شدد الدكتور علي حسين الأشول, أستاذ ريادة الأعمال في جامعة العلوم والتكنولوجيا, على ضرورة الاهتمام بريادة الأعمال؛ كونها بوابة التنمية, لاسيما في الدول النامية.
وطالب من الحكومة أن تدمج ريادة الأعمال في التنمية من أجل التسريع بالنهوض؛ كونها مستقبل البلد ورواد الأعمال هم أحد أعمدة المجتمع المستقبلية.
إلى الحوار
بداية نود أن تحدثنا عن مفهوم ريادة الأعمال؟
ريادة الأعمال موضوع جديد على المنطقة ككل, وليس على اليمن فقط, ولم يؤلف في هذا المجال سوى كتابين, أحدهما لمؤلف سعودي, والآخر كتابي هذا, الذي يعد الثاني على مستوى المنطقة, والأول في اليمن.
ريادة الأعمال تعني أن الشباب يسبقون عصرهم, وإذا كانت الموارد قليلة؛ فإن مورد العقل والإبداع لا ينضب؛ فهذه الفكرة التي بدأت في أوروبا لان معدلات التنمية تباطأت لأنها دول متقدمة ومواردها قلت وآلياتها استنفدت فأصبحت المعدلات عندهم من 1-2 بينما في الصين والهند من 8-10 وبالنسبة للريادة في الدول النامية هي مهمة جدا لتستقطب أكبر عدد من فئات المجتمع وخصوصا من الشباب فالريادة بناء وإدارة مشاريع بشكل إبداعي مبتكر تكون فيها مخاطرة لكنها مخاطرة محسوبة وهي فرص لم تكن ينظر إليها في الظروف العادية لكن من خلال الرياديين هي فرص تقتنص وتساهم في تسريع عملية التنمية الاقتصادية.
وريادة الأعمال علم حديث, وبدأنا في اليمن نساهم في نشر ريادة الأعمال من خلال كتاب ريادة الأعمال في الجمهورية اليمنية.. مدخل متكامل (الجزء الأول المدخل النظري), وأيضا من خلال أبحاث وندوات وورش عمل.
يقترن مفهوم ريادة الأعمال بجامعة العلوم والتكنولوجيا.. برأيكم ما سبب ذلك؟
جامعة العلوم والتكنولوجيا لها دور في هذا الجانب منذ وقت مبكر, ولها مشاركات محلية وعربية وإقليمية, واليمن باعتبارها تمر بظروف في غاية التعقيد فالمشروعات الصغيرة أصبحت مهمة وأمر جوهري جدا لاسيما ونحن مقبلون على مصالحة وإعادة الإعمار.
هل يعد الاختراع والابتكار من مجالات ريادة الأعمال؟
الاختراع يظل اختراعا, أيا كان مجاله وتخصصه, لكن إذا تحول الاختراع إلى مشروع؛ فهنا نقول بأنه دخل في مفهوم ريادة الأعمال.
كيف تنظرون إلى مستقبل ريادة الأعمال في اليمن؟
أنا شخصيا متفائل جدا بريادة الأعمال في اليمن من خلال الشاب المكافح والمبدع؛ فظروف الحرب والصعوبات التي تمر بها البلاد أوجدت لنا جيلا رياديا يتحدى الظروف ولا يقف مكتوف الأيدي, وأتوقع من حكومة المصالحة بعد الحرب أن عندهم خطة لإعادة الإعمار, وهنا يأتي دور الشباب من خلال ريادة الأعمال؛ فريادة الأعمال ستكون في الطليعة وفي المقدمة, ونحن كأكاديميين وجامعيين مستعدين لأن نكون في الطليعة لدعم ريادة الأعمال
ماذا عن تجربة جامعة العلوم في ريادة الأعمال؟
تجربة جامعة العلوم والتكنولوجيا تجربة فريدة ورائدة, وهي من الجامعات الأوائل التي بدأت بالاهتمام بريادة الأعمال, سواء في برنامج البكالوريوس أو الماجستير, أما في بقية الجامعات فإما في البكالوريوس أو الماجستير, وإن لم توجد في البرنامجين؛ فتوجد في ورش عمل وندوات ودورات تدريبية؛ فالأمور مبشرة على مستوى الجامعات لاعتماد ريادة الأعمال, وفي المستقبل ستشهد البلاد نهضة من خلال ريادة الأعمال أكثر من أي مجال آخر.
ما هي نظرتكم لمستقبل الاقتصاد؟ وما هو دور ريادة الأعمال للنهوض به؟
الاقتصاد سيكون أفضل على الرغم من كل العثرات الحالية التي تعرض لها؛ فالمجتمع اليمني مجتمع شاب ومكافح وعامل ونشيط؛ فقط يحتاج إلى هدوء واستقرار, وفي حال توفر له ذلك؛ فسوف ينهض بوطنه في كافة الجوانب ومنها الجانب الاقتصادي, فالمجتمع اليمني ناجح في تجارته سواء داخل البلد أو في بلدان الاغتراب؛ فالحرب والظروف الحالية تمثل حجر عثرة أمام المجتمع اليمني, ولا تمثل له إعاقة.
نود أن تحدثنا عن كتابك الخاص بريادة الأعمال؟
الكتاب مقسم إلى 8 أبواب, وهو الجزء الأول, وسيعقبه الجزء الثاني, وهو النظري وهو مقسم إلى 8 فصول, فصل في البداية يتحدث عن تطور مفهوم الأعمال, والفصل الثاني يتحدث عن المفاهيم الأساسية في ريادة الأعمال, ثم الفصل الثالث ويحاول تقديم تعريف لرائد الأعمال, ثم في الفصل الرابع يتحدث عن الإبداع والابتكار, وفي الفصل الخامس يشرح مفهوم المشروع الريادي مثل خصائصه, وفي الفصل السادس يتحدث عن ريادة الأعمال في عالم اليوم, وفي الفصل السابع يتحدث عن ريادة الأعمال في الجمهورية اليمنية, وفي الفصل الأخير يتكلم عن 40 تجربة ريادية يمنية, سواء التي تم رصدها في الميدان الواقعي أو من خلال التجارب التي تتم من خلال الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي, وكل التجارب, سواء الميدانية أو الافتراضية عبر الانترنت هي تجارب ملهمة يجب التوقف أمامها واستلهامها, وعكسها على الواقع العملي.
ماذا يتوجب على الحكومة للنهوض بريادة الأعمال؟
ريادة الأعمال هي منظومة متكاملة, ليست الشاب المبدع صاحب الفكرة الريادية, ولا المشروع الريادي؛ بل هي منظومة تبدأ من السياسة الحكومية والتشريعات القانونية والممولين والدعم غير المحدود من كل جوانب المجتمع ومراكز التدريب؛ فكل هذه تمثل منظومة ؛ فبالتالي أنا اعتقد أن الحكومة من خلال توجيهها لكل هذه العناصر تقدر أن توجد واقعا مناسبا لريادة الأعمال وأن تشجع ريادة الأعمال وبدل أن يكون لدينا رواد أعمال؛ يصبح عندنا مجتمعا رياديا؛ فالشعب اليمني بعد التحديات والظروف التي مر بها أصبح جاهزا لأن يكون مجتمعا رياديا, ولديه استعداد لأن ينطلق, فقط ما تزال الظروف الحالية تمثل له حجر عثرة, ولكن عندما تستقر الأمور سينطلق بقوة.
ما ذا عن قسم ريادة الأعمال في الجامعة؟
لدينا إدارة أعمال, وفيه تدرس مادة ريادة الأعمال وفي الترم الثاني مقرر التطبيق العملي؛ حيث يطبق الطالب ما تعلمه في ريادة الأعمال لكي يعمل خطة مشروع خاص به فبدل أن يتخرج ويبحث عن وظيفة؛ يتخرج وهو رجل أعمال, وعدد الذين تخرجوا من القسم منذ أن تم اعتماد المقرر ما بين 600-800 وربما 1000خريج من جميع تخصصات الكلية, وهذا ما يخص جامعة العلوم ولك أن تتخيل الخريجين من بقية الجامعات.
دعوتك للحكومة والمجتمع في هذا المجال؟
أنا متفائل, وأعكس تفاؤلي بأني أناشد التفاؤل في قلب كل يمني بأن يخرج إلى أرض الواقع, وأناشد الحكومة الحالية أو المقبلة أن تضع خطة واضحة لإدماج ريادة الأعمال في التنمية من أجل التسريع بالنهوض؛ فليس عندنا وقت نضيعه؛ فريادة الأعمال هي بوابة النهوض في الحاضر والمستقبل, ورواد الأعمال سيكونون عمودا من أعمدة هذه الانطلاقة.
الدكتور علي الأشول: ريادة الأعمال هي بوابة نهوض المجتمعات.
الاستثمار نت