أشاد الأستاذ صلاح الباشا الرئيس التنفيذي لبنك التسليف التعاوني الزراعي بدور القطاع المصرفي خلال الأزمة التي شهدتها اليمن, مشيراً إلى أن السياسة المصرفية اليمنية ما يزال يشوبها بعض القصور، مرجعا السبب إلى البيئية التي تعمل فيها, كما استبعد وقوع انهيار للاقتصاد الوطني الذي قال إنه على الحافة. كما تحدث عن قضايا اقتصادية ومالية أخرى.... مقتطفات
الاستثمار |حميد العواضي
• كيف تقيم أداء القطاع المصرفي في اليمن خلال الفترة الماضية؟
كان أداء القطاع المصرفي خلال الفترة الماضية جيداً، واتسم بالتماسك رغم ما شهده اليمن من أزمات، ويتضح هذا من خلال استقرار صرف الريال أمام العملات الأخرى. وقد أثبت أنه القطاع القوي والصلب, استطاع ان يحافظ على استقرار الوضع المالي في اليمن. ولم يتأثر بالأحداث التي شهدتها اليمن.
• وما صحة التنبؤات بأن اليمن سيواجه انهياراً اقتصاديا ومالياً؟
هذا الكلام نسمعه منذ أربع سنوات ولم يحدث شيء بفضل الله, اليمن سيتجاوز هذه الازمة بكل اقتدار.
وأطمئنكم بأنه لن يحدث أي انهيار رغم المشاكل الحاصلة.
• افهم من كلامك أن ما يشاع عن أزمة مالية واقتصادية خانقة تواجه اليمن لا أساس له من الصحة؟
صحيح أن هناك أزمة كبيره تواجه اليمن, ونحن نمشي على الحافة.
ولكننا لن ننهار وسنتجاوزها بإذن الله ونتفادى الانهيار.
• ما الدور الذي يقوم به القطاع المصرفي لتفادي الانهيار؟
للقطاع المصرفي دور كبير في هذا الجانب ويتمثل في تغطية السوق بالعملة الصعبة من أجل الحفاظ على استقرار صرف العملة الوطنية مقابل الدولار وتمويل المشاريع الاستثمارية ودوره ملموس على ارض الواقع في هذا الجانب وغيرها من التدابير التي اتخذها.
• كيف تقيم التجربة التي قام بها البنك وتحوله من بنك إقراض زراعي وسمكي إلى بنك شامل؟
لولا هذا التحول لأغلق البنك و تم إعلان إفلاسه أو تصفيته في عام 2004م على أقل تقدير وقد كان هناك توجه رسمي بذلك, كما أننا لسنا البنك الوحيد في العالم الذي قام بهذه الخطوة فهناك بنوك في العديد من الدول قامت بنفس الخطوة.
ونحن في بنك التسليف التعاوني الزراعي لولا هذا التحول لما قفزنا من المرتبة 16 التي تعتبر في ذيل قائمة البنوك إلى المرتبة الأولى بين البنوك العاملة في اليمن.
• هناك انتقادات توجه إليكم بأن بنك التسليف التعاوني الزراعي انحرف عن مهامه الرئيسية في إقراض ودعم المزارعين إلى بنك شامل؟
هذا سؤال مهم جداً فالبنك ظل يمارس مهامه في الخدمات المصرفية وخدمة عملائه ولا يمكن أن أخاطر في أخذ أموال المودعين وأدخل في التنمية ومخاطرها والتي يجب أن يكون لها دعم حكومي. والبنك لم يتلق أي دعم لهذا الجانب, لكنه ظل يحافظ على خدمة صغار المزارعين. ومن الممكن أن تقوموا بعمل مسح فستجدون النتائج الايجابية على المزارعين المستفيدين من قروض البنك حتى وإن كانت قليلة, لكن المستفيدين حصلوا عليها, بينما كبار المزارعين لم نستطع أن نحصل منهم القروض السابقة فهل اتجرأ مرة أخرى واخذ أموال المودعين وأقرضهم مرة أخرى دون أن أحصل عليها بالمرة أعتقد أن هذا لا يرضى به عقل. ومن أجل المحافظة على هذا الدور قمنا بإنشاء قطاع متخصص للتمويل الزراعي والصيادين ومربي المواشي والنحل. وسيتم تدشين البرنامج قريبا بدعم من الصندوق العربي للتنمية والذي مول هذا البرنامج ب 50 مليون دولار بالإضافة الى مساهمة البنك في هذا البرنامج, كما أن لدينا إستراتيجية كبيرة لتطوير هذا الجانب للأعوام القادمة وسنبدأ بتنفيذها من هذا العام إن شاء الله.
• لكن أغلب هذه القروض لا تذهب لمستحقيها؟
ما كان يحدث في الماضي لن يتكرر. وأؤكد لك بأن القروض الزراعية والسمكية لن تذهب إلا لمستحقيها والأشخاص المستهدفين وهم صغار المزارعين والمشاريع الزراعية والاستثمارية المدروسة, ولن تكون بنفس الطريقة التي كانت تقدم في السابق.
• ما هي أبرز المشاريع الاستثمارية للبنك؟
بالنسبة لكاك بنك فهو لا يدخل في استثمارات مباشرة ولكنه يدعم مشاريع استثمارية ومستثمرين كثرين في عدة مجالات منها الصناعية والزراعية السمكية والتجارية, ويقوم بتمويلها وفقا لسياساته, وأما بالنسبة للاستثمارات المباشرة فيقوم بها كاك الإسلامي والذي لديه استثمارات في المجال العقاري بالشراكة مع شركة إنماء العقارية في مدينة عدن، ولديه الان خطة للتوسع في هذا المجال. ولكننا بحاجة الى استقرار أمني وسياسي حتى تعود الاستثمارات الى طبيعتها.
• ما هو تقيمكم لأداء البنوك اليمنية في الجانب الاستثماري؟
البنوك في الوقت الراهن تتجه نحو الاستثمار السهل والمتمثل في أذون الخزانة.
• كلمة اخيره تود قولها؟
أتمنى ان تعمل الحكومة الحالية بروح وطنية بعيدة عن الحزبية, وتجعل مصلحة الوطن فوق كل المصالح وأتمنى أن أرى يمنا مستقر وآمن ومزدهراً.
* مجلة الاستثمار العدد "43"