بترول ومعادن نُشر

بيانات الوقود الأمريكية تبقي النفط فوق 64 دولاراً

Image صعد النفط يوم الثلاثاء فوق مستوى 64 دولاراً للبرميل، مدعوماً بارتفاع أسواق الأسهم، لكنه

لايزال مقيداً بالتوقعات، بأن تظهر التقارير المنتظر صدورها بشأن العرض والطلب في الويالات المتحدة ارتفاعاً في مخزونات منتجات النفط مرة أخرى.
وارتفع سعر الخام الأمريكي الخفيف في العقود الآجلة ثلاثة سنتات، إلى 64.01 دولار، بينما تراجع سعر خام القياس الأوروبي «مزيج برنت» ستة سنتات إلى 66.38 دولار، وتلا المكاسب الطفيفة المسجلة أمس ارتفاع بواقع 69 سنتاً في الجلسة السابقة.
وساعدت التوقعات بقرب حدوث انتعاش اقتصادي على ارتفاع النفط إلى أعلى مستوياته عند 73 دولاراً للبرميل في نهاية يونيو الماضي، لكن المخاوف من أن تكون هذه التوقعات مبالغاً فيها دفعت بالأسعار مرة أخرى إلى مستويات أقل من 60 دولاراً الأسبوع الماضي.
وانقسم المحللون بشأن ما إذا كانت المكاسب المدفوعة بما وصفوه بأنه «عوامل خارجية» ستكون قابلة للاستمرار، في سوق تشهد في الأساس زيادة في المعروض.

تأرجح لتصور الناس

وقال توني نونان، مدير قسم إدارة المخاطر بمؤسسة «ميتسوبيشي» في طوكيو، «السوق تتأرجح وفقاً لتصور الناس للاقتصاد الأمريكي، إنهم لا يعلمون بالفعل إن كان الانتعاش قابلاً للاستمرار، ويجرون تعاملاتهم على أساس البيانات المتاحة التي تنم عن التوقعات المستقبلية».
وأضاف «لكن العوامل الأساسية قصيرة الأجل لا تبدو قوية، لأن المخزونات لا تزال مرتفعة، ولهذا سنبقى في نطاق يترواح من 60 إلى 70 دولاراً لفترة من الزمن».
وارتفع مؤشر «أم إس سي آي» لأسواق الأسهم العالمية الرئيسة 0.5 بالمئة إلى مستويات قاربت ذروته المسجلة في يونيو الماضي، والتي كانت الأعلى منذ أكتوبر الماضي. وقال أوليفييه جاكوب من «بتروماتريكس»، «مادامت الأسهم تسجل مكاسب بناءً على الاعتقاد بأن الأسوأ قد مضى، فإن ذلك يعني أيضاً ارتفاع ثقة المستهلكين وزيادة الدخل من خلال تحسن الأسهم، الأمر الذي سيؤثر في نهاية المطاف على الطلب».
وعلى المدى القريب ظل الطلب ضعيفاً، رغم أن موسم قيادة السيارات بالولايات المتحدة -الذي عادة ما يصل الطلب خلاله إلى أعلى مستوياته- يقترب من ذروته.

بيانات المخزون  الأمريكي

 ومن شأن البيانات الأسبوعية للمخزونات الأمريكية المقرر صدورها يوم الأربعاء أن توضح الصورة التالية للعرض والطلب.
وتوقع محللون أن تنخفض مخزونات الوقود بوجه عام، وأن ترتفع مخزونات منتجات النفط بما في ذلك البنزين والديزل.
وتوقع وزير الطاقة والمناجم الجزائري، شكيب خليل، أن تظل أسعار النفط في نطاق بين 65 و70 دولاراً للبرميل العام الجاري، مادامت الأسواق تشهد زيادة في المعروض، وقال إن «أوبك» قد خفض الإنتاج خلال اجتماعها المقبل في سبتمبر إن لم يكن هناك طلب كافٍ على نفطها الخام.
ويتوقع الكثير من المحللين أن تتصدر آسيا أي تحسن في الطلب، كما أشار تباطؤ التراجع في مبيعات الوقود المحلية إلى بداية تحسن الطلب في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة.
وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، تراجعت المبيعات المحلية لمنتجات النفط لشركة «سينوبك كورب» 4.8 بالمئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى نحو 31.28 مليون طن، وذلك مقابل تراجع بنسبة 12.4 بالمئة في الربع الأول.
ومن المتوقع أن يظل الطلب في الولايات المتحدة راكداً، وينتظر المتعاملون الشهادة نصف السنوية التي سيلقيها بن برنانكي، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، عن التوقعات الاقتصادية الأمريكية والسياسة النقدية، لمعرفة المزيد من الدلائل الخاصة بالانتعاش الاقتصادي، الذي قد يساعد على إحياء الطلب.
وكان سعر النفط قد ارتفع أمس  الإثنين، وسط تفاؤل بشأن فرص تعافي الاقتصاد العالمي، وتوقعات بتحسن الطلب على الوقود، وواصلت الأسواق العالمية مكاسبها من الأسبوع الماضي، بدعم نتائج أعمال قوية للشركات، وأنباء التوصل إلى حزمة إنقاذ لمجموعة «سي آي تي» المالية الأمريكية المتعثرة. واستمدت السوق دعماً إضافياً من صعود مؤشر يقيس اتجاه الاقتصاد الأمريكي للشهر الثالث على التوالي في يونيو الماضي، الأمر الذي ينبئ بقرب انتهاء الركود.
وقالت مؤسسة «كونفرنس بورد»، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، إن المؤشر الذي يقيس الاتجاهات العامة في الاقتصاد على مدى ستة إلى تسعة أشهر مقبلة، ارتفع 0.7 بالمئة في يونيو، بعد تقدمه 1.3 بالمئة في مايو الماضي.
وقال توم بنتز، المحلل لدى «بي أن بي باريبا» لعقود السلع الأولية «أعتقد أن معظمه امتداد لموجة صعود الأسبوع الماضي.. التفاؤل الاقتصادي الذي يفضي إلى تحسن الأسهم والدولار الضعيف يدعمان أسواق السلع الأولية».

تراجع الركود

وأظهر استطلاع لآراء خبراء الاقتصاد أن الركود بدأ يرخي قبضته عن الولايات المتحدة، أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم، لكن الأزمة لم تنته بعد.
 واتجهت أسعار النفط إلى الارتفاع في المبادلات الإلكترونية في آسيا، أمس، مدفوعة بتجدد الآمال في التحسن الجاري على الاقتصاد، بحسب متعاملين.
وكسب سعر برميل الخام المرجعي الخفيف (سويت لايت كرود) 32 سنتاً عند 64.30 دولار، وكسب برميل خام بحر الشمال «برنت» تسليم سبتمبر 8 سنتات عند 66.52 دولار.
وبحسب محللين فإن الوسطاء يراهنون على التفاؤل الاقتصادي، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، وأوضح فيل فلاين، المحلل لدى «بي أف جي ريسيرش»، أنه «يبدو أن الوسطاء يقدمون على المغامرة مع عودة قوية للتفاؤل الاقتصادي».
وعزا محللون آخرون توجه الأسعار إلى الارتفاع إلى تحسن أداء بورصة «وول ستريت» في الآونة الأخيرة.
وقال أليس إيكلاند، الوسيط المستقل، «أعتقد أن البورصة هي أفضل موجه للسوق النفطية»، محذراً مع ذلك من أن أساسيات سوق الخام تظل هشة.
وأشار إلى أن «البطالة تواصل الارتفاع والمخزونات تظل كبيرة جداً في أمريكا الشمالية، والطلب ضعيف جداً هذا الصيف».
وبالتوازي مع ذلك يتابع الوسطاء بانتباه الوضع في إيران، حيث تهدد الاحتجاجات الأخيرة على نتائج الانتخابات الرئاسية استقرار هذا البلد المهم في مستوى إنتاج النفط -بحسب فيل فلاين-.
وكانت العقود الآجلة لنفط الخام الأمريكي قد أغلقت مرتفعة بعد معاملات متقلبة، وذلك وسط تفاؤل اقتصادي ظهر أثره في الأداء القوي لأسواق الأسهم.
وكان النفط الخام قد حقق مكاسب قوية الأسبوع الماضي، مدعوماً ببيانات تبعث على التفاؤل لوحدات البناء الجديدة، وتقرير حكومي يظهر تراجع مخزونات الخام 2.8 مليون برميل الأسبوع السابق.
وقالت منظمة «أوبك» إن سعر سلة خاماتها القياسية ارتفع إلى 64.64 دولار للبرميل يوم أمس الأول من 63.23 دولار يوم الجمعة الماضي.

المصدر : وكالات


 

مواضيع ذات صلة :