بترول ومعادن نُشر

تقرير: عدم استقرار أسعار النفط يدعم التحول لاعتماد الغاز بديلاً

 Imageمع التذبذب الكبير لأسعار النفط، وتمتعه بمستويات طلب غير مرنة بشكل مستمر، في الوقت الذي تشهد فيه صناعة الغاز الطبيعي تطورا سواء في اكتشاف حقول جديدة, وضخامة حجم المخزون، توقع التقرير الأسبوعي لنفط الهلال أن تتجه الدول المستهلكة للنفط بكميات متزايدة نحو تغيير أنماط استهلاكها بلوغاً إلى التحول نحو استهلاك أكثر من الغاز على حساب النفط ومشتقاته.
 وأوضح التقرير أن التحول إلى الغاز الطبيعي سيكون له آثار إيجابية على المدى القصير والمتوسط والطويل الأمد، حيث سيتيح للدول المستهلكة قدراً أكبر للتخطيط والاتجاه نحو الاستثمار في حقول بدائل الطاقة التي لا حدود لها".
 ويؤكد التقرير, الذي أوردته صحيفة الحياة اللندنية, أن الطلب العالمي على استهلاك الغاز شهد تزايداً، بحيث يقدر معدّل نموه سنوياً بـ4 % لدى الدول النامية، و10 % لدى الدول الخليجية، و2 % على المستوى العالمي. ومع تطور سبل إنتاجه ونقله، وما يتمتع به من انخفاض في الأسعار وضآلة تأثيراته السلبية في البيئة، يتوقع أن يزداد الإقبال أكثر فأكثر خلال الفترة المقبلة، إذ دخلت الحكومات على خط دعم استخدام الغاز وتشجيعه بدلاً من مصادر الطاقة الأخرى.
وباتت مصانع السيارات ترفع من مستوى إنتاجها للسيارات المهجنة في اليابان، فيما تنتشر السيارات التي تعمل بواسطة الغاز في الولايات المتحدة وأوروبا، خاصة بعد الارتفاع الكبير في أسعار النفط، ليبلغ عدد السيارات التي تعمل بالغاز نحو 150 ألفاً، وهو رقم متواضع بالمقارنة مع إجمالي عدد المركبات، إلا انه يعتبر تحولاً كبيراً في أنماط الاستهلاك،
ومرشحاً للزيادة والتوسع مع عدم استقرار أسعار النفط على المدى الطويل. وقدم التقرير مثالا من مصر التى شهدت ارتفاعا كبيرا في أسعار المحروقات مع رفع الدعم الحكومي لها، مما أوصلا عدد السيارات التي تعمل بالغاز إلى 70 ألفاً وهي مرشحة لتصل إلى 300 ألف حتى سنة 2012. وأخيراً دخلت حكومة أبو ظبي على خط تشجيع التحول نحو استخدام الغاز بدلاً من النفط في السيارات، بإقرار حزمة حوافز في إطار سعيها إلى تقليل معدل التلوث في الإمارة.
 وأكد التقرير أن الحافز الأول في التحول نحو استخدام الغاز بدلاً من النفط لدى معظم الدول، هو انخفاض السعر مقارنة مع الوقود السائل، وبهدف تقليل التكاليف على المستهلك. ونجد أن عدد الدول التي تشجع على التحول لأهداف بيئية فقط، أقل من التي تشجع لأسباب اقتصادية. ويتوقع التقرير أن يبقى الاستثمار في الطاقة النظيفة مرهوناً بأسعار مشتقات النفط، وأن يبقى عامل الحفاظ على البيئة متأخراً أمام كل العوامل الأخرى مهما علت الأصوات المنادية بالتقليل من الانبعاثات
والإضرار بالبيئة. وكانت دراسة أعدها الخبير الاقتصادي في منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول "اوابك" علي حسن قد أكدت أن هناك تزايدا في أهمية الغاز الطبيعي وتوسعا وتنوعا في استخدامه نظرا لما يتمتع به من ميزات اقتصادية وبيئية, مؤكدة ان القرن الواحد والعشرين سيكون قرن الغاز كما كان القرن العشرين قرن النفط . وأوضحت الدراسة أن استهلاك الغاز الطبيعي في العالم تزايد بحوالي 20 % ما بين عامي 2000 و2007 ليصل الى 2921.9 مليار متر مكعب في عام 2007 بينما ازداد استهلاك النفط خلال نفس الفترة 11.6 %.

 

مواضيع ذات صلة :