حوارات نُشر

منير داعر في حديثة ل" الاستثمار"انتقد غياب القطاع الخاص عن الهم الوطني ، وطالب الحكومة بإشراكه في القرار الاقتصادي ..

 

منير داعر عضو بارز في مجتمع الأعمال في اليمن. ، كان مصرفياً في الإمارات العربية المتحدة. في العام 1990 ترك الأعمال المصرفية وأصبح مستشاراً تجارياً في الإمارات وأوروبا.

 الى جانب نشاطه الاستثماري ، يبرز داعر بوصفه ناشطا وداعما للعديد من القضايا السياسية والاجتماعية في اليمن وهو رئيس مؤسسة “إنجاز اليمن” ، وهي منظمة غير حكومية أنشئت لغرس روح ريادة الأعمال بين الشباب ،لتحويلهم إلى قادة أعمال في المستقبل. السيد منير يشغل منصب رئيس مجلس ادارة شركة دوم التي تعمل في قطاع النفط وقد تحدث الى “فاروق الكمالي” من “الاستثمار” عن رؤيته الاقتصادية والسياسية لليمن خلال المرحلة الانتقالية ، كما طرح مقترحات لنشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية في اوساط الشركات.

 

  في مجال المسؤولية الاجتماعية انشئت مؤسسة انجاز اليمن ، لدعم الطلاب المتفوقين ، هل وجدتم تفاعلا من القطاع الخاص؟

- للأسف القطاع الخاص لم يساهم في دعم النشاط العلمي لانجاز اليمن ، هناك فقط خمس شركات تتفاعل مع أنشطتنا.

- المؤسسات والشركات الكبيرة لم تقدم اي دعم . وهذا  شيء مؤلم، مع ان جزءا كبيرا من انشطة انجاز اليمن يهدف الى تدريب الشباب وتعريفهم بشركات القطاع الخاص بحيث يتخرجوا وعندهم المام وفكرة وافية عن الشركات وطرق إدارتها

“انجاز اليمن”  دربت عددا كبيرا من الشباب ، اكثر من 3000 طالب وطالبة لحد الآن منذ نهاية 2009 ، حدث بطء في النشاط  خلال 2011 مع الأحداث السياسية ، مع ذلك دربنا حوالي 400 طالب.

في نوفمبر 2012 شاركنا في مسابقة بالعاصمة القطرية الدوحة وحققنا المركز الأول على المستوى العربي وحصدنا اول جائزة أو أول انجاز علمي حصد اشادات عربية واسعة على رأسها اشادة الملكة رانيا لعبدالله.

لم نحظ بأي تشجيع رسمي ، لكن رغم ضعف التشجيع والامكانيات حصد الفريق اليمني المركز الاول عربيا.

وللأسف وبعد العودة لم يستقبلنا اي مسئول فيما بعد و لم يتم تكريم الطالبات من قبل اي مسئول حكومي على الرغم من أهمية الانجاز الذي تحقق.

  إنجاز اليمن تقودنا الى الحديث عن مفهوم المسؤولية الاجتماعية.. وهل الوعي الاجتماعي موجود لدى الشركات في اليمن؟

هناك وعي باهمية هذا الجانب لكن لا يوجد استعداد للعمل والمساهمة، هناك شركات قليلة لديها استعداد للمساهمة الفاعلة في التنمية الاجتماعية ، وتدرك ان دعم الانشطة الاجتماعية فيه دعاية للشركات التجارية وترويج لعلاماتها وشعاراتها.

  كيف يمكن نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية؟

- الوعي الاجتماعي موجود، لكن تنقصنا الارادة ، المسؤولية الاجتماعية تحتاج الى شعور بالمواطنة أكثر، ينبغي ان يدرك القطاع الخاص ان المساهمة الاجتماعية تعود بالنفع على المساهمين على المدى القصير وعلى المدى الطويل.

يستفيد من هذه المساهمات التنموية ابناؤنا وبلدنا ، لأن ازدهار البلد يشمل الجميع ، نمو البلد والمساهمة في خدمة التنمية لا يمكن ان تتم بدون شعور بالانتماء للوطن ، نحن نحتاج الى تعزيز قيم المواطنة والشعور بالانتماء .

  لماذا يغيب القطاع الخاص في الميدان الوطني؟ وبرأيكم ماهو الدور المتوقع من القطاع الخاص خلال المرحلة الحالية؟

- القطاع الخاص في اليمن لم يصل بعد الى مرحلة الهم الوطني ، وينبغي ان ندرك ان فترة المصالح الشخصية قد انتهت ، وعلى قطاع الاعمال الاضطلاع بدور أكبر تجاه الوطن، وعليه المساهمة في انجاز المرحلة الاخيرة لثورة فبراير 2011 من خلال توفير فرص العمل وتحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية.

الغرفة التجارية ينبغي أن تصبح غرفة صحيحة لا غرفة مصالح لاطراف معينة.

  وما هي مسؤولية الحكومة تجاه القطاع الخاص؟

- لابد من اعطاء القطاع الخاص الدور المتوقع ، ويجب إشراكه في صنع القرار الاقتصادي ، وكمثال فان عدم إشراكه في قانون ضريبة المبيعات ، أدى الى أزمة حقيقية بين الحكومة والتجار.

  برأيكم كيف يمكن أن تصبح اليمن بلداً جاذباً للاستثمارات؟

- الاستثمار يحتاج الى بيئة آمنة ، الأمن هو الركيزة الاولى للاستثمارات ، لذا لابد من مواجهة المشكلة الامنية ومعالجتها بالمواجهة المسلحة كما هو دائر الان ، او المعالجة بترسيخ قواعد العدالة الاجتماعية والعلم وتوفير فرص العمل، بالاضافة الى المعالجات السياسية.

  برأيك ماهي مشكلة اليمن ، هل غياب الموارد ام ضعف الادارة؟

- الموارد موجودة ، اليمن تنعم بثروات كبيرة متنوعة نفطية وزراعية وسمكية ، لدينا القوة البشرية وهي ثروة لا يستهان بها.

لدينا الموقع الجغرافي الممتاز الذي نستطيع الانطلاق من خلاله الى افريقيا والى الشرق والغرب، ولدينا الموارد التي قد تغنينا عن مساعدات المانحين اذا توفرت الارادة والادارة والمشروع الوطني.

نحتاج الى مشروع لتحويل العلاقات مع المانحين الى الشراكة ، كما نحتاج الى برنامج وطني لاستغلال الموارد والامكانيات الموجودة بالشراكة مع الدول المانحة.

المشكلة هناك ضعف في الادارة ونحن نحتاج فعلا الى مدراء يستطيعون ادارة الوطن وادارة الاقتصاد والسياسة.

  ما هي الخيارات المتاحة أمام اليمن خلال المرحلة الانتقالية الحالية؟

الفترة الانتقالية هي الفرصة الوحيدة الموجودة امامنا ان لم نتمكن من قيادة البلد الى بر الامان ، فستكون النتائج كارثية.

واعتقد انها الفرصة الاخيرة على الاقل بالنسبة لجيلي ، ان لم نأخذ بهذه الفرصة المتاحة في أيدينا ، اعتقد نحن مقدمون على كارثة قد لا ننجو منها ، هذه هي الفرصة الاخيرة.

والفشل ليس مقبولا ، هذه الفرصة الوحيدة لاتقاد البلد.

الثورة الوحيدة الحقيقية التي حصلت في تاريخ اليمن هي ثورة 2011 ، لأن الشعب هو من طالب بالتغيير ، وسابقا كانت تتم انقلابات او حركات تنفذها النخبة.

لدينا مشاكل كثيرة منها قضية مشكلة الجنوب وهي قضية كبيرة ولا بد من إيجاد حلول لها ولكن بشرط يكون ضمن حلٍ يمني ، أنا أرفض الحل التشطيري واعتقد بان الخيار المتاح أمامنا هو انقاذ الوحدة اليمنية عن طريق تبني نظام فيدرالي ، لا توجد حلول اخرى.

مشاكلنا اغلبها داخلية يمنية والحل لابد ان يكون يمنيا وغير مستورد من الإقليم او من اي أطراف دولية ، لكن ينبغي ان تأخذ الحلول في الاعتبار مطالب أبناء المناطق ، يجب أن نأخذ جيدا وبعين الاعتبار مطالب الجنوبيين وان يكون الحل مرضيا لهم , نريد حل مشكلة الجنوب بما يرضي اهل الجنوب ، لأن المظالم وقعت عليهم ، انا جنوبي واعرف حجم المشاكل والمعاناة التي طالت اهل الجنوب.

لا يمكن ان نعالج مشكلتي الجنوب او صعدة بعيدا عن تطلعات الناس في هذه المناطق، لأن تجاوز الماضي وحل المشكلات يستلزم تعاون الاطراف العسكرية التي تملك السلاح مع رئيس الجمهورية.

  كيف تنظر الى الدور الاقليمي والدولي لدعم اليمن؟

- المطرقة الدولية تستطيع أن تساهم بشيء، مهمتها المساندة وليس القيام بالعمل نيابة عن اليمنيين.

كلمة أخيرة تود قولها؟

الفرص موجودة واليمن بلد واعدة ، وربما نستطيع ان تكون من احسن الدول في المنطقة ، لدينا الفرص الاقتصادية والطاقة البشرية والموقع الاستراتيجي .

لدينا ما يؤهلنا لان نكون في قيادة الدول الواعدة بالمنطقة . الشيء المطلوب من اليمنيين ان يضعوا اليمن في البداية وفي صدارة اهتماماتهم ، لأن المصالح الوطنية هي ستعطيك المصالح الشخصية ، لكن الجري وراء المصالح الشخصية يجعلك 

تخسر مصالحك ومصالح وطنك.

 

 

مواضيع ذات صلة :