يحيى علي الحباري قبل أن يكون عضوا في مجلس الشورى هو شخصية اجتماعية سياسية لها بصماتها في التاريخ السياسي والاجتماعي وهذا جعله أن يكون صاحب رؤى وتجارب مستوعبه لطبيعة الأحداث وتعقيداتها على نحو مكنه من التعامل بفهم وإدراك ومعرفة معها.. التقيناه في حوار خاص ونحن على مشارف الحدث التاريخي الهام والذي يوافق الـ «21» من فبراير وهو موعد الانتخابات الرئاسية المبكرة وناقشت معة جملة من القضايا المرتبطة بالجانب السياسي الراهن وكذا العلاقات الإستراتيجية والآنية ، وكيفية التعامل ومواجهة التحديات التي تواجه مستقبل اليمن وكيفية تجاوزها هذا وأكثر في تفاصيل الحوار :-
*بداية نود أن نعرف وجهة نظر الشيخ يحيى الحباري إلى مايجري اليوم في الساحة اليمنية ،خاصة ونحن نقترب من الحدث التاريخي الهام الذي يفصلنا عنه يوم واحد وهو يوم 21 فبراير موعد الانتخابات الرئاسية المبكرة؟
- بداية أشكركم على استضافتي في هذا الحوار والذي أؤكده بأن اليمن مرت بأزمة شديدة ومؤلمة راح فيها ضحايا من الجيش والمواطنين بالآلاف ونتج عنها مأساة كبيرة ،ولكن ربنا وفق الأشقاء والجيران الخليجيين لاحتواء هذه الأزمة وإخراج اليمن من مأساته وذلك من خلال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والذي كان لها الدور الأساسي في إخراج اليمن من المأساة ونتمنى من كل الأطراف السياسية في اليمن المتمثلة في حزب المؤتمر وحلفائه وأحزاب اللقاء المشترك وشركائه بتنفيذ المبادرة وآليتها بحذافيرها كاملة دون أي انتقاص ، في نفس الوقت اليمن يمر في وئام غير مسبوق النظير بعد مأساة وحرب كان هناك شتات والآن أصبح اليمن في وئام ولنا الآن احتفالات ومهرجانات انتخابية كبيرة بوفاق وطني شامل، فاليمن الآن نحو مستقبل مبشر بخير ، فأسأل الله القدير أن يوفق جميع الفر قاء السياسيين والأحزاب المتحالفة لإخراج البلاد من هذه الأزمة .
* كيف تنظرون إلى حكومة الوفاق الوطني ، بمعنى هل ترون فيها الأمل المنشود لإخراج اليمن من دائرة الصراعات والانهيار الاقتصادي إلى بر الأمان؟
- حكومة الوفاق الوطني ماشية الآن بدون قرارات حاسمة فالذي لمسته في بعض المؤسسات من مظاهرات وإقصاء لقيادة المؤسسات أعتبرها أنها فتنه كبيرة جدا تطيح بالبلد لأنها تدمر مؤسساتها ، فأتمنى من حكومة الوفاق الوطني إيقاف هذه المأساة وترك المؤسسات كماهي عليه حتى تنتهي الفترة الانتقالية وسيتم الإصلاح بشكل عام وشامل.
* توقعاتك للمرحلة القادمة خاصة بعد إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة ؟
- أنا واثق إن شاء الله بأن الرئيس القادم المشير عبد ربه منصور هادي سيخرج اليمن إلى بر الأمان وسيعمل بموجب المبادرة الخليجية والية تنفيذها على الحوار الوطني الشامل لكل الأطراف اليمنية وذلك لإيجاد دستور جديد لحل قضايا اليمن بشكل عام .
«* توجد هناك تحديات تواجه مستقبل اليمن ومنها قضية صعده » الحوثيين والقضية الجنوبية خاصة عند إعلان كلا منهما بمقاطعة الانتخابات الرئاسية المبكرة ؟ أتعتقد أن بإمكان اليمنيين بعد الانتخابات الرئاسية إنهم سيتمكنون من تجاوز مثل هذه التحديات ؟
- لا أخفيك بأن الحوثيين شريحة كبيرة ولكن هناك قضية أكبر من ذلك وهي قضية القضية الاقتصادية قضية الأمن الاقتصادي والغذائي وما يعانيه الشعب اليمني من فقر وتدهور في الاقتصاد الوطني وهذه هي المأساة الكبرى . لكن إن شاء الله سوف يتجاوز اليمنيين مثل هذه التحديات ويحققون الأمن والاستقرار والمحبة الأخوية الصادقة .
*انتم عاصرتم الكثير من الأحداث السياسية من خلال معايشتكم لهذه الأحداث أوبالا صح من خلال خبرتكم وتجربتكم ، ماهي الرؤية التي ترونها لإمكانية تجاوز الإخطار الراهنة والمستقبلية التي يواجهها هذا البلد ؟
-إذا أصلح الاقتصاد وأوفوا الأشقاء الخليجيين بوعودهم لإصلاح الأوضاع الاقتصادية ، أنا واثق بأن البلد سينتقل إلى الأفضل ، وستحل معظم المشاكل التي يعاني منها الشعب اليمني..وأهم شيء هو وجود الوفاق الوطني والتسامح فيما حصل ،فإذا وجد التسامح فيما حصل في السنة الماضية وظل التوافق كما هو عليه في مثل المهرجانات التي تقام هذه الأيام فأعتقد أنه المستقبل الجديد والزاهر وسيكون في ألف خير إن شاء الله .
*كيف يقرأ الشيخ يحيى الحباري العلاقة اليمنية السعودية خاصة في هذه الفترة؟
-العلاقة اليمنية السعودية علاقة أخوية أزلية صادقة منذ حوالي خمسين سنه والسعودية لها الفضل الكبير في مساعدة اليمن في كل الظروف أين كانت ، وأعتقد أن وقوف السعودية إلى جانب اليمن في الفترة الماضية وأيضا في المستقبل القريب سيزيح أثار كبيرة جدا من الأزمة التي يعيشها الشعب اليمني ، فالسعودية دولة شقيقة وحميمة خيرها من خير اليمن وشرها من شر اليمن .
*هل توجد أجندة خارجية تسعى لإدخال اليمن في دوامة صراع داخلي أي تريد أن تدخل اليمن في حروب أهلية ؟
-حتى وإن وجدت فالشعب اليمني حكيم وعاقل ويعرف كيف يتصرف في كل الأحوال ، فالشعب اليمني لايتأثر بالرياح بل الرياح هي من تتأثر منه .
*ما تعليقك حول الأزمة الراهنة التي تمربها بلادنا ، وما مدى تأثيرها على الاقتصاد الوطني ؟
«-الأزمة أثرت تأثير كبير على الاقتصاد الوطني فالاقتصاد دمر دمار شامل نتيجة للحرب التي حصلت في السنة الماضية وأشتل الاقتصاد وانهار ،ولكن السياسة الحكيمة التي أنتهجها محافظ البنك المركزي في الحفاظ على استقرار وضع سعر الدولار هي من خفف قليلا من المعاناة وهذا بحنكة قيادة البنك المركزي ، ولكن رغم ماقدموه إلا أن الاقتصاد منهار والاحتياطي العام انخفض بشكل غير عادي وموارد البلاد أصبحت محدودة والمغتربين أحجموا عن إرسال ورفد اليمن بالأموال نتيجة هذه الأوضاع ، ولكن البلد إن شاء الله ستعود الى الخير ولا ننسى الفضل ولا ننكر الجميل فيما قدمه الرئيس علي عبد الله صالح في بناء الاقتصاد اليمني وإخراج اليمن من مأزق كبيرة وما بذله من جهود في الحفاظ على أللحمه الوطنية » الوحدة اليمنية التي هي من أهم منجزاته ، ولكن الآن الأمل في الرئيس القادم عبدربه منصور هادي بأن يضع علامة صح كبيرة في إصلاح الأوضاع الاقتصادية .
ماهوالدور الذي ستقومون به أنتم كرجال أعمال في الانتخابات الرئاسية ؟
-نحن قدمنا الكثير في الانتخابات الرئاسية وهذا واجب وطني وسنواصل الدعم ونعمل كل مافي إمكاننا لإنجاح الانتخابات الرئاسية ، فأنا طبعت مليون صورة لمرشح الرئاسة ولازلت مستمر في الحملة الانتخابية فأنا اعتبر نفسي قائد من قيادة الحملات الانتخابية لمرشح الرئاسة .
*كلمة أخيرة تود أن تقولها ؟
-ندعو حكومة الوفاق الوطني إلى سرعة إزالة المتارس الموجودة والتي لازالت قائمة نأمل من حكومة الوفاق الوطني ومرشح الرئاسة بالضغط على إزالة هذه المظاهر المؤلمة ،كما ندعو إلى سرعة إعادة الكهرباء إلى أمانة العاصمة التي عانت وتعاني الكثير والذي لم يسبق لها أن عانتها منذ خمسين سنه ، كما أدعو إلى إنهاء وإزالة ظاهرة التقطعات التي تحدث بين الفينة والأخرى في بعض المحافظات.