من كنوز المعرفة إلى اللوحات الفنية والمنحوتات والمجوهرات، تتنوع ذخيرة معرض أوزبكستان الفني الذي افتتح في الدوحة مطلع الأسبوع ويستقبل الزوار حتى الـ16 من الشهر الجاري.
وتعرض في التظاهرة الفنية التي يحتضنها الحي الثقافي في العاصمة الدوحة أقدم نسخة من القرآن الكريم يطلق عليها مخطوطة سمرقند وتسمى في الموروث الإسلامي بالمصحف العثماني.
المصحف المكتوب بالخط الكوفي يعود للقرن الأول الهجري، وبالذات إلى عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان، وقد نقل من بغداد إلى سمرقند في القرن العاشر للميلاد.
ويشهد المعرض منذ افتتاحه إقبالا كبيرا من المثقفين والإعلاميين وأعضاء السلك الدبلوماسي في قطر، وتتخلله أمسيات موسيقية وحفلات رقص تحكي جانبا من الفن الأوزبكي الضارب في القدم.
ويقول المدير العام للحي الثقافي بقطر خالد بن إبراهيم السليطي إن الفن يمثل جسرا بين الشعوب ويقلص المسافات بين الدول كونه يمثل أرقى أنواع التواصل ويصل بين الماضي والحاضر.
وحسب السليطي، حرصت قطر على استضافة المعرض نظرا لمكانة الثقافة الأوزبكية في التاريخ الإسلامي، حيث عرفت أوزبكستان بالثراء والتنوع وكانت موطنا لقامات كبيرة من العلماء والفلاسفة والمفكرين من أمثال البخاري والترمذي والفارابي وابن سينا والخوارزمي والزمخشري.
أما الأكاديمي الأوزبكي الدكتور أكبر حكيموف فيركز على أهمية المعارض الفنية في تبادل المعارف واستلهام الماضي وجسر الهوة بين الشعوب.
ويشدد حكيموف على أن المجتمع الأوزبكي لعب دورا كبيرا في إثراء الثقافة الإسلامية بالنظر للإشعاع الكبير للعلماء الأوزبك في مختلف المجالات.
ويضم المعرض العديد من الأقسام بينها فن الخط والمنمنمات الشرقية، والزخرفة التطبيقية، والنوادر، والفنون التشكيلية، والتقاليد الخالدة.
ويضم قسم الخط، إلى جانب المصحف العثماني، العديد من المخطوطات النفيسة التي يعود بعضها للقرن السابع الميلادي، وتبدو مؤطرة بأسلوب أنيق يعكس الصنعة البديعة والحدس الفني للخطاطين والرسامين الأوزبكيين.
أما ركن النوادر فيضم العديد من الملابس والأشياء التقليدية التي تحمل أساطير العهود القديمة وتتحدث عن مراحل مختلفة من تاريخ أوزبكستان.
ويفتح المعرض نافذة على فن النحت الأوزبكي حيث يعرض منحوتات خشبية ونقوشا على الحجر والسيراميك إلى جانب الزخرفة والتطريز.
وحسب القائمين على المعرض، عملت أوزبكستان منذ الاستقلال على إحياء العديد من الأشكال الثقافية التقليدية بهدف المحافظة على ثقافة وتراث شعب الأوزبك.
وداخل ركن كتبت عليه عبارة “أجيال تتوالى وتقاليد باقية”، تعرض مجموعة من الصور الفريدة تعكس الحفاظ على التقاليد الأوزبكية وتعود لمئات السنين، إلى جانب العديد من الملابس التقليدية وأدوات الزينة وتشكيلة من المجوهرات والإكسسوارات.
أما قسم الفنون التشكيلية فيضم عدة أعمال رائدة تعكس تنوع وثراء التعبير البصري وتعود لنخبة من الفنانين الأوزبكيين أمثال رحيم أحمدوف وجول عثمانوف.
اليوم نيوز