حوارات نُشر

اللجنة الدولية للصليب الأحمر.. مهمة حماية متضرري الحرب

تؤدي اللجنة الدولية للصليب الأحمر تؤدي مهام عديدة في اليمن وما تزال تعطي الأولوية لحماية ومساعدة ضحايا النزاع وتعزيز دعم البنى التحتية الأساسية الهشة، حيث ركّزت في العام 2022 على أربع قطاعات رئيسية: الصحة والأمن الاقتصادي والمياه والحماية،

اللجنة الدولية للصليب الأحمر.. مهمة حماية متضرري الحرب

هذا ما اكده الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اليمن علي الداودي  في حديثه الى مجلة (الاستثمار) عن الدور الذي تقوم به اللجنة الدولية في اليمن، بالإضافة إلى الأنشطة الأخرى ذات الطابع الإنساني التي تهدف إلى التخفيف من معاناة اليمنيين، ودورها في توعية أطراف النزاع بالقانون الدولي الإنساني واحترام مبادئه الأساسية.. تفاصيل:

  • كيف تساهم اللجنة الدولية في إعادة تأهيل البنية التحتية في اليمن؟

في الفترة من يناير إلى يونيو 2022، قدمت اللجنة الدولية الدعم اللوجستي والتقني والمالي لـ 58 مرفقًا صحيًا، استفاد منها أكثر من مليون شخص في أجزاء مختلفة من البلد. وقد قدمت اللجنة الدولية أكثر من 112,000 خدمة عبر 6 مراكز لإعادة التأهيل البدني التي تدعمها في ست محافظات. كما نفّذت اللجنةُ الدولية بعض المشاريع التي ترمي إلى تحسين الأمن الاقتصادي، ودعمت أكثر من 300,000 شخص بحصص غذائية ومستلزمات منزلية أساسية ومساعدات نقدية غير مشروطة ومنح وقسائم نقدية لتعزيز سبل كسب العيش وحملات تحصين الثروة الحيوانية.

ومن المسائل الحيوية بالنسبة لملايين اليمنيين الحصول على المياه النظيفة، فخلال النصف الأول من عام 2022، زوّدت اللجنة الدولية أكثر من 670,000 شخص بالمياه الصالحة للشرب.

على سبيل المثال، قامت اللجنة الدولية مؤخرًا بتركيب منظومات ضخ المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية لتحسين إمكانية حصول السكان بمديرية مبين في حجة على المياه النظيفة، وذلك في إطار استراتيجيتها التي تهدف إلى استخدام مصدر نظيف ومستدام من الطاقة المتجددة والحد من معاناة الأشخاص الذين يجدون صعوبة في الحصول على المياه. لقد عانى أبناء هذا المجتمع الريفي البالغ عددهم أكثر من 36,000 شخص، بمن فيهم الأشخاص الذين نزحوا بسبب النزاع طوال سنوات بسبب حصولهم على المياه من مصادر غير آمنة ومستدامة وبأسعار باهظة.

  • ما الجهود التي تبذلها اللجنة الدولية لوقف القتال في اليمن؟

لايزال النزاع المسلح الذي طال أمده في اليمن دائراً منذ عدة سنوات، بعد عقود من النزاعات المسلحة التي تسببت بأزمة إنسانية هائلة في جميع أنحاء البلد. واللجنة الدولية منظمة إنسانية محايدة ومستقلة وغير متحيزة، تُجري محادثات ثنائية غير علنية مع جميع أطراف النزاع لنشر الوعي حول القانون الدولي الإنساني وضمان احترام مبادئه الأساسية. اللجنة الدولية هي الراعي لاتفاقيات جنيف وينصب جلّ اهتمامها بالسعي لحفظ حياة وكرامة الفئات المشمولة بحماية القانون الدولي الإنساني كالمدنيين والجرحى والمحتجزين وغيرها. ولا يمكن وضع نهاية لمعاناة الشعب اليمني إلا من خلال الحل السياسي، والذي سيمنحهم أملاً في مستقبلٍ أفضل.

  • ما أبرز المشكلات الأساسيّة التي تعترض عمل اللجنة الدولية؟

بسبب النزاع المستمر وما ترتب عليه من أزمة اقتصادية، يواجه اليمن واحدة من أكبر حالات الطوارئ التي تمس الأمن الغذائي في العالم، حيث يعاني زهاء 19 مليون شخص في شتى أنحاء البلد من انعدام الأمن الغذائي، وهو وضع لن يتحسن بدون زيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير وإيجاد حل على المدى الطويل.

وبسبب ارتفاع تكاليف الوقود على الصعيد العالمي، من المرجح أن يؤدي تصاعد النزاع في أوكرانيا إلى زيادة في أسعار المواد الغذائية، لا سيما أسعار الحبوب، وفي اليمن من المحتمل أن يواجه الناس مزيداً من الصعوبات في توفير ما يكفيهم وأسرهم من الغذاء.

يعاني الناس في العديد من المناطق في شتى أرجاء البلد من محدودية الحصول على الاحتياجات الأساسية مثل الرعاية الصحية الأولية، وقد اضطرت المنظمات الإنسانية إلى تقليص المساعدات نتيجة نقص التمويل، مما يعني أن عددًا أقل من الأشخاص سيحصلون على المساعدة التي يحتاجون إليها في وقت تتزايد فيه الاحتياجات بالفعل.

ويدور النزاع الذي يشهده اليمن في الوقت الراهن منذ عدة سنوات وقبل ذلك شهد البلد نزاعات مسلحة داخلية امتدت لعقد من الزمن. ونتيجةً لذلك، أصبح اليمن أمام أزمة جسيمة في الجانب الإنساني وفي جانب الحماية.

ففي حين تحولت انظار العالم نحو نزاعات جديدة وأزمات إنسانية أخرى، فإن وضع الناس في جميع أنحاء اليمن لا يزال مترديًا وينبغي ألا يغيب عن بالنا، حيث يوجد حوالي 23,4 مليون شخص (أكثر من 70 بالمائة أو ثلثي السكان البالغ عددهم 30,5 مليون نسمة) ممن هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ومن بينهم أكثر من 12,1 مليون شخص بحاجة ماسة للدعم. وخلال العام الماضي لم يطرأ أي تحسن على مستوى التحديات التي لا زالت ماثلة في الحياة اليومية لملايين الأشخاص في اليمن، ففي كل يوم لا يزال المدنيون يتأثرون بشكل مباشر أو غير مباشر بالأعمال القتالية، حيث إنهم يعتمدون بشكل كبير على الدعم الإنساني والحماية وإمكانية وصولهم إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة والمياه والصرف الصحي والأمن الغذائي.

ويمكننا الآن ملاحظة العديد من الآثار من الدرجة الثانية بين سكان اليمن الناجمة عن استمرار النزاع المسلح. يضطر الناس بشكل متزايد إلى اللجوء إلى آليات التكيف السلبية، والقليل منهم إن وجدوا تبقَى لديهم بالكاد بعض المُدخرات، في حين تضطر العديد من العائلات إلى بيع ما تبقى لديها من مقتنيات شخصية لشراء الطعام، حتى أن العديد من الأطفال تلاشت آمالهم في الحصول على تعليم مناسب، مما يثير المخاوف بشأن ضياع جيل آخر وبالتالي تضاؤل فرص تعافي اليمن لعقود قادمة.

  • ما هي آلية التعاون بين الصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر اليمني؟

تُعد جمعية الهلال الأحمر اليمني بمثابة شريكنا على الأرض، ونحن نعمل يداً بيد للوصول إلى المجتمعات التي تحتاج إلى مساعدة إنسانية. ويعمل أعضاء الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر معًا للاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن، حيث تتولى اللجنة الدولية قيادة وتنسيق استجابة الحركة على الأرض، وغالبًا ماتعمل جنبًا إلى جنب مع جمعية الهلال الأحمر اليمني وتقدم لها دعمًا كبيرًا.

في غضون ذلك، وبدعم مالي من اللجنة الدولية، يواصل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تقديم مختلف أشكال دعم بناء القدرات لجمعية الهلال الأحمر اليمني من خلال خطته التنموية في اليمن وممثليها في الميدان. كما يواصل جمع الأموال لتغطية الاحتياجات الإنسانية الملحة والمتنامية في البلد.

كما تساهم جمعيات وطنية أخرى للصليب الأحمر والهلال الأحمر في الاستجابة المشتركة من خلال تقديم دعم مالي وعيني سخي لجمعية الهلال الأحمر اليمني واللجنة الدولية. وتقدم الجمعيات الوطنية أيضًا الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات لليمنيين الذين فروا من النزاع ووجدوا ملاذًا في بلدان تلك الجمعيات، مثل مساعدتهم على إعادة التواصل مع ذويهم. ويعمل كلا من جمعية الهلال الأحمر اليمني واللجنة الدولية للصليب الأحمر كشريكين رئيسين على مساعدة الناس بصورة مستقلة في اليمن للوصول إلى أكبر عدد من المتضررين.

 تجمع اللجنة الدولية وجمعية الهلال الأحمر اليمني سبعة مبادئ أساسية تحكم عملنا: الإنسانية، الحياد، عدم التحيز، الاستقلال، التطوع، الوحدة، العالمية.

 تقدم اللجنة الدولية  الدعم المؤسسي لمختلف فروع جمعية الهلال الأحمر اليمني في مختلف المحافظات من خلال الموارد المالية والتقنية، فضلاً عن تقديمها للدعم في جانب تدريب موظفي ومتطوعي جمعية الهلال الأحمر اليمني في مجالات مختلفة مثل إدارة الموتى والرعاية الصحية والمياه والإسكان والاستجابة في حالات الطوارئ.

  • كيف تُقيّمون جهود الإغاثة التي تبذلها منظمات المجتمع الدولي في اليمن؟

على الرغم من الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لتقديم المساعدة لليمن لا يمكن إيجاد حل للوضع الإنساني إلا من خلال الجهود السياسية، وبالتالي لا بد من مضاعفة هذه الإجراءات حيث لا يُتوقع من الوكالات الإنسانية أن تحل محل دور الدول في إعالة شعوبها.

مع تحول الاهتمام العالمي نحو أزمات أخرى بارزة مثل أوكرانيا، يجب على العالم ألا يتخلى عن اليمن، إذ أن احتياجات الناس لم تتقلص مع ظهور أزمات أخرى حول العالم. ومن هذا المنطلق تحث الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر جميع الجهات المانحة على التعجيل بتوسيع نطاق دعمها للدول التي تقف دائمًا على حافة الانهيار مثل اليمن. كما تطالب الحركة المانحين الوفاء بالتزاماتهم لدعم الجهات الإنسانية المحلية الفاعلة، مثل جمعية الهلال الأحمر اليمني.

ينبغي مواصلة بذل الجهود ومضاعفتها لإيجاد حل سياسي للنزاع في اليمن.. لا يمكن أن نتوقع من المنظمات الإنسانية وحدها رعاية الملايين ومنع الاقتصاد من الانهيار.

  • كيف تتعامل اللجنة الدولية مع قضية السجناء اليمنيين؟

تهدف اللجنة الدولية إلى ضمان معاملة المحتجزين على نحوٍ إنساني وتحت ظروف احتجاز انسانية، بغض النظر عن أسباب اعتقالهم واحتجازهم. كما تسعى اللجنة الدولية إلى التخفيف من معاناة أسر المحتجزين ولا سيما من خلال إعادة الاتصال بين المحتجزين وأقاربهم.

في 15 أكتوبر 2020، نجحت اللجنة الدولية في إعادة أكثر من 1,000 شخص كانوا محتجزين سابقًا بسبب النزاع في اليمن إلى مناطقهم الأصلية أو إلى بلدانهم الأصلية في أكبر عملية من نوعها خلال النزاع المسلح المستمر.

تعمل اللجنة الدولية في اليمن منذ أكثر من 60 عامًا، ومن أولويات تفويضنا الأساسي هي الأشخاص المحرومون من حريتهم.

تزور اللجنة الدولية أماكن الاحتجاز التابعة لأطراف النزاع في اليمن في كلٍ من شمال وجنوب البلد من أجل مراقبة معاملة المحتجزين وظروفهم المعيشية. والهدف من تلك الزيارات هو ضمان إيلاء الاحترام لكرامة المحتجزين، وابقائهم على اتصال مع أسرهم، واحترام الضمانات الإجرائية، وضمان وجود ظروف احتجاز ملائمة، بما في ذلك حصولهم على خدمات الرعاية الصحية المناسبة. وبعد تلك الزيارات تشارك اللجنة الدولية بالملاحظات وتقدم التوصيات وترفع تقارير ثنائية غير علنية إلى السلطات، وتدعم اللجنة الدولية السلطات من خلال الخبرات الفنية والمساعدات المادية لضمان تحقق الحدّ الأدنى من المعايير.

  • كم يبلغ حجم التمويل السنوي الذي تنفقه اللجنة الدولية في اليمن؟

ميزانية العام 2022 تبلغ 134 مليون فرنك سويسري أنفقتها اللجنة الدولية لتنفيذ أعمال الحماية والوقاية التي تشتد الحاجة إليها، ودعم الوصول إلى الرعاية الصحية، وتقديم المساعدة في حالات الطوارئ، لا سيما في المناطق التي لا تعمل فيها الجهات الفاعلة الإنسانية الأخرى.


 

مواضيع ذات صلة :