيذ، مستهدفاً تقديم الدعم الفني والإرشادي، وتسهيل الوصول إلى الموارد والخبرات، وتنظيم برامج ومسابقات ريادية تنشر ثقافة الإبداع داخل الجامعة.
وانطلقت فعاليات الورشة بجلسات حوارية موسعة تناولت عدة محاور أبرزها:
أسباب الفجوة بين المخرجات الأكاديمية واحتياجات سوق العمل، ودور المناهج وطرق التدريس في تعزيز التوافق.
أهمية التدريب العملي وضرورة تعزيز الشراكة مع المؤسسات المهنية لرفع جاهزية الطلاب قبل التخرج.
المتغيرات المتسارعة في سوق العمل وظهور تخصصات حديثة تتطلب مهارات عصرية كالتحول الرقمي وريادة الأعمال.
وشارك في النقاش ممثلو عدد من الجهات الرائدة، منهم:
- البنك المركزي اليمني.
- مجموعة هائل سعيد أنعم – إقليم اليمن.
- شركة ياعوين.
- المؤسسة الوطنية للتمويل.
- مستشفى المتوكل النموذجي.
- مركز نماء للأعمال والتنمية.
- بنك اليمن والكويت.
- كاك بنك.
- إبداع سوفت.
كما قدّم ممثلو المؤسسات الوطنية أوراق عمل ومداخلات أشاروا فيها إلى المهارات الأكثر طلباً في سوق العمل، مؤكدين ضرورة تطوير البرامج الأكاديمية وربطها بتدريب عملي حقيقي في بيئات العمل المحلية والإقليمية، مع التركيز بشكل أوسع على الجانب التطبيقي وربط المقررات باحتياجات تلك المؤسسات.
وتخلل الورشة عرض تجارب لخريجي الجامعة الذين يعملون حاليًا في سوق العمل، حيث تحدثوا عن أبرز التحديات التي واجهوها عند انتقالهم إلى المجال المهني، وكيف تمكنوا من استثمار معارفهم ومهاراتهم في مواقع عملهم.
وقد أسفرت النقاشات عن جملة من النتائج والتوصيات تقدم فيها المشاركون في هذه الورشة.
وفي ختام هذه الورشة، أكد المشاركون أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات التي تعزز الشراكة بين الجامعة والمجتمع، وتدعم توجهها نحو جودة التعليم وتخريج كوادر مهنية مؤهلة تلبي تطلعات التنمية في اليمن.
بهذه الخطوات الريادية، تواصل جامعة العلوم الحديثة ترسيخ مكانتها كجامعة سبّاقة في الابتكار والتطوير، وفاعلة في دعم التحول نحو تعليم أكثر مرونة وارتباطاً بالسوق.


